"النهار"
أعلن المرصد السوريّ لحقوق الإنسان العثور على جثث 36 مهاجراً، بينهم لبنانيّون وسوريّون، قضوا غرقاً قبالة مدينة طرطوس الساحلية في شمال غرب البلاد، فيما تستمرّ عمليات البحث عن ناجين محتملين.
تفاوتت المعلومات مساء اليوم حول زورق الموت الجديد الذي غرق قبالة جزيرة أرواد السوريّة. ففيما قيل إنّه انطلق من المنية قبل 7 أيام وعلى متنه 55 راكباً من جنسيات مختلفة (لبنانيون وسوريون وفلسطييون)، أشارت معلومات أخرى إلى أنّ المركب انطلق مساء الثلثاء من منطقة العريضة على الحدود اللبنانية السورية وعلى متنه أكثر من 170 شخصاً في هجرة غير شرعية، على ما أوضح مراسل "النهار" طوني فرنجية.
وذكرت المعلومات أنّ الحمولة الزائدة أدّت، إلى جانب الرياح والأمواج العاتية، إلى تسرّب المياه إلى القارب ما تسبّب بانشطاره وتحطّمه وسقوط مَن كانوا على متنه.
وذكر المرصد أنّ طائرة مروحية تابعة لقوات النظام السوريّ مزودة بكشافات ضوئية تجوب الشواطئ بحثاً عن ناجين، بعد 6 ساعات من العثور على أول ضحايا المركب، إذ عُثر على أول جثة عند الساعة الرابعة بعد ظهر اليوم.
وانتشلت فرق الإنقاذ بمساعدة زوارق الصيادين السوريّين 20 شخصاً بينهم 15 طفلاً وامرأة من الجنسية اللبنانيّة والسوريّة، ونُقلوا إلى مستشفيات مدينة طرطوس، بعضهم بوضع صحي خطير، بعد ساعات من الغرق، وسط معلومات عن توقف عمليات البحث بالإضافة إلى "عدم مشاركة الروس في عمليات البحث القريبة من قاعدتها في طرطوس"، على ما ذكر المرصد.
من جهة ثانية، كانت مخابرات الجيش قد ألقت أمس القبض على عدد من الأشخاص المتورطين بالهجرة غير الشرعية، من بينهم اثنان على صلة بمركب طرطوس.
إلى ذلك، لفت مراسل "النهار" إلى أنّ حالة غضب تسود طرابلس وسط قطع الطرق وإطلاق النار بالهواء ومطالبة الدولة بتأمين مستقبل أفضل للشباب لمنع هجرتهم.
من جهته، تواصل وزير الأشغال العامة والنقل علي حميه مع نظيره السوري زهير خزيم الذي أكّد له "إطلاق 24 زورق بحث منذ الساعة الأولى لورود المعلومات، وأنّ ثمة فرقا تنتشر على الشاطئ، وستعمل الليلة وغداً صباحاً".
وفي بلاغ أوليّ، أعلنت وزارة النقل السوريّة العثور على 15 جثة في المياه الإقليمية، وإسعاف 8 ناجين إلى مستشفى في طرطوس، مع استمرار عمليات البحث مقابل منطقة المنطار وأرواد ومواقع عدّة على شاطئ طرطوس، بعد غرق الزورق البحري الذي يحمل العلم اللبنانيّ.
ونقلت الوزارة عن أحد الناجين قوله إنّ "الزورق انطلق من المنية في لبنان منذ أيام عدّة بقصد الهجرة، ويحمل أسخاصاً من جنسيات عدّة".
وأفاد مراسل "النهار" في عكار بأنّ "مواطناً نجا من الغرق قبالة أرواد ويُدعى وسام التلاوي، قد أبلغ عائلته في بلدة القرقف العكاريّة بأنّ زوجته وأولاده الأربعة لا يزالوان في عداد المفقودين".