اتّسعت رقعة الاحتجاجات المتواصلة منذ أيام في إيران على اثر وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاما) ليلة الأربعاء، وتمددت من المدن الغربية إلى أغلب المحافظات التي شهدت كرًّا وفرًّا بين قوات الأمن و"الباسيج" من جهة والمحتجين من جهة أخرى، في حين تحدثت مصادر رسمية عن اعتقال أجانب بتهمة "التحريض على إثارة الشغب".
وبدأت حركة المحتجين انطلاقاً من جامعة طهران، قبل ساعات من وقوع صدامات قرب مقر المرشد علي خامنئي. وكانت الاحتجاجات في جامعة الزهراء حدثاً نادراً، لأنها جامعة مخصصة للنساء، وهي من المراكز العلمية الخاضعة لنفوذ المحافظين المتشددين.
وتمركزت الاحتجاجات في المناطق المزدحمة بالمارة في وسط العاصمة، قبل أن تتوسّع لتشمل شوارع عدّة.
وتشارك النساء بكثافة في الاحتجاجات، وتلوح كثيرات منهن بحجابهن أو يقمن بحرقه أو بقص شعرهن في الأماكن العامة. كما يتمّ تمزيق وحرق صور قادة النظام، وتتراوح أعمار المحتجين بين 15 و40 عامًا.
وارتفعت حصيلة القتلى إلى 36 حسب منظمات حقوقية، بينما اعترفت السلطات رسميًّا بسقوط 17 قتيلًا. وأكدت وكالة "إرنا" الرسمية مقتل ضابط شرطة وجرح أربعة، في شيراز.
وقال حاكم طهران إنه تم تحديد هوية 1800 شخص "شاركوا من قبل في أعمال شغب".
ولم يشر المرشد الإيراني علي خامنئي إلى الإحتجاجات، خلال خطاب ألقاه الأربعاء لمدة 55 دقيقة في ذكرى الحرب العراقية الإيرانية، رغم كونها من بين أسوأ الاضطرابات التي تشهدها إيران منذ الاشتباكات التي شهدتها شوارعها العام الماضي بسبب شح المياه، بينما حذرت "جبهة الإصلاحات" من تكرار سيناريو احتجاجات 2009.