لا يمكن تثبيت الاستقرار الا من خلال المال الخليجي... والرياض ممر اجباري
مرجع ديبلوماسي: لسلطة تلتزم بـ"الطائف" وتحد من نفوز الدويلة على الدولة
عمر الراسي - "أخبار اليوم"
كان للرياض الباع الطولى في قرار منظمة "اوبك+" تخفيض إنتاجها النفطي بشكل كبير، وان كان الهدف المعلن إنقاذ أسعار النفط من الانهيار، الا انه في الواقع ارادت المملكة السعودية ان تظهَر كلاعب اقليمي دولي لا يمكن تجاوزه، فتلعب على المسرح العالمي في تأثيرها السياسي- الاقتصادي.
وهذا القرار ما زال يتفاعل على المستوى الاميركي لا سيما بعدما سبّب "خيبة أمل" للرئيس جو بايدن – بحسب البيت الابيض- حيث قالت كارين جون بيير المتحدثة باسم البيت الأبيض إن من الواضح أن أوبك بدأت تنحاز إلى روسيا، مؤكدة أن الولايات المتحدة ترى أن قرار خفض الإنتاج "خاطئ" ويصب في مصلحة موسكو الخاصة.
اما على المقلب الآخر، فيرى محللون سعوديون ان "دول أوبك+ تصطف مع مصالحها فقط، فهي قوة اقتصادية جبّارة، تتفق مع بعض سياسات واشنطن وتختلف مع بعضها، وتتفق مع بعض سياسات الصين وروسيا وتختلف مع بعضها، ولكن مما لاشك فيه أن أوبك+ ليست لخدمة مصالح البيت الأبيض"، وفق ما جاء في تصريحات الى موقع "الحرة".
وسط هذا المشهد، كيف يمكن للبنان ان يستميل السعودية التي باتت لاعبا دوليا شرق اوسطيا؟
يرى مرجع ديبلوماسي انه لا يمكن للمملكة السعودية ان تعيد دعمها المالي للبنان على غرار محطات تاريخية سابقة، الا في حالة واحدة تتمثل بوصول سلطة تلتزم باتفاق الطائف، وتحد من نفوز الدويلة على الدولة، جازما ما لم يحصل ذلك لا عودة فعلية للمملكة الى لبنان.
ويلفت الى ان السعودية في موضوع اوبك اوصلت الرسائل الى الاميركيين وكل من يعنيهم الامر، بان تأثيرها السياسي بات واسعا.
ويضيف: اذا كان ما يعنينا هو الاستحقاقات اللبنانية، فيمكن القول ان الرياض اصبحت ممرا اجباريا لاي سلطة سياسية كي تساعدها او تدعمها.
ويختم: بات معلوما انه لا يمكن تثبيت الاستقرار الا من خلال المال الخليجي، الذي لا يمكن ان "يتدفق الى لبنان" الا من خلال الالتزام بمعايير الدولة.