"أبو صدام" على شاهد: رحلة في عالم الذكورية السامة | أخبار اليوم

"أبو صدام" على شاهد: رحلة في عالم الذكورية السامة

| الإثنين 26 سبتمبر 2022

الفيلم من بطولة محمد ممدوح

تتيح منصة شاهد لمشتركيها مشاهدة الفيلم المصري "أبو صدام" بعد فترة من انتهاء عرضه في صالات السينما، وظهوره الأول في مهرجان القاهرة السينمائي. الفيلم من إخراج وقصة نادين خان وسيناريو وحوار محمود عزت.
ساعة ونصف الساعة هي مدة الشريط، نصاحب خلالها سائق النقل الغاضب (محمد ممدوح)، ومساعده (أحمد داش) في يوم عادي.
الفيلم ببساطة يفتقد لكل المقومات التي قد تجعل منه فيلماً جماهيرياً بالمعنى التجاري للكلمة. فلا توجد قصة حب ملتهبة، ولا دراما تستدرجنا للبكاء، ولا مواقف مضحكة، بل إنه واحد من الأفلام التي تبدو لكثيرين ذات إيقاع رتيب، لكنه رغم ذلك فيلم يثير فضولنا منذ الدقائق الاولى ويدفعنا لمتابعته.
البطل في هذا الفيلم هو الحوار، لا القصة، فهو فيلم لا طريقة للاستمتاع به سوى عبر التأمل في الحوار، والتركيز على انفعالات الشخصيات.
في فيلم "أبو صدام"، لا نخرج من الشاحنة سوى لدقائق معدودة، ثم نعود إليها مجدداً، لا نسمع سوى صوت أبو صدام الخشن وهو يُجري مكالمات عديدة مع رب عمله أو زوجته أو صهره، وصوت المساعد حسن الذي يحاول إخراج أبو صدام من الصمت الذي يدخل فيه بعد كل مكالمة. ولا نرى سوى جسد أبو صدام والطريق المتسع أمامه.
في الفيلم ايضاً، نراقب معاناة المرأة العربية، بسبب بعض الرجال المتمسكين بالرغبة في فرض القوة، لكن نادين خان ناقشت الأمر بطريقة عكسية، فبدلاً من تركيز الصورة على الأضرار الواقعة على المرأة، سلطت الضوء على الناهي والآمر، لنعرف ما يمكن أن تفعله الذكورية السامة في الرجل.
سعيد الشهير بأبو صدام، والذي يلقب نفسه بملك الطريق هو تجسيد حيّ للنزعة الذكورية السامة، تخبطت به الدنيا حتى أصبح سائق نقل، فنشاهد صراعاته لإثبات هيمنته، بفرض السلطة على زوجته ومنعها من حضور فرح ابنة عمتها. تتجلى معاناة الشخص الذكوري، وخصوصاً في قصة أبو صدام حين ينزل الرجل عن عرشه. فحين يجلس إلى جوار عم زوجته يرضخ لأوامره (بعد أن أبلغت عنه بأنه قام بضربها)، فيتصل بها ويخبرها بأنها يمكنها الذهاب، لكن بعد تهديد بالإهانة والضرب عند العودة، حتى تطعن في رجولته في نهاية المكالمة بسبب هذا التهديد، لعدم قدرته على الإنجاب، وتعاليه على تلبية أوامر الطبيب من فحوصات وغيرها. وحين يقرر أن ينفرد ببائعة الهوى في كابينة السيارة ليمارس معها الجنس ينتظر منها إطراءً وتفخيماً، لكنها ترد عليه بالسخرية، لعدم قدرته على تلبية احتياجاتها، ثم تنتهي المشادة بضربة منها على رأسه.
وحين يتم إيقافه من قبل حاجز على الطريق، وينزل بشجاعة كون رخصته سارية، ولظنه بأنه لم يرتكب أي خطأ، يُفاجَأ بأنه ممنوع من السير، ومطلوب إيقافه بسبب فتاة تعرض لها بطريقة بشعة. في كل من النقاط الثلاث للتوقف أثناء الطريق، تتجلى أمامنا مدى هشاشة وضعف هذا الذي يسبق صوتُه العالي عقلَه وتسبق يدُه لسانَه.
الفيلم ذو مستوى مقبول وممتع بصرياً إلى حد كبير، وهو يستحق المشاهدة من دون شك ويمكن القول انه شريط يترك مجالات واسعة للحوار والنقاش بعد انتهائه وهذه بالطبع نقطة قوة لأي عمل فني في الاجمال وللافلام في شكل خاص.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار