انتفاضة 17 تشرين الأول انتهت... والى اللّقاء بعد أكثر من عَقْد ربما! | أخبار اليوم

انتفاضة 17 تشرين الأول انتهت... والى اللّقاء بعد أكثر من عَقْد ربما!

انطون الفتى | الخميس 13 أكتوبر 2022

قد يكون مُفيداً لهم الاحتفاظ بالمطاعم وبالتجوال فيها في أوان "سكرات النّسيان"

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

هي انتفاضة 17 تشرين الأول التي انتهت، وبالضّربة القاضية، وعلى مسافة أيام قليلة من ذكراها الثالثة.

وبذلك، يلتحق تاريخ 17 تشرين الأول، بـ 14 آذار (2005)، في العصر اللبناني الحديث، وذلك من حيث أنهما ذكرى جميلة، وهبّة وطنيّة تضمّنت الكثير من الصّدق الشعبي البسيط، الذي لم ينجح في إيجاد ترجمة مُستدامة له، على مستوى السلطة في البلد.

وبالتالي، ما عدنا بحاجة الى بعض الاستعراضات التلفزيونية التي تسمّى "تغييرية"، في كل مرّة يحلو لأحدهم أو لإحداهنّ التسلية، في بعض أوقات الفراغ، طالما أن انتفاضة 17 تشرين الأول التي هي علّة "وجودهم" في المجلس النيابي، انتهت.

 

بعد عقد؟

فالعمود الأساسي للانتفاضة كان، "كلّون يعني كلّون". فيما الـ "كلّون يعني كلّون" هؤلاء، هم الذين أبرموا صفقة الترسيم البحري الجنوبي، ونالوا حظوة أميركية، ودولية. والـ "كلّون يعني كلّون" هؤلاء أيضاً، نجحوا من خلال هذا الترسيم في تخطّي أي إمكانية لمطالبتهم دولياً باستقالة، أو بتنحٍّ، أو بعَدَم الاقتراب من السياسة مستقبلاً... وبما يُمكنه أن يقود الى تغيير في نهج السياسة اللبنانية القائمة منذ سنوات. والـ "كلّون يعني كلّون" هؤلاء، الذين أنجزوا الترسيم، هم دولة الفساد اللبنانية "العميقة".

وبما أن "كلّون يعني كلّون" نجحوا، فهذا يعني أن ركائز انتفاضة 17 تشرين الأول سقطت، والثورة انتهت، والحلم بالتغيير معها، الى أن تتوفّر اللحظة والفرصة الجديدة، بعد أكثر من عقد من الزّمن، ربما.

 

مجلّدات

في الواقع، لم يشكّل الترسيم البحري سوى واحدة من المحطات الكثيرة، التي استفاد منها أهل السلطة "المشلّشين". فمنذ خريف عام 2019، ورغم زخم الانتفاضة الشعبية التي نجحت في لفت أنظار العالم إليها، استفادت دولة الفساد "العميقة" في لبنان، من ظروف كثيرة، داخلية وخارجية، وحَمَت بها نفسها.

فمنذ 17 تشرين الأول، وحتى الساعة، لم يحصل أي تغيير، ولا حتى "بنصّ كرسي"، رغم "البهدلة" الشعبية على كل لسان، لأسماء مُلتصِقَة في مقاعدها، منذ عقود. وهو ما يستحقّ تأليف مجلّدات كاملة في شأنه، مستقبلاً، خصوصاً أن أهل السلطة السياسية أظهروا قدرة هائلة على التكيُّف مع الإهانات الداخلية والخارجية، ومع الانهيار الاقتصادي والمالي، ومع الفقر، والمرض، والموت، والجوع، وانفجار مرفأ بيروت، وحتى مع تحويل الدولة اللبنانية التي يحكمونها الى أضحوكة عالمية، خلال فترة حكمهم.

أما خروج الرئيس سعد الحريري من المشهد، فله الكثير من الأسباب المُتبايِنَة، والتي لا تعود الى انتفاضة 17 تشرين الأول 2019، بالضّرورة.

 

استلام بلد

وبالتالي، لا يمكن القول إن انتفاضة 17 تشرين الأول نجحت في تغيير "مهنة" أي شخصيّة سياسية، ولا في إقفال أي بيت سياسي، ما عاد يتوجّب أن تخرج من "خزائنه" أي "وديعة" باتّجاه كراسي السلطة، ولا في إنهاء عصر أي حزب.

وهنا نعود الى الشعب نفسه، الذي قام هو نفسه بـ "ترميم" تلك البيوت السياسية والحزبية، وبـ "تزيينها"، و"تنظيفها"، وبـ "إعادة افتتاحها" من جديد، في الانتخابات النيابية الأخيرة. وهذا ليس بسبب الرشاوى الانتخابية فقط، بل فشل انتفاضة 2019 في بَلْوَرَة قيادات جديّة، حقيقية، وبعيدة من "عرض الذّات"، ومن الاستعراضات، وقادرة على استلام بلد.

 

نسيان

في المحصّلة، انتفاضة 17 تشرين الأول انتهت. فالانتفاضة التي لا تُثمر على مستوى سلطوي، تموت، وهذا ما حصل. وأما للذّين يفتخرون بأن ثورة 2019 أقفلت أبواب المطاعم في وجوه السياسيّين، وللّذين يعتمدون على تلك الحوادث لتأكيد استمرار الثورة، فقد يكون مُفيداً لهم الاحتفاظ بالمطاعم، وبالتجوال فيها، في أوان "سكرات النّسيان".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار