متى تسترد قيادة الجيش ذكرى 13 تشرين من "مغتصبيها"؟ | أخبار اليوم

متى تسترد قيادة الجيش ذكرى 13 تشرين من "مغتصبيها"؟

جان الفغالي | الخميس 13 أكتوبر 2022

 لم يجرؤ أحدٌ من الباسيليين على ذكر الجيش السوري الذي قام بالعملية

جان الفغالي - "أخبار اليوم"

بجملةٍ لا تتجاوز بضع كلمات، أعلن العماد ميشال عون الإستسلام، في بيان مقتضب جدًا، أذاعته الإذاعة اللبنانية التي كانت تبث من الفنار، ويشرف عليها الأستاذ رفيق شلال، وجاء فيه: "حقنًا للدماء وحفاظًا على الأرواح، أطلب من جميع العسكريين الالتحاق بقيادة العماد أميل لحود". انتهى البيان !

لكن هذا "الاستسلام" لم يُبلَّغ إلى الجبهات حيث الجيش اللبناني من ضباط وعسكريين، إستمر في القتال حتى قرابة الأولى بعد الظهر، أي بعد أربع ساعات من استسلام العماد عون، فسقط أكثر من مئةٍ من الضباط والعسكريين، ومنهم مَن سقط إعدامًا، ولاسيما في ضهر الوحش ودير القلعة في بيت مري وبلدة بسوس.

ضباط، أو بالأحرى، ابطال تلك المرحلة، يلتزمون الصمت ويحتفظون بالحرقة في قلوبهم: من العميد شارل شيخاني إلى العميد ناريك أبراهميان إلى العميد جورج نادر إلى العميد حنا مقدسي، إلى آخرين كثر سواء في غرفة العمليات إو على الجبهات،  لم يرِد بين هذه الأسماء العماد ميشال عون الذي "انهمك" في الأيام الأخيرة قبل 13 تشرين في تلقي التقارير عن الوقت الذي تستغرقه ملالة 113  من قصر بعبدا إلى السفارة الفرنسية في الحازمية. وليس صحيحًا على الإطلاق انه استُدرِج إلى السفارة من قبل السفير الفرنسي آنذاك "رينيه آلا" ولو كان الأمر صحيحًا، لَما كانت ملالة 113  اختبرت المسافة بين بعبدا والحازمية أكثر من مرة، والذين عايشوا تلك المرحلة شهود على هذه الواقعة. 

انطلاقًا من كل هذه الوقائع الآنفة الذِكر، بدا مؤكدًا أن وحدات الجيش اللبناني استبسلت، وهذا ما أدى إلى سقوط شهداء بالإعدامات ولاسيما في ضهر الوحش ودير القلعة، والناجون، وهُم قلّة، أدلوا بشهاداتهم ومنهم مازالوا على قيد الحياة .

ولأن المعركة كانت بين وحدات الجيش اللبناني والجيش السوري، فلماذا يكون الإحتفال بالذكرى من قبل رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل؟ اليس الأوْلى بقيادة الجيش أن تحتفل هي بالذكرى وتنتزع من باسيل هذه "القرصنة"، فحتى العماد ميشال عون لا يحق له الاحتفال بالذكرى، لأنه ترك وحداته وضباطه على جبهات القتال ولجأ إلى السفارة الفرنسية، وإذا كان من أحدٍ يحق له الإحتفال بالذكرى فهُم الضباط الأبطال الذين اعتقدوا أن قائدهم يدير عملية الدفاع، ليكتشفوا متأخرين أنه استسلم ولجأ إلى السفارة الفرنسية فيما هم يقاتلون باللحم الحي.

أبشع ما في الكلام عن الذكرى أن جميع الباسيليين الذي تحدثوا يوم 13 تشرين، من الباسيلي الأول إلى سائر النواب في التكتل، إلى قياديين فيه، لم يجرؤ أحدٌ منهم على ذكر الجيش السوري الذي قام بالعملية. وكأن مَن قام بها كائنات فضائية لا هوية لها!

الرحمة للشهداء والصبر لعائلاتهم .

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار