وزراء تصريف الأعمال ورحلات ابن بطوطة!... | أخبار اليوم

وزراء تصريف الأعمال ورحلات ابن بطوطة!...

جان الفغالي | الإثنين 03 أكتوبر 2022

هل سمعوا بشيء اسمه "عصر النفقات"؟ ومتى تتوقف "ثقافة الهدر"؟

 

بقلم جان الفغالي – "أخبار اليوم"

يبدو أن بعض وزراء حكومة تصريف الاعمال لم يسمعوا بشيء إسمه "عصر النفقات" أو "التقشف"، بل إنهم يتصرفون وكان "الدنيا بألف خير" والخزينة تفيض بالأموال.

نقرأ: وزير الاشغال العامة علي حمية في كندا للمشاركة في الاجتماع الـ41 للمنظمة الدولية للطيران المدني ICAO في مونتريال .

وزير التربية عباس الحلبي في نيويورك للمشاركة في قمة تحويل التعليم .

وزير الطاقة وليد فياض في كرواتيا للمشاركة في مؤتمر MEDREG تحت عنوان: "دور الهيئات الناظمة في مواجهة أزمات الغاز والطاقة في منطقة البحر المتوسط" .

هذه عينة من رحلات "ابن بطوطة" لوزراء لا يتمتعون بأي حس وطني و"يُبعزقون" ما تبقَّى من اموال في قعر خزينة الدولة غير آبهين بالانهيار الحاصل وغير متلفتين إلى اوضاع وزاراتهم:

فالمضحِك المبكي في رحلة وزير الطاقة وليد فياض إلى كرواتيا ليناقش "دور الهيئات الناظمة في مواجهة ازمات الغاز والطاقة في منطقة البحر المتوسط"، أن في لبنان لم يتوصلوا بعد إلى تشكيل "الهيئة الناظمة".  وإذا سُئل في المؤتمر عن دور الهيئة الناظمة في لبنان فبماذا يجيب؟ هل يقول للمؤتمِرين ان لا هيئة ناظمة في لبنان؟

وزير الاشغال العامة والنقل، ماذا يفعل في كندا؟ بماذا سيجيبهم عن اوضاع الطرقات؟ أليس الأجدى والأجدر أن يحوِّل نفقات الرحلة إلى تعبيد طرقات وسد حفريات؟

وزير التربية عباس الحلبي، ماذا فعل في باريس ثم في نيويورك؟ أليس المُلِح ان يضع قراراته موضع التنفيذ، حيث يُكثر من القرارات فيما المدارس تهزأ من قراراته على قاعدة "هو يقرر ما يشاء ونحن نطبِّق ما نشاء؟"

يجدر برئيس الحكومة نجيب ميقاتي ان يتحرك ويستدعي وزراءه ويتخذ قرارًا بمنع كل الأَسفار أيًا كان نوعها، وإذا اصرّ أحدٌ منهم على ترجمة "هواياته" بالسفر والسياحة، فليكن ذلك من حسابه الخاص .

الفضيحة الكبرى ان نفقات تلك الاسفار ستتم الموافقة عليها لاحقًا، وسنقرأ في مقررات مجالس الوزراء اللاحقة أن مجلس الوزراء وافق على صرف مبلغٍ معين لسفر الوزير الفلاني "على سبيل التسوية" .

المطلوب قرار واحد من جملةٍ واحدة: "تُلغى كل الموافقات على الأسفار الرسمية، ويمثَّل لبنان بالسفير المعتمد او أحد موظفي البعثة الديبلوماسية.

لا احد سيعتب على لبنان إذا تغيَّب عن المؤتمرات. أحواله يعرفها الجميع. يقبل لبنان هبة هي عبارة عن حبر للطابعات، ويُنشر في  الجريدة الرسمية مرسوم قبول الهبة: "وزارة الخارجية حصلت على هبة مقدمة من شركة اتحاد المقاولين CCC وهي عبارة عن 4 خراطيش حبر للآلة الطابعة بقيمة 540 يورو"! بربكم ، نفقات السفر إلى نيويورك وباريس وكندا وكرواتيا، كم  تسدد من نفقات للإدارة الرسمية؟

متى تتوقف "ثقافة الهدر"؟ والواضح ان لا فرق بين الوزراء التقليديين والوزراء الجدد الذين يفترض ان يكون افضل من اسلافهم. أليست مفارقة ان الوزراء الذي يهدرون هُم ممَن اصبحوا وزراء للمرة الاولى؟ وليد فياض وعباس الحلبي وعلي حمية؟ ماذا تعلَّم هؤلاء من الوزراء الذين سبقوهم؟ الم يتعلموا سوى الهدر؟

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار