بايدن لوّح بالتشاور مع الكونغرس فهل يصدر حُكم الإعدام بآبار النّفط في العالم؟ | أخبار اليوم

بايدن لوّح بالتشاور مع الكونغرس فهل يصدر حُكم الإعدام بآبار النّفط في العالم؟

انطون الفتى | الخميس 06 أكتوبر 2022

مصدر: لا يُمكن رفض النّفط الفنزويلي والإيراني والروسي والسعودي الآن

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

تتحوّل لعبة النّفط الى مستوى أشدّ قذارة، مُهدِّدَةً أضعف الاقتصادات العالمية، والبلدان ذات الدّخل المنخفض والمتوسّط التي تعاني من ارتفاع أسعار الطاقة، وذلك قبل تلك القوية وذات الاقتصادات المتينة تقليدياً، في عالم يتّجه نحو مزيد من انعدام القواعد، والأخلاق، والى مُضاعَفَة العلاقات المبنيّة على المصالح، حتى ولو من دون أي قاعدة "يقينيّة" فعليّة، وكاملة.

 

"قصير النّظر"

فدول تحالف "أوبك بلاس" تلبّي مصالحها، وهي اتّفقت على أكبر خفض للإنتاج منذ جائحة "كوفيد - 19"، أمس، وصل الى مليونَي برميل يومياً، اعتباراً من تشرين الثاني القادم، بقرار وصفه "البيت الأبيض" بـ "قصير النّظر"، جعل الرئيس الأميركي جو بايدن يلوّح بالتشاور مع الكونغرس حول أدوات وآليات إضافية لتقليص تحكُّم تحالف الدول المنتجة للخام، في أسعار الطاقة.

ولكن أكثر من مصدر مُطَّلِع يؤكّد أن "تخفيضات" دول تحالف "أوبك بلاس"، قد لا تتوقّف عند حدود المصالح السعودية والخليجيّة مع روسيا فقط.

 

ألمانيا

15 دولة أوروبية تؤيّد وضع سقف لسعر النفط الروسي حتى الساعة، فيما تعارض ألمانيا هذا الإجراء، بحسب مصادر واسعة الإطلاع. ولم تُسقِط تلك المصادر من حساباتها بعض الارتباط بين خفض "أوبك بلاس" إنتاج النّفط، وبين زيارة المستشار الألماني أولاف شولتس الخليج مؤخّراً، باحثاً عن "الأمن الطاقوي" الألماني والأوروبي، في الوقت الذي تعبّر فيه برلين عن انزعاجها من الولايات المتحدة الأميركية بسبب أسعارها المرتفعة جدّاً، مقابل توريدها الغاز الى أوروبا، لتعويض وقف شراء الغاز الروسي، وهي (برلين) لا توافق حتى الساعة على فرض سقف لسعر النفط الروسي أيضاً.

 

روسيا

في أي حال، تؤكّد مصادر مُطَّلِعَة على أروقة السياسات النّفطية العالمية، أن قرارات "أوبك بلاس" بخفض الإنتاج، في ظلّ أزمات تعصف بكلّ الاقتصادات العالمية، قد تتسبّب بتباينات ستظهر داخل "التحالف"، إذ يبقى الأهمّ بالنّسبة الى كبار المنتجين في العالم، في النهاية، هو الحفاظ على نصيبهم من السوق العالمية. فيما عبّرت بعض الدول مثل العراق والإمارات وغيرهما، منذ وقت سابق، عن رغبتها بزيادة الإنتاج، الى جانب مطالبة بعض دول "أوبك" برفع حصة سقف الإنتاج الخاصة بها.

وبالتالي، من شأن ذلك أن يدفع البعض الى عَدَم الالتزام بالتخفيضات التي يُتَّفَق عليها داخل مجموعة "أوبك بلاس"، وهو ما سيزيد العرض، ويؤثّر في انخفاض أسعار النّفط عالمياً، حتى ولو فُرِضَت كل أشكال العقوبات القاسية، والأقسى، على النّفط الروسي مستقبلاً.

 

إقفال الآبار

شدّد مصدر واسع الاطلاع على أنه "لا يُمكن إقفال كلّ آبار النّفط في العالم، في الوقت الرّاهن، رغم حاجة كل الدول الى إظهار مزيد من الالتزام بالشروط البيئية، وبالتقليل من أسباب التغيّر المناخي".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "لا يُمكن للأميركيين أن يرفضوا النّفط الفنزويلي، والإيراني، والروسي، وصولاً الى السعودي الآن، إلا إذا كانت توجد مصادر أخرى وهائلة من النّفط في أماكن أخرى، غير تلك المعروفة تقليدياً، وهي ليست واضحة بَعْد تماماً لعامة الناس، حتى الساعة".

 

لعبة

وأكد المصدر أن "الولايات المتحدة الأميركية عالقة حالياً بين ضرورات تأمين الاستقرار لأسواق الطاقة، وبين ملف مقتل الصّحافي السعودي جمال خاشقجي، والإعدامات في السعودية، والتعامُل مع ملفات حقوق الإنسان هناك".

وأضاف:"لعبة واشنطن و"أوبك بلاس" النّفطية، خبيثة من قِبَل الطرفَيْن. وأضعف الاقتصادات العالمية هي التي ستزداد فقراً في النهاية".

وختم:"واشنطن والرياض ستحفظان "شعرة معاوية" بين بعضهما البعض، لوقت معيّن، نظراً الى حاجتهما لبعضهما البعض، بَعْد. ولكن اللّعبة قذرة جدّاً، وسيدفع ثمنها أفقر فقراء العالم، فيما لا يُمكن اتّخاذ أي موقف اصطفافي مع أي طرف من الطرفَيْن، الأميركي أو السعودي، نظراً الى أن لعبتهما تتعلّق بهما، ولا علاقة لها بمصالح باقي الدول".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار