غدًا يوم "التفاح اللبناني"... من يشتريه؟! | أخبار اليوم

غدًا يوم "التفاح اللبناني"... من يشتريه؟!

رانيا شخطورة | الجمعة 30 سبتمبر 2022

غدًا يوم "التفاح اللبناني"... من يشتريه؟!
سمعان لـ"أخبار اليوم": لا نضمن ان نأخذ حقوقنا اذا اشترته الدولة

رانيا شخطورة - "أخبار اليوم"

جرت العادة في السنوات الاخيرة، مع مطلع شهر تشرين الاول ان ينظم يوم التفاح اللبناني، من اجل الترويج لهذه الثمرة وحث اللبنانيين على شرائها دعما للمزارع في تسويق وتصريف انتاجه...
وكانت انطلقت فكرة "يوم التفاح" في العام 1994، وقد اقيم وقتذاك احتفالية شارك فيها الرؤساء اميل لحود ورفيق الحريري ونبيه بري، ولكن فيما بعد لم ينظم "هذا اليوم" بشكل دوري او سنوي اذ ان الامر ارتبط بهمة وزراء الزراعة، منهم من شجع على قيامه ومنهم من تجاهله.
وفي العام 2019 نظم يوم التفاح وشمل العديد من المناطق، لكن في السنتين الاخيرتين وبسبب اجراءات كورونا لم تكن النشاطات واسعة.
اما غدا، يعود التفاح اللبناني الى الاحتفال بيومه برعاية وزارة الزراعة، حيث توزع النشاطات الرسمية على النحو الاتي:
يبدأ وزير الزراعة في حكومة تصريف الاعمال عباس الحاج حسن يومه من اليمونة، وينتقل الى دير الاحمر، فعيناتا الارز، ثم البقاع الاوسط والبقاع الغربي، وينهي نهاره في الشوف.
اما مدير عام وزارة الزراعة لويس لحود فيفتتح جولته من ترشيش، ثم ينتقل الى غرفة الصناعة والتجارة والزراعة في طرابلس حيث يلتقي مزارعي الضنية وعكار، ومنها يتوجه الى اهدن فبشري وتنورين والعاقورة الى لاسا وصولا الى كفرزبيان.

ولكن اذا كانت المناطق "ستحتفي بالتفاح"... الا ان هذه الحفاوة لا تشمل المزارعين الذين يعانون الامرين، مرة من اجل توفير الاموال لشراء ما يلزم للاعتناء بالاشجار وكلها بالدولار، ومرة ثانية عندما يحين موعد تصريف الانتاج.
في مطلع الخريف يبدأ موسم التفاح، ويبدأ المزارعون في رحلة البحث عن التصريف، في وقت اهملت فيه الدولة منذ سنوات عدة، قطاعاتها الانتاجية وفي مقدمها الزراعة، ولم تحرك ساكنا باتجاه معالجة المشاكل، بل تكتفي ببعض المؤتمرات والمواقف، التي لا تطعم ولا تسمن المزارع، الذي يعاني كسواه من اللبنانيين جراء الازمة الاقتصادية وارتفاع الاسعار التي ادت تلقائيا الى ارتفاع التكاليف.

واشار نائب رئيس جمعية المزارعين غابي سمعان، عبر وكالة "أخبار اليوم" الى ان انتاج التفاح غزير هذه السنة يتجاوز الـ 250 الف طن، ولكن للاسف السوق المحلي يعاني من الكساد، ليس فقط جراء الازمة بل ايضا الكميات كبيرة تفوق حاجة الاستهلاك المحلي. هذا الى جانب معاناتنا من عقبات التصدير باتجاه الاسوق التقليدية، بدءا من السوق الخليجية المقفلة بوجه الانتاج اللبناني او عبوره عبر اراضيها نتيجة ازمة المخدرات، مصر تعاني من مشاكل اقتصادية وانخفاض قيمة الجنيه وبالتالي تراجع الاستيراد، وصولا الى سوريا التي تفرض الكثير من الضرائب المرتفعة لا بل الخوات على عبور الانتاج اللبناني عبر اراضيها.

وتابع سمعان: نأمل ان تفتح الاسواق العراقية امام التفاح اللبناني، ولكن لا نضمن ان نأخذ حقوقنا اذا اشترت الدولة التفاح من اجل تصديره الى العراق في اطار اتفاق الغذاء والخدمات مقابل الفيول.

وعن الاسواق البديلة، شرح سمعان ان ليبيا كانت من اهم الدول التي استوردت التفاح اللبناني ولكن توقف التبادل مع قضية الامام موسى الصدر، حلت مكانها مصر لكنها ليست سوقا ثابتة اذ يتأرجح التصدير بالنظر الى الازمات التي تعانيها ففي العام الماضي كان الدولار يوازي 14 "جنيه" مصريا هذا العام يقارب الـ24، في المقابل لا يمكن التعويل على سوق الاردن فهي محدودة جدا.
واعتبر انه لا يمكن التوجه نحو اوروبا فمعظم دولها لديها انتاج وفير، آسفا الى ان الاسواق الروسية لم تفتح امام الانتاج الزراعي اللبناني، قائلا: "منذ سبع سنوات نطالب المعنيين بتوقيع اتفاقات ذات الصلة مع روسيا، لكننا حتى اليوم لم نجد آذانا صاغية". واضاف: دون توقيع هذه الاتفاقات تكون الرسوم الجمركية الروسية مرتفعة جدا على التفاع اللبناني بما يرفع السعر كثيرا في حين ان لا رسوم جمركية على الانتاج الزراعي السوري.
الى ذلك، انتقد سمعان "الخوات السورية" على العبور التي تصل الى 1800 دولار عن كل شاحنة لبنانية، ما يجعل من كلفة النقل والشحن اعلى من كلفة الانتاج. واذ استغرب كيف ان لبنان لا يعامل سوريا بالمثل، قال سمعان: ندعو من لديه علاقة مع سوريا ان يتحرك باتجاهها كي ترفع الظلم عن المزارع اللبناني.

واخيرا، سئل: لماذا لا نجد مزارعي التفاح موحدين حول مطالبهم، بل يتحركون بشكل مناطقي، اكتفى سمعان بالقول: كل زعيم يحاول ان يظهر لجماعته انه يعمل لاجلهم ... هذه هي تركبية البلد.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار