يعرض على منصة شاهد وهو من بطولة فؤاد يمين
لعل البرنامج التلفزيوني اللبناني الذي احدث اكبر عاصفة من الجدل ما بعد العام ألفين (حتى اكثر من برنامج النكت البذيئة "لول" مع هشام حداد) هو برنامج "نقشت" او Take me out الذي عرض على مدى موسمين على شاشة المؤسسة اللبنانية للارسال، ويقال ان موسمه الثالث النائم في الادراج منذ ثلاثة اعوام، قد يبصر النور قريباً.
في فيلم "عالم التلفزيون" الذي تتيح منصة شاهد لمشتركيها متابعته، يحاول الممثل والكاتب فؤاد يمّين ان يدمج شخصيته الواقعية -كونه مقدم هذا البرنامج- في جوٍ من الأحداث التي تشبه الخيال رغم ان بعضها حصل فعلاً!
منذ بداية الشريط الذي لا تزيد مدته عن سبعين دقيقة، يشرح لنا يمّين العلاقة التي تربطه بعالم التلفزيون والتمثيل منذ طفولته حتى وصوله إلى مرحلة الشهرة. يتحدث حتى عن شكله، حين أجرى عملية شفطٍ للدهون خفّضت وزنه وغيّرت مظهره، وصولاً الى قبوله تقديم برنامجTAKE ME OUT. يشرح يمّين الذي يستخدم اسمه الحقيقي في الفيلم، كيف أثّرت خلافاته مع عائلته، وتحديداً مع عمّه (علي كمال)، والنقاشات الحادة على السوشال ميديا على البرنامج وعليه شخصياً. حتى إنّ مشتركة في البرنامج أخبرته لدى لقائها به مصادفةً أن "حياتها تدمّرت" بعد هذه المشاركة!
يهاجم يمّين التلفزيونات وشركات الانتاج وإداراتها من خلال إظهاره أكثر من شخصية مسؤولة في هذه الإدارات بطريقة قد تبدو صادمة للمشاهد. ويظهر لنا ان كل ما يجري في البرنامج يؤثر على حياة البطل، فرسالة هاتفية قصيرة هددت علاقته بزوجته سارة (رزان الجمال).
شخصية فؤاد تنجح في جعل الفيلم "سهلاً للهضم" رغم انه يطرح قضايا مهمة جداً كحرية التعبير وتعدد تفسيراتها والنمط الاستهلاكي المتبع في وسائل الاعلام والتسليع والحجاب وسواها، والاكيد ان هذا العمل يستحق المشاهدة والتنويه وبيقى الامل في ان تقدم لنا السينما المحلية مزيداً من الافلام المشابهة (اي التي تضع الاصبع على الجرح من دون وعظ) في المستقبل القريب.