الهدف الأساس هو تقديم هذا الدعم من أجل الوصول إلى الكأس
بقلم جان الفغالي – "أخبار اليوم"
لا يمكن تصور منطقة الأشرفيه من دون نادي الحكمة، ولا يمكن تصور نادي الحكمة من دون الأشرفيه، إنهما توأمان لا ينفصلان.
كانت السلطة الأمنية، زمن الوصاية السورية، تراقب جمهور الحكمة، وإدارته، ومشجعيه، وتضعهم تحت المجهر، تمامًا كما كانت تراقب الأحزاب والتيارات السيادية، وفي مقدَّمها القوات اللبنانية. كانت تلك السلطة تحصي الهتافات والشعارات التي تُطلَق في الملاعب، وتحصي الأعلام التي تُرفَع في المواكب، حتى لكأن نادي الحكمة أصبح أحد أضلع المقاومة اللبنانية.
وعن حق، لا يمكن ذِكر نادي الحكمة من دون الراحل الكبير أنطوان الشويري، "البريزيدان"، الذي أعطاه وقتًا وجهدًا وعرقًا وتعبًا ودعمًا ماليًا. وعن حقِّ أيضًا، لولا انطوان الشويري لَما بلغ نادي الحكمة ما بلغه، في وقتٍ من الأوقات.
مرَّ نادي الحكمة في "طلعات ونزلات"، تعاقب على رعايته ودعمه أكثر من شخص، إلى أن وصل اليوم أن يكون الرئيس الفخري النائب جهاد بقرادوني ورئيس مجلس الأمناء نديم مراد، ودائمًا تحت جناحَي مطران بيروت.
ماذا يعني هذا التطور وهذه الخطوة؟ القيِّمون الجدد على النادي يُؤْثِرون الصمت، ويقول قريبون منهم: لندع الأعمال تتكلَّم ، أمام نصب أعيننا هدف واحد: أن نعيد نادي الحكمة إلى مجده وانتصاراته وأن نعيد الأمل إلى أبناء الأشرفيه تحت عنوان "إيه في أمل".
يتابع هؤلاء القريبون: ليس هناك من صفقة انتخابية، فلو كان هذا التطور حصل قبل الانتخابات النيابية لكان قيل: إنها صفقة من أجل الإنتخابات واستمالة الأصوات لمصلحة النائب جهاد بقرادوني، لكن الانتخابات ليست على الأبواب بل بعد ثلاث سنوات ونصف سنة، وتحديدًا في أيار 2026، تمامًا حين تولى النائب غسان حاصباني رئاسة النادي قبل ثلاث سنوات، أي عام 2019 وليس عشية الانتخابات.
لكن النادي بحاجة إلى دعم مادي لينهض ويقف على رجليه "والمبلغ مش هيِّن ومش زغير"، فما العمل؟
يقول قريبون من القيمين الجدد على النادي: هذه أولوية الأولويات وقد باشرنا الإتصالات، والإجابات والأجواء مشجعة، لكن الهدف الأساس هو تقديم هذا الدعم من أجل الوصول إلى الكأس.
ليس قليلًا أن يبدأ النائب جهاد بقرادوني وصديقه نديم مراد من هذه "الفشخة الكبيرة"، يعتبران أن الأشرفيه تستحق ونادي الحكمة.
حين زار البابا يوحنا بولس الثاني لبنان، قال: لبنان أكثر من وطن، إنه رسالة.
كأن بالقيمين اليوم على نادي الحكومة يستعيرون هذا القول مع التعديل، فيصبح: "الحكمة أكثر من نادٍ، إنه قضية".