خيرات الثّروة النّفطية للأجيال القادمة فهل نكتفي نحن بـ "جهنّم" فقط؟! | أخبار اليوم

خيرات الثّروة النّفطية للأجيال القادمة فهل نكتفي نحن بـ "جهنّم" فقط؟!

انطون الفتى | الجمعة 14 أكتوبر 2022

مصدر: لإزالة سوء السّمعة عن لبنان وتحسين السلوك السياسي

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

منذ ما قبل التوصُّل الى اتّفاق الترسيم البحري الجنوبي، وفي كلّ مرّة يتحدّث فيها أحد المسؤولين عن مستقبل الثّروة النّفطية، وعن وجوب العمل على حُسن استغلالها، نستمع منه ومن سواه، الى كمٍّ هائل من الكلام المُتمحور حول أن تلك الثّروة هي ملك للأجيال القادمة، وأنه لا يحقّ لنا التصرّف بها على هوانا، و...، و...

هذا صحيح. ولكن ماذا عن أجيال اليوم، وعنّا نحن في عام 2022؟ ألا يحقّ لنا بالاستفادة من تلك الثّروة، ضمن مدّة زمنيّة معقولة، ووفق مسار سياسي - اقتصادي سليم، يتوجّب الإسراع في وضع أُسُسه؟ وماذا ينفعنا إذا كنّا نموت، وإذا كنّا سنستمرّ على تلك الحالة، الى أن يبدأ زمن الأجيال اللبنانية القادمة؟

 

عمل تراكمي

فنحن نعيش في لبنان اليوم. واتّفاق الترسيم حصل اليوم. ويُمكن الإسراع بالعمل عليه، وعلى ملفات أخرى كثيرة في البلد، كالإصلاحات وغيرها، اليوم، حتى يعيش الإنسان في البلد اليوم.

مع الإشارة الى أنه إذا لم يحصل ذلك، فإن الأجيال القادمة لن تعيش بدورها، هي أيضاً. فتحسين سُبُل العَيْش، هو عمل تراكمي في الأساس. ورمي كل شيء على الغد، وعلى اليوم الذي بعده، وبعده...، يعني أن لا رؤية واضحة في البلد اليوم. وإذا كانت تلك الرؤية غائبة، الى هذا الحدّ، فهذا يعني أيضاً أنها قد لا تتوفّر غداً، أي للأجيال القادمة أيضاً.

 

عوامل نجاح

أشار مصدر مُطَّلِع الى أن "النّفط لن يُستخرَج اليوم. ولكن لا أجيال اليوم، ولا الأجيال القادمة، ولا تلك التي بعدها، ستستفيد منه، إذا لم تظهر في البلد الملاءة اللازمة، التي تجعل دول العالم تتعامل معنا بأسلوب مختلف عن ذاك الذي تتعامل فيه معنا حالياً، أي كبلد مُفلس".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "إزالة سوء السّمعة عن لبنان، خصوصاً تلك التي لاحقته خلال السنوات الثلاث الأخيرة، الى جانب تحسين السلوك السياسي عبر الابتعاد عن الاصطفاف القائم في المنطقة بين دول الخليج وإيران، والذي لا علاقة للبنان به في الأساس، ووضع خطط لإعادة هيكلة المصارف، ولكيفيّة التعاطي مع "صندوق النّقد الدولي"، و"البنك الدولي" في مدى بعيد، مع تخفيف الخطابات السياسية عالية النّبرة، هي من أهمّ العوامل الضّرورية للنّجاح في التعامل مع الثّروة النّفطية في لبنان".

 

مُخطَّط

ولفت المصدر الى أنه "بماذا ستستفيد الأجيال القادمة، إذا استمرّ المُخطَّط نفسه الذي يعصف بالبلد منذ سنوات، والذي يقوم على إفلاسه بالكامل، وتدمير بُنية اقتصاده، وقطاعاته، وكل ما فيه، لمصلحة فئة لبنانية معيّنة، تابعة لمحور معيّن؟".

وختم:"باتت الأمور واضحة. وما لم تتغيّر مجموعة من السلوكيات في البلد أوّلاً، فإن لا مجال لتحقيق مصلحته ومصلحة مختلف شرائح أجياله في شيء، ولا حتى على المستوى النّفطي، ورغم الانتهاء من ملف الترسيم البحري جنوباً".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة