نتائج الاحتلال الروسي... السفارات الغربيّة الى القدس وثلث الأراضي العراقيّة لإيران؟! | أخبار اليوم

نتائج الاحتلال الروسي... السفارات الغربيّة الى القدس وثلث الأراضي العراقيّة لإيران؟!

انطون الفتى | الجمعة 30 سبتمبر 2022

مصدر: مستقبل روسيا "سيطحن" مستقبل كل الدول النفطية في العالم

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

تتحوّل الحرب الروسية على أوكرانيا الى أزمة دولية عامّة، لا غربيّة - شرقيّة، ولا أميركية - روسية، ولا أميركية - "أطلسية"، ولا أوروبيّة حصراً.

 

مصداقيّة

فلا يُمكن بعد الإعلان الروسي عن ضمّ أراضٍ أوكرانيّة، لأي دولة حول العالم، ومهما كانت ضعيفة، أن لا تتّخذ موقفاً واضحاً من رفض الاحتلال الروسي للأراضي الأوكرانية عبر استفتاءات غير شرعيّة، وذلك تحت طائلة اعتبار أن الصّمت هو موافقة، و(اعتبار) أن الموافقة هي قاعدة جديدة للتعاطي بين الدول، يمكن تعميمها.

وننظر في هذا الإطار الى لائحة الدول "الصّديقة" لروسيا، بحسب التّصنيفات الروسية لعالم ما بعد حرب الروس على أوكرانيا، لنؤكّد أنها باتت مُلزَمَة بتحديد موقف من موسكو بعد عمليات الضمّ غير الشرعيّة، على صعيد تخفيف نسبة تمثيلها الديبلوماسي في روسيا مثلاً، على الأقلّ، وصولاً الى حدّ تخفيف أي التزام معها، سواء باتّفاقية "أوبك بلاس"، أو بسواها.

وبغير ذلك، بات يحقّ لنا تصنيف أي دولة لا تفعل ذلك، كدولة داعمة لمبدأ الاحتلالات، ولكلّ خروج عن النّظام الدولي، والقواعد الدولية. وهو ما يسحب صفة المصداقيّة، من يد هذا النّوع من الدول، في القتال مع إسرائيل أيضاً.

 

النّفط

كما أن تمويل الاحتلال الروسي لأوكرانيا بإنتاج النّفط وأسعاره، أو بالصّمت عنه، ينزع من أي دولة "صديقة" لموسكو في "أوبك بلاس" صفة الضّامن، لانتزاع أي تعهّد من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، ومن دول أوروبية أخرى ربما مستقبلاً، في مجال إعادة النّظر بمسألة نقل السفارات من تل أبيب الى القدس.

وأما الاتّكال على سلاح النّفط والغاز للتأثير في موضوع القدس، ونقل السفارات إليها، فلن يكون فتّاكاً تماماً، في ما لو احتُفِظَ بالصّمت عن محاولات تشريع روسيا احتلالها لأراضٍ أوكرانيّة.

فحتّى الامتناع عن بَيْع النفط والغاز (مثلاً) للغربيّين، للضّغط عليهم في موضوع القدس، سيشكّل خسارة هائلة ومتساوية للدول النّفطية أيضاً، نظراً الى أن الحرب الروسية على أوكرانيا فتحت الأسواق الآسيوية، لا سيّما السوق الصينية والهندية، للطاقة الروسية، أكثر من أي مصدر آخر للطاقة، وبأسعار مُخفَّضّة يصعب منافستها من جانب أي دولة نفطيّة أخرى، في الشرق الأوسط.

 

خوف

شدّد مصدر خبير في الشؤون الدولية على أن "الحرب الروسية على أوكرانيا دخلت منعطفاً أكثر خطورة، وهو أبْعَد من أن يفيده تقليص عدد الدّيبلوماسيين مع روسيا فقط، أو طرد السّفراء، للردّ عليه، ولتسجيل احتجاجات على احتلال أراضٍ أوكرانيّة".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الدول النّفطية، والخليجية منها تحديداً، تحاول أن تلعب دور الحياد بين الغرب والشرق. ولكنّه موقف نابع من خوف، قبل أي شيء آخر".

 

عمليات عسكرية

وأوضح المصدر أن "مستقبل روسيا "سيطحن" مستقبل كل الدول النفطية غيرها في العالم، في ما لو لم تنجح مشاريع الطاقات المتجدّدة حول العالم. فمستقبل الطاقة، واحتياطيات الغاز، تتركّز في القطب الشمالي، بأرقام هائلة تفوق الخيال، ومعظمها في يد الروس. وبالتالي، روسيا هي المستقبل للنفط والغاز في العالم. ففي عام 2080 مثلاً، تنتهي احتياطيات الغاز في دول عربية عدّة، وهو ما سيكرّس روسيا كرقم أصعب، على هذا الصّعيد. وهذا يعني أن كل القوّة التي تشعر بها الدول النّفطية "الصّديقة" لروسيا حالياً، تحت ستار موقف الحياد، وصداقة "أوبك بلاس"، ليست أكثر من وهم مرحلي، ينبع من الخوف".

وأضاف:"حتى إن روسيا قد تكون مستعدّة لدعم بعض العمليات العسكرية الإيرانية في منطقة الخليج، بعد سنوات، للإسراع في القضاء على احتياطيات من الغاز في بعض الدول الخليجية، القادرة على أن تشكّل منافسة لموسكو على هذا الصّعيد".

 

مُخاطَرَة

وأكد المصدر أن "الاحتفاظ العربي بموقف الحياد، وبعَدَم إعلان موقف صريح من الاحتلالات الروسية لمنطق وأقاليم أوكرانية، هو خطاً كبير، سيكتشفه الجميع عندما تبدأ إيران بالقول إنه يحقّ لها بثلث الأراضي العراقية، بحدّ أدنى، وبعدد من المناطق في دول الخليج. فيما لن تتأخّر تركيا عن إعلان شمال سوريا، وشمال قبرص، كأراضٍ تركيّة. فضلاً عن إيجاد صعوبة في تعويم "حلّ الدولتَيْن" في الملف الفلسطيني، وفي عَدَم نقل السفارات الغربية تباعاً من تل أبيب الى القدس".

وختم:"لا تتوقّف الأمور على إجراءات ديبلوماسية، تُظهر لروسيا الاحتجاج على مبدأ الاحتلال، بل يجب أن تكون أضخم من ذلك بكثير. ولكن العرب غير قادرين على المخاطرة بإغضاب روسيا".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار