"وحرير بدنا نلبس"... معارضة لبنانية مُفتَّتَة وحاضنتها العربيّة لا تواجه! | أخبار اليوم

"وحرير بدنا نلبس"... معارضة لبنانية مُفتَّتَة وحاضنتها العربيّة لا تواجه!

انطون الفتى | الخميس 29 سبتمبر 2022

مصدر: بكركي لا تدخل في أسماء ولا حتى أمام السّفراء الأجانب منعاً لحصول تسريبات

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

معارضة مُفتَّتَة. معارضة تلعب على وقت لا تمتلكه. معارضة ضعيفة. معارضة لا تثق ببعضها البعض.

ما عاد شيئاً جديداً تحت شمس المعارضة اللبنانية "المُظلِمَة"، التي لم نفهم حتى الساعة، جدوى الوعود التي أغدقتها على الناس عشيّة الانتخابات النيابية، فيما تبدو عاجزة عن تحريك أقلّها صعوبة، ولو بطرف إصبعها.

 

مشروع؟

أبرز ما أكّده "المشهد الرئاسي" في مجلس النواب اليوم، هو أن لا معارضة في هذا البلد. وتزداد الصّورة "ظلاماً" عندما نبحث قليلاً في "ماورائيات" الدّعم العربي الذي تستند إليه المعارضة في لبنان، لنجد أنه يفتقر الى أي مشروع (عربي) فعلي وملموس للمواجهة مع إيران، إلا في لبنان، وهو الابتعاد العربي عنه.

فإقليم كردستان العراق يُقصَف من الجانب الإيراني. والسلطة القضائية الإيرانية تُعلِن عن إصدار سندات ملكية رسمية خاصة بجزر طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى، من دون أي مشروع عربي للمواجهة مع إيران، لا في مياه الخليج، ولا في العراق (حيث الحوار الإيراني - السعودي)، ولا في سوريا (حيث بعض الانفتاح العربي على دمشق، رغم عَدَم الثّقة بالرئيس السوري بشار الأسد حتى الساعة)، ولا في اليمن (حيث الهدنة لا تزال صامدة ولو شكلياً)، وذلك مقابل الاحتفاظ بالرغبة العربية بمواجهة طهران في لبنان حصراً، من خلال الابتعاد عنه، ورغم أن الأخير هو الحلقة الأضعف التي لا تقدّم أو تؤخّر.

 

لا أكثرية

والمحصّلة هي أن المستقبل اللبناني بات صعباً جدّاً، وسط معارضة داخلية، ودعم عربي لها، يكتفيان بأمر واحد حتى الساعة، و"ينتعشان" به، وهو أن لا أكثرية مُطلَقَة في مجلس نواب 2022، رغم معرفة الجميع أن اللبنانيين لن يأكلوا أو يشربوا من ذلك.

 

"فيتو"

أشار مصدر واسع الاطلاع الى أن "المعارضة في لبنان ليست مُتّفقة على شخص واحد تسير به الى كرسي بعبدا، لا بين مختلف مكوّناتها، ولا مع العنصر المسيحي الأقوى على الساحة المسيحية حالياً، والذي هو (رئيس حزب "القوات") سمير جعجع".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "فيتو" (رئيس "الوطني الحرّ" جبران) باسيل على انتخاب (رئيس تيار "المرده" سليمان) فرنجيه، بات واضحاً للجميع، رغم أن باسيل فَقَدَ دوره التأثيري على المستوى الرئاسي منذ مدّة. صحيحٌ أنه أبلغ "حزب الله" بعَدَم قبوله بفرنجيه كرئيس، إلا أنه (باسيل)، ورغم رفضه لترشيح جعجع أيضاً، لا يمتلك أوراق قوّة فعليّة في هذا الملف، خصوصاً أنه يرفض حتى دعم أي شخصيّة تنتمي الى تكتّل "لبنان القوي"، في الوصول الى الرئاسة".

 

"ضربة معلّم"

ورأى المصدر أن "جلسة اليوم كانت "ضربة معلّم" لـ (رئيس مجلس النواب نبيه) بري، الذي أرضى بها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وكلّ من يمكنه أن يتّهمه بالعرقلة. وهو فضح الانقسام في صفوف كتلة نواب "التغيير"، وعَدَم اتّفاق المعارضة مع بعضها البعض، وحَجم انعدام التوافُق المسيحي على الملف الرئاسي".

وأضاف:"بكركي لا تدخل في أسماء، ولا حتى أمام السّفراء الأجانب، منعاً لحصول تسريبات، تؤثّر على علاقاتها بالقوى المسيحية. ولكن بالمواصفات التي يُعطيها البطريرك الراعي للرئيس الجديد، يظهر أنه لا يوافق على انتخاب فرنجيه، ولا باسيل".

 

العرب؟

وعن مدى صعوبة الوضع في لبنان مستقبلاً، نظراً للانقسام الكبير في صفوف المعارضة، ولغياب أي مشروع مواجهة مع إيران، لدى الدول العربية الدّاعمة لتلك المعارضة، إلا على الساحة اللبنانية، أجاب المصدر:"هذا يصعّب أوضاعنا طبعاً، خصوصاً أن العرب لا يمتلكون أوراقاً يواجهون بها إيران، من ضمن مشروع. ولكن بمعزل عن ذلك، وعمّا يحصل في العراق، وسوريا، واليمن، إلا أن هناك مشروعاً سعودياً - فرنسياً، هو أميركي أيضاً الى حدّ ما، لانتخاب رئيس لبناني لا تكون "نكهته" إيرانيّة 100 في المئة. ونرى ذلك في عَدَم وضع "حزب الله" أي مرشّح له في الواجهة، وإدراكه لحاجته الى رئيس وسطي، يفتح له باب تخفيف الضّغوط الدولية عليه ("الحزب")".

وختم:"زُرِكَت المعارضة في جلسة اليوم. وإذا تمكّنت من الإسراع في الاتّفاق على وسطيّ مقبول، فإنها قد تُفلِح في شيء ربما. ولكن كلّما طال انعدام التوافُق على رئيس وسطيّ، كلّما ارتفعت حظوظ قائد الجيش العماد جوزف عون للوصول الى كرسي الرئاسة".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار