الترسيم وإعادة تقييم العلاقات الأميركية مع بعض دول المنطقة... فرصة ذهبيّة للبنان! | أخبار اليوم

الترسيم وإعادة تقييم العلاقات الأميركية مع بعض دول المنطقة... فرصة ذهبيّة للبنان!

انطون الفتى | الأربعاء 12 أكتوبر 2022

مصدر: التقت المصلحة اللبنانية مع الأميركية والأوروبية في توقيت معيّن

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

بعد نحو أسبوع من الإهانة التي تلقّاها الرئيس الأميركي جو بايدن من جراء قرار دول مجموعة "أوبك بلاس" تخفيض إنتاج النّفط الى مليونَي برميل في تشرين الثاني القادم، وبعد أيام من تصريحات أميركية متكرّرة ومتصاعِدَة، عن إجراء إعادة تقييم للعلاقات الأميركية مع السعودية، وبموازاة تأكيدات علنيّة وضمنيّة تُفيد بأن زمن حياد بعض الدول تجاه الحرب الروسيّة على أوكرانيا انتهى بالنّسبة الى الأميركيين، وهي إشارة مُمَرَّرَة الى دول الخليج عموماً، الحليفة لواشنطن تقليدياً، انفرجت أسارير بايدن تجاه لبنان، بعد الإعلان عن التوصّل الى اتّفاق حول الترسيم الحدودي البحري جنوباً.

 

"انتصار"

فهذا الإعلان أتى بمثابة "الانتصار الديبلوماسي" المطلوب لإدارة بايدن، على أبواب الانتخابات "النّصفيّة"، بعد ضربات "أوبك بلاس" المقصودة لتلك الإدارة، عشيّة هذا الاستحقاق. فالترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل يعني أن الإدارة "الديموقراطية" في "البيت الأبيض" حقّقت نجاحاً بارزاً على صعيد أمن الطاقة العالمي، وفي منطقة شرق المتوسّط الحيويّة جدّاً بالنّسبة الى أوروبا.

وبمعزل عن "المَكْر" الإيراني في تسهيل منح الإدارة "الديموقراطية" هذا الانتصار، في هذا التوقيت بالذّات، يبقى أنه لا بدّ للبنان من أن يُحسِن الاستفادة من الحماسة الأميركية المستجدّة تجاهه، و"ضرب الحديد عا الحامي"، وذلك عبر إيجاد فرصته من خلال هذا الترسيم، كما من خلال الحماسة الأميركية الشديدة له، بموازاة رغبة واشنطن بإجراء مراجعة لسياستها في الشرق الأوسط، بسبب "أوبك بلاس".

 

ليس صعباً

فنحن لا نحتاج فقط الى حُسن استغلال النّفط والغاز، ولا الى إبعاده عن "التشبيحات" السلطوية المُزمِنَة في هذا البلد حصراً، بل الى حُسن إيجاد فرصة لنا، من خلال إعادة تقييم السياسة الأميركية في المنطقة، وذلك بما يجعلنا وجهة تقدّم، وازدهار، واستثمارات، ومشاريع.

هذا ليس عملاً بسيطاً طبعاً، ولكنّه ليس صعباً. فكل دول المنطقة التي ابتعدت عن لبنان قبل سنوات سياسياً ومالياً، بسبب "حزب الله"، فعلت ذلك تبعاً لمصلحتها، وهذا حقّ لها. ولكن ها هي تنمو، وتفتتح، وتدشّن، وتتاجر مع إيران، وتصدّر إليها وتستورد منها، وتصمت عن انتهاكات إيرانية في مياه الخليج، حيث بعض الجزر المُتنازع عليها. ولكنّها تحاصر لبنان بسبب "حزب الله".

 

ظروف جديدة

لكلّ طرف الحقّ بتحقيق مصالحه. وها نحن اليوم، يحقّ لنا أيضاً إيجاد فرصة لنا بالترسيم، وبمراجعة السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، بمعزل عن العواطف، وعن التاريخ، والجغرافيا، كما بمعزل عن مصالح بعض اللبنانيين، مع بعض دول المنطقة.

فالعالم القديم ينتهي بالحرب الروسيّة على أوكرانيا. ومن حقّنا أن نجد فرصنا في ظروف جديدة، وبالسياسات الأميركية الجديدة.

 

معيار واحد

أكد مصدر سياسي أن "العلاقات بين الدول تُبنى على المصلحة والقوّة. ونحن في لبنان، يجب أن ننطلق في علاقاتنا الخارجيّة من مصلحتنا أوّلاً، وفق معيار واحد، وهو ما يُمكنه أن يحسّن ظروف الشعب اللبناني".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "لا يمكن للبنان أن يكون ضدّ الولايات المتحدة الأميركية، كما لا يُمكنه أن يقبل كل شيء منها، بل يتوجّب إيجاد التوازن اللازم. وهكذا يبدأ مسار البحث عن الفرص الجديدة والكثيرة".

وختم:"بالترسيم البحري جنوباً، التقت المصلحة اللبنانية مع المصلحة الأميركية والأوروبية، في توقيت معيّن، وضمن جوّ دولي معيّن. وبهذه الطريقة، استفدنا بإنجاز اتّفاق. وهذه عيّنة بسيطة، عن كيفيّة تحقيق المصالح، وإيجاد الفرص".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار