احتفل راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة المطران بولس عبد الساتر بالقدّاس الإلهي لمناسبة عيد القدّيسة تقلا، أولى الشهيدات، في رعيّة مارت تقلا في الحازمية، عاونه فيه خادم الرعيّة الخوري روني معتوق والخوري يوسف عون والخوري ميشال كيروز، في حضور عدد من الراهبات وحشد من المؤمنين.
وفي عظته، تطرّق عبد الساتر إلى دور المرأة في حياة الكنيسة إنطلاقًا من شهادة القدّيسة تقلا، فقال: "ها نحن مجتمعون في هذا المساء في هذه الكنيسة لنحتفل معًا بعيد شفيعتكم القدّيسة تقلا، أولى الشهيدات في المسيحيّة. وهي مناسبة لنتأمّل معًا بدور المرأة عمومًا في الجماعة المسيحيّة وبأهميّة وجودها كعلامة على محبّة الرب يسوع للإنسان ومحبّة الإنسان لله".
اضاف: "المرأة عمومًا تعمل وتتكلّم وتؤمن إنطلاقًا من قلبها. وهي تقوم بأعمال وتبذل التضحيات الكبار لأنها تحبّ. فالشهيدة تقلا تخلّت عن حياتها السابقة المملوءة بالجاه والمال وقدّمت حياتها، لأنّها تعرَّفت إلى الرب يسوع وأحبَّته وليس سعيًا خلف مصلحة شخصية. هانَ كل شيء بالنسبة إليها في سبيل حبيبها الأول والأخير. لم تحسب أيّ حساب لما قد تفقده ولما قد تتألمه إن تبعت الرب. أحبَّت، فأحبَّت حتى النهاية".
وتابع: "وأنتم يا أخواتي الحاضرات في هذه الكنيسة، أمهات أو بنات أو راهبات، أنتنّ ركن أساس في الكنيسة اليوم. ولولاكنّ لفرغت كنائسنا ربما. أنتنَّ اللواتي تعلّمن أولادكنَّ الصلاة منذ نعومة أظافرهم، وتأتين بهم إلى الكنيسة. أنتنّ اللواتي تخدمن في الكنيسة بمجّانيَّة وتعملن لنموِّها بصلاتكنّ أولاً على نيّتها وعلى نيّة المسؤولين فيها. أنتنَّ العلامات الأولى على محبّة الربّ يسوع لكل إنسان لأنكنَّ لا تُهملن ضعيفًا ولا فقيرًا ولا صغيرًا ولأنكنّ تسامحن وتتألمن بصبرٍ ورجاء وتصلّين على نيّة من يسببّ الألم لكنّ. ولأنكنّ تلجأن إلى يسوع أولاً في ضيقكنّ وكلكنّ ثقة بمحبّته لكنَّ ولأحبائكنَّ".
وختم: "أصلّي معكم جميعًا في هذا القداس على نية كلّ النساء في العالم ليبقَين لنا قدوة في المحبّة والرجاء والإيمان".
وبعد القدّاس وزيّاح أيقونة القدّيسة تقلا، التقى عبد الساتر بأبناء الرعيّة.