من قرار الى آخر... "هزّات بَدَن" يوميّة في دولة "البقّوسي"!؟ | أخبار اليوم

من قرار الى آخر... "هزّات بَدَن" يوميّة في دولة "البقّوسي"!؟

انطون الفتى | الخميس 29 سبتمبر 2022

حبيقة: عندما تكون الدولة ضائعة كيف ستتمكّن من توضيح أي شيء لشعبها؟

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

من قرار الى آخر، ومن تصريح الى آخر... "هزّات بَدَن" متكرّرة للمواطن اللبناني، بين الحين والآخر، لا يفهمها، ولا قدرة لديه على ضبط أوضاعه ومستقبله بموجبها، لا بالسرعة المُفتَرَضَة، ولا كما يجب.

 

"شبه تفسير"

هكذا، ومن دون أي إشارة تحضيريّة مُسبَقَة، أعلن وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف خليل، أن مصرف لبنان سيستخدم سعر صرف 15 ألف ليرة مقابل الدولار، بدلاً من 1507 ليرات، واصفاً ذلك بأنها خطوة نحو توحيد سعر الصرف في البلاد، ومؤكّداً أن تطبيق هذا القرار يبدأ اعتباراً من نهاية تشرين الأول القادم. فيما أعلنت وزارة المالية وقف العمل بسعر الصرف الرسمي الحالي للدولار، بدءاً من مطلع تشرين الثاني القادم.

وحصل ذلك، من خارج أي شرح أو "شبه تفسير" مُسبَق عن تداعيات هذا القرار على الحياة اليوميّة للناس. وهذا ينسجم مع واقع نعيشه منذ نحو ثلاثة أعوام، وهو أنه لا يُمكننا أن نقول في أي وقت، إننا نجحنا في ضبط أوضاعنا لتنسجم مع الانهيار، بطريقة "يقينيّة".

 

"بقّوسي"

فما ان نتلمّس قعر الهاوية، جزئياً، حتى يخرجون علينا بقرار جديد، أو بكلام جديد، يُسقطنا في حفرة "غير يقينيّة" جديدة، تزيد الانهيار انهياراً، في وقت سريع، وهو ما يصعّب علينا حتى محاولة التعايُش مع الصّعوبات.

هل نتّجه الى الدّولرة الكاملة في هذا البلد، أي الى تلك التي لن يكون مقبولاً ما يوازيها باللّيرة اللبنانية؟ متى؟ يحقّ لنا أن نعرف ذلك، ومنذ الآن، والوقت التقريبي لبلوغه، حتى نتمكّن من ترتيب شؤوننا، ومن معرفة ما إذا كنّا سنتمكّن من العَيْش في لبنان طويلاً بَعْد، أو لا.

فلا شيء مستبعداً مع قرارات، وتعاميم، وتصريحات "البقّوسي"، في دولة "البقّوسي". ولكن أخبرونا بالاحتمالات القادمة مستقبلاً، كحقّ من حقوقنا البسيطة، حتى نعرف كيف نرسم مصيرنا مُسبَقاً، وعلى أي أساس.

 

استعجال

أوضح الخبير الاقتصادي الدكتور لويس حبيقة أن "الانطلاق في مقاربة ما يحصل تبدأ من قاعدة أن المسؤولين في الدولة لا يُدركون ما يفعلونه تماماً. والحقيقة هي أن هناك تخبُّطاً كبيراً، لا سوء نيّة بالضّرورة، والمثل الأكبر على ذلك هو الإعلان عن أن سعر الصّرف الرسمي بات 15 ألف ليرة، من دون أن نستمع الى من يفهم ماهيّة هذا القرار بالكامل".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى "أنهم استعجلوا في الإعلان عن ذلك، بالاستناد الى مقابلة لوزير المال. فيما لا شيء واضحاً حتى الساعة، ولا أحد يُمكنه أن يفهم أبعاد هذا القرار، وتفاصيله، وتداعياته الكاملة مستقبلاً".

 

دولة ضائعة

ورأى حبيقة أن "الدّولرة الكاملة مُستبعَدَة، بل سننتقل الى سعر الصّرف الحرّ، كسعر موحَّد للدولار في السوق، يُعتَمَد في كل شيء، وفي العرض والطلب، تماماً كما هو حاصل على مستوى العملات العالمية، في تحديد سعرها مقابل الدولار الأميركي. وهذا هو الحلّ الوحيد".

وأضاف:"الدولة التي يتوجّب أن تضعنا في حالة من اليقين، ضائعة هي نفسها، ولا تعلم ما يمكنها أن تفعله، لا على صعيد انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة، ولا من خارج ذلك، وصولاً الى الاقتصاد والمال. وعندما تكون الدولة ضائعة، كيف ستتمكّن من توضيح أي شيء لشعبها؟".

وختم:"في الدول التي تحترم فيها السلطات نفسها، يقدّم من يجد نفسه عاجزاً عن توفير الحلول، أو عن العمل، استقالته. وهذا ما ليس موجوداً في لبنان. ولكن رغم ذلك، لا بدّ من التحلّي ولو بالقليل من الإيجابيّة المعقولة، مع عَدَم الاسترسال بحماسة بعض من يظهرون على الشاشات، لضخّ أجواء الانهيار بتهويل شديد، ومن دون أي نفحة اعتدال، وكأن هذا البلد ليس بلدنا. فهذا لا يجوز، لا بالمنطق، ولا من حيث المسار الطبيعي للأمور".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة