بعد ضياع "باريس 1" و2 و3 و"سيدر" هل يُرمى الترسيم البحري في البحر؟! | أخبار اليوم

بعد ضياع "باريس 1" و2 و3 و"سيدر" هل يُرمى الترسيم البحري في البحر؟!

انطون الفتى | الجمعة 14 أكتوبر 2022

درباس: أضاع اللبنانيون تلك الفرص المهمّة بسبب رفضهم الإصلاحات

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

يُظهر معظم من في السلطة "نشوتهم" منذ أيام، نتيجة الانتهاء من ملف الترسيم البحري الجنوبي. ويحاول بعضهم إعطاء نفسه صورة الطالب الذي نجح في امتحان صعب، لأنه درس كثيراً، ووصل أيامه بلياليه، مُتناسِياً أن مراقبة الامتحان لم تَكُن مُشدَّدَة تماماً، عندما "أُقحِمَ" هو في "الورقة الأخيرة" من أوراق الأسئلة.

 

خوف

في أي حال، الخوف كل الخوف، هو من أن ننظر بعد سنوات الى الوراء، لنجد أن كل من في هذا العالم استفاد من المفاعيل الخارجية (متعدّدة الأوْجُه) للترسيم البحري جنوباً، إلا لبنان، وشعبه.

والخوف كل الخوف، هو من أن نصل الى اليوم الذي قد نشاهد فيه اللّبنانيون "يتقاتلون" على خيرات نفطية، تذهب في التهريب، و"التشبيح"، والاستثمارات الوهميّة، والشركات "المُستحْدَثَة"...

 

فرصة

أشار الوزير السابق رشيد درباس الى أن "الخوف دائم من أسوأ السيناريوهات في لبنان، وذلك رغم أن الجميع باتوا واعين الى مسألة "الصندوق السيادي"، والى أن هناك لصوصاً في البلد، دمغة ارتكاباتهم موجودة على ظهورهم".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الترسيم الذي حصل، وبغضّ النّظر عن الجدل حول ما إذا كانت بعض حقوقنا أُهدِرَت فيه، أو لا، هو فرصة أتت الى لبنان. وإذا لم نستثمرها، ستنضمّ الى الفرص الأخرى الكثيرة التي سبق وأضعناها".

 

منتزه؟

وأوضح درباس:"نحن أضعنا في الماضي فرص مؤتمرات "باريس 1" و"باريس 2"، و"باريس 3"، ومؤتمر "سيدر". كما نتذكّر أن الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك، كان عاملاً بقوّة على كل ما يدعم لبنان. ورغم ذلك، أضاع اللبنانيون تلك الفرص المهمّة بسبب رفضهم تطبيق الإصلاحات، وفي استمرارهم بالغرق في الفساد. وها ان بعض المسؤولين اللبنانيين لا يزالون يتهرّبون من المسؤولية حتى الساعة، رغم كل الفرص التي أضاعوها منذ ما قبل الترسيم البحري، بسنوات طويلة".

وأضاف:"ماذا يفعل المسؤولون اليوم؟ وماذا يفعل النواب اليوم؟ يحضرون الى مجلس النواب وكأنهم في مسرحية، ويستنشقون الهواء في باحته الخارجية، مستخفّين بواجباتهم تجاه الاستحقاق الرئاسي. فهل ان المجلس النيابي هو منتزه مثلاً؟ النائب يحضر الى المجلس ليجلس على كرسيّه في مثل هذا الاستحقاق، وليس ليتنزّه في الخارج".

 

ازدواجيّة السلطة

وشدّد درباس على أن "مشكلة البلد ليست بالدستور، ولا بالنّظام، ولا بالقوانين، بل بالمُمسكين به. كما أن المشكلة موجودة بازدواجية السلطة التي مارسها "المكتب الثاني" في البداية، تحت سقف الدولة بطريقة معيّنة، وذلك قبل أن تنتقل ممارستها الى الفلسطينيين، ومن ثمّ الى السوريين، ومن بعدهم الى "حزب الله".

وأضاف:"كما أن المشكلة هي بأن القوى السياسية الحاكمة، وبدلاً من أن تقف ضدّ ازدواجية السلطة، تذهب هي لتقدّم أوراق اعتمادها لدى الأطراف التي تمارس تلك الازدواجيّة، وذلك بهدف أن تنتصر على خصومها في الداخل. وهو ما يحوّلها (ازدواجيّة السلطة) الى جزء من اللّعبة الداخلية".

وختم:"القوى السياسية في لبنان أسيرة ازدواجية السلطة. وكل طرف يرحل باتّجاه الحلف الخارجي الذي يناسبه، الى أن وصلنا الى الترسيم البحري، الذي يبدو أنه يُرضي الجميع. فالدولة اللبنانية عبّرت عن رضاها عنه، فيما يتصرّف "حزب الله" على أساس أنه خلف الدولة في قرارها. وأما إسرائيل، فأعلنت بدورها عن موافقتها على الاتّفاق. والنتيجة النّهائية، هي أن "الكلّ مبسوطين" برعاية أميركية، أي برعاية "الشيطان الأكبر" بالنّسبة الى بعضهم".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار