تحريك سياسي يولد دينامية لا نعرف حدودها
رانيا شخطورة - "أخبار اليوم"
تسارع التطورات من بيروت الى تل ابيب بعدما سلم الوسيط الاميركي آموس هوكستين المسودة النهائية بشأن ترسيم الحدو البحرية الجنوبية، حيث اجمع الطرفان على انهما على ابواب "اتفاق تاريخي"، فقد أشارت رئاسة الجمهورية الى "صيغة الاتفاق مرضية" وأعلنت اسرائيل التوصل الى اتفاق وصفته بـ"التاريخي" مع لبنان في شأن ترسيم الحدود البحرية.
في حين كان نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب يجول على القيادات لتسليم المسودة تمهيدا للاعلان عن الموقف اللبناني النهائي الرسمي، ونُقلت معلومات عن اعتبار "حزب الله" المفاوضات انتهت وأنجزت، اذ في أول تعليق من مصادر "حزب الله" على التطوّرات المتسارعة في ملفّ الترسيم، أفاد مصدران لبنانيّان وكالة "رويترز" أنّ "حزب الله أعطى الضوء الأخضر لاتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل". ووفق "رويترز"، فقد ذكر مسؤول كبير في الحكومة اللبنانية وآخر مقرب من "حزب الله" أنّ "الحزب وافق على بنود الاتفاق واعتبر أنّ المفاوضات انتهت".
فهل يخرق هذا التطور الستاتيكو اللبناني، فينعكس الترسيم حلحلة على ملفات اخرى؟
يرى مصدر متابع، عبر وكالة "اخبار اليوم" انه حتى اللحظة لا مؤشرات عن امكانية الخرق الرئاسي، فهذا الملف لن يتحرك بجدية الا من خلال تبدل معطيات خارجية وداخلية، قائلا: ربما يؤدي الترسيم الى اعادة خلط الاوراق، خصوصا انه من الواضح ان هناك اصرارا من قبل حزب الله على تأليف الحكومة، وعمليا تأليف الحكومة سيكون اشارة الى ان الفراغ الرئاسي سيكون طويل الامد.
واذ توقع المصدر ان تأتي الحكومة بعد انجاز الترسيم خلال عشرة ايام، قال: هذا التحريك السياسي يولد دينامية لا نعرف حدودها وما اذا كانت ستمتد الى الاستحقاق الرئاسي.
وردا على سؤال، اعتبر المصدر انه لا يوجد تحرك خارجي فاعل لانجاز الاستحقاق الرئاسي على غرار الدفع باتجاه ترسيم الحدود الذي حصل نتيجة ضغط اميركي استثنائي. اما كل ما نسمعه من الدول المعنية بالملف اللبناني هو تأكيد المؤكد عن ضرورة اجراء الاستحقاق الرئاسي ضمن الملف الدستورية، اي تكرار العنوان العريض دون الذهاب نحو التفاصيل.
وختم: الترسيم يدخل البلد في دينامية وطنية غير معروفة الاتجاهات لكن لا شك ستتحرك الوضعية السياسية في الداخل.