حرب تقلب السّحر على السّاحر وتُطعِم السمّ لطابخه وتحوّل "الصّديق" الى ضيق؟!... | أخبار اليوم

حرب تقلب السّحر على السّاحر وتُطعِم السمّ لطابخه وتحوّل "الصّديق" الى ضيق؟!...

انطون الفتى | الثلاثاء 04 أكتوبر 2022

طبارة: لا مشاركة عربيّة في العقوبات على روسيا وهو ما يترك الباب مفتوحاً للوساطات

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

هل أوصلت الحرب الروسية على أوكرانيا، بعض دول العالم، الى مرحلة من الخروج الإجباري والتدريجي من "المنطقة الرمادية"، في ما يتعلّق بالتعبير عن المواقف منها، وذلك بعد عمليات الضمّ الروسيّة غير الشرعية، لأراضٍ أوكرانيّة محتلّة؟

 

"غير مُستَحَبَّة"

يبدو أن تلك الحرب تصعّب نهج الحياد، الذي اختارت بعض الدول السّير به، منذ شباط الفائت. وبعدما تفاخرت موسكو بتقسيم العالم بين "صديق"، و"غير صديق" لها، بُعَيْد بَدْء الحرب، ها انها تُضطّر للاستماع الى ما لا يُطرِب آذانها تماماً، من عدد لا بأس به من الدول "الصّديقة" لها.

صحيح أن مجلس الأمن الدولي فشل قبل أيام في تمرير مشروع قدّمته الولايات المتحدة وألبانيا، لإدانة الاستفتاءات الروسية التي أُجرِيَت في الأراضي الأوكرانيّة المحتلّة، إلا أن بعض المواقف العربيّة بَدَت "غير مُستحَبَّة" تماماً، للمُشتهى الروسي.

 

تطوُّر خطير

فعلى سبيل المثال، صوّتت الإمارات لصالح مشروع القرار الأميركي - الألباني، ووصفت ضمّ روسيا لأربع مناطق أوكرانية بـ "التطوُّر الخطير"، الذي يؤثّر على سلامة أقاليم وسيادة واستقلال دولة عضو في الأمم المتحدة.

وأشارت إلى أن هذه الحرب طالت أكثر ممّا ينبغي، وزهقت أرواحاً أكثر ممّا ينبغي، مشدّدة على ضرورة المساعدة على خلق الظروف المُناسِبَة للسلام.

أما قطر، ورغم مرور أيام على التصويت في مجلس الأمن، فقد شدّدت في بيان أمس، على ضرورة احترام سيادة أوكرانيا، وسلامة أراضيها، في حدودها المُعترف بها دولياً، وعلى انتهاج الحوار سبيلاً لحلّ الأزمة.

ولكن هل تكفي كل تلك المواقف العربية المهمّة، إذا لم تُدعَّم بالمشاركة في العقوبات الغربية المفروضة على روسيا، لإجبارها على وقف حربها على أوكرانيا؟

 

باب مفتوح

أوضح سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة أن "الموقف القطري أمس يمثّل الموقف العربي من استفتاءات الضمّ الروسيّة للأراضي الأوكرانية، الذي اتُّخِذَ في الأمم المتحدة قبل أيام. وهذا هو الموقف الذي يمثّل العرب إجمالاً في تلك الأزمة، ما عدا سوريا. فالعرب لم يمتنعوا عن التصويت، بل صوّتوا لصالح القرار الأميركي - الألباني، الذي لم يمرّ بسبب "الفيتو" الروسي".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "العرب أخذوا خطّ الغرب في الأزمة، من دون الابتعاد الكامل عن الروس. وبالتالي، لا مشاركة عربيّة في العقوبات المفروضة على روسيا، وهو ما يترك الباب مفتوحاً للوساطات والنّقاشات".

 

العقوبات

ولفت طبارة الى أن "مسار العقوبات على روسيا هو أميركي - أوروبي، وأميركي خصوصاً، لأن الإجماع الأوروبي في شأنها يبقى مضبوطاً بحدود معيّنة بسبب مواقف المجر، وذلك الى جانب مَيْل بعض الدول الأوروبية الى إيجاد حلّ للمشاكل الأوروبية مع الروس".

وأضاف:"انقسمت الدول بشكل واضح. فالعرب يأخذون موقف الغرب من الحرب، من دون فرض عقوبات على روسيا. فيما موقف الغرب هو ضدّ روسيا، مع فرض عقوبات عليها، بحسب قدرة كل جهة غربيّة في هذا الإطار. أما الدول المُتحالِفَة مع روسيا، مثل سوريا وغيرها، فهي تدعم موسكو في كل الأحوال".

 

"أوبك بلاس"

وأوضح طبارة أنه "صحيح أن للدول العربية مصلحة مع روسيا باتّفاق "أوبك بلاس"، إلا أنهم يضغطون على موسكو بهذا الاتّفاق نفسه أيضاً. فالزعامة فيه، هي للسعودية أيضاً. ورغم أن تخفيض إنتاج النّفط لرفع أسعاره عالمياً، هو مصلحة روسيّة دائمة، خصوصاً في الآونة الأخيرة، إلا أن القرار في هذا الشأن لا يُتَّخَذ من أجل روسيا فقط، بل ان الولايات المتحدة الأميركية نفسها، لا تريد انخفاض أسعار النّفط كثيراً، لدرجة التهاوي".

وختم:"اتّفاق "أوبك بلاس" "يُساير" الجميع، رغم أن روسيا موجودة فيه. وهو لا يُضرّ بالولايات المتحدة، ولا بأوروبا".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة