"خطوة غيّرت المفاهيم"... ملكونيان: من "ذوي احتياجات خاصة" الى "ذوي ارادة صلبة"
كاسندرا حمادة- "أخبار اليوم"
في وسط مشهد يتنافس فيه الجمال والذكاء والتألّق خلال مسابقة يشاهدها الآلاف، يطل شاب بطريقة مختلفة عن الآخرين ولكن ليس اختلافا من حيث المعايير الجمالية، انه اختلاف قد يلفت الانتباه الأبرز رغم تعدّد الوجوه والأجسام المثالية. ما هو هذا الاختلاف؟ معيار علّه الأكثر حاجة الى مجتمعنا اليوم وهو "الجرأة".
دخل الشاب جيريمي ملكونيان مسابقة "ملك جمال لبنان" بـ"ـساق اصطناعية" مما فاجأ الجمهور، وحصل جيريمي على أرقام عالية من لجنة الحكم ونال ايضا لقب"mister personality" .
وتجدر الاشارة الى أن جيريمي هو من ضحايا حوادث الصدم في لبنان، وهنا يعلّق رئيس لجنة مسابقة ملك جمال لبنان نضال بشراوي عبر وكالة "أخبار اليوم"، بالقول: كان من حق جيريمي المشاركة في هذه المسابقة، بالنتيجة هو ضحية تهوّر الناس على الطرقات، اذ بعدما دهسته سيارة، تعرّض جيريمي لهذا العطب، استكمل حياته بطريقة طبيعية وفاز في هذا التحدّي الكبير.
ويشير بشراوي الى أن ليس في ذلك اي عمل استثنائي ومعايير الجمال غير مرتبطة بالحوادث التي نتعرّض لها، ومن هنا يوجّه رسالة، أنه على الجميع الوقوف جنبا الى جنب للاستمرار في تخطي الصعوبات.
ومن جهته، يعلن الشاب جيريمي ملكونيان عبر وكالة "أخبار اليوم": انه اراد عبر هذه الخطوة توجيه رسالة من قبل ذوي الاحتياجات الخاصة أن الحياة لا تتوقّف عند هذه المشاكل. فلكل منا جمال مختلف، مثلا: قد تكون "الساق الاصطناعية" اليوم سبب جمال اضافي لي.
ويستكمل: أن بعض "ذوي الاحتياجات الخاصة" يخشون الوقوف على مسارح الحياة وذلك بسبب الخوف من التنمّر أو النظرة الدونية لهم ولكن هنا علينا اثبات العكس والتحوّل الى "ذوي الارادة الصلبة" عبر المثابرة واظهار ما لدينا من طاقات أخرى.
ويختم: أن هذه الخطوة غيرت المعايير كلها شاكرا دعم رئيس لجنة مسابقة ملك جمال لبنان نضال بشراوي له لدخول هذه المسابقة.
وأخيرا، فيما يتخبّط لبنان بمشاكله المأسوية، لا يفرغ أبدا من صوره الجمالية، حيث ما زالت الارادة موجودة دائما وأبدا في نفوس اللبنانيين. وهذا ما تم اثباته على أصعدة كثيرة منها رياضية، جمالية وغيرها.. وبالتالي هناك أمور قد تغيب عنا انما هي معيار اساسي للاستمرار، وفي هذا الاطار سرق ملكونيان لمعة الأضواء والموسيقى في حفل ملك جمال لبنان ليفرض الجرأة على انها الصوت الوحيد الذي يلمس أعماق المشاهدين.