المسيحيّون في لبنان أكبر من رئاسة جمهورية وأوسع من حدود منطقة! | أخبار اليوم

المسيحيّون في لبنان أكبر من رئاسة جمهورية وأوسع من حدود منطقة!

انطون الفتى | الثلاثاء 18 أكتوبر 2022

مصدر: ما عادوا يلعبون أدوارهم بعدما غرقوا وأُغرِقُوا بالزواريب اليوميّة الضيّقة

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

لماذا تصرّ بعض الأحزاب، والشخصيات السياسية اللبنانية، على الاحتفاظ ببعض السياسات "القديمة"، رغم معرفتها تمام المعرفة بأن الزّمن تخطّاها، وبأنها مصلحة لبعض دول المنطقة ولسياستها في لبنان، وليس للشعب اللبناني تماماً؟

 

2015

ولماذا يمكن لزعماء العالم كلّهم تقريباً، أن ينجحوا في تحقيق مصالح بلدانهم، إلا الزعماء في لبنان، الذين يتمتّعون بجمود رهيب، حتى ولو تغيّر العالم من حولهم؟

لن نغوص في الماضي كثيراً، ولكن يكفينا أن نتذكّر أنه رغم جولات العنف الإيراني الرسمي، بحقّ الشعب الإيراني مراراً وتكراراً، بين عامَي 2009 و2015، ورغم تأكيدات الإدارة الأميركية آنذاك دعمها للمحتجّين الإيرانيّين، و(رغم) انتقاداتها للنّظام الإيراني، إلا أن النتيجة الملموسة كانت استكمال المفاوضات الأميركية - الإيرانية النووية السريّة، خلال كل تلك السنوات، وصولاً الى التوقيع الأميركي على "خطّة العمل الشاملة المشتركة" في عام 2015.

 

الترسيم

واليوم أيضاً، ورغم الدّعم الأميركي القويّ للاحتجاجات الإيرانية بعد مقتل الشابّة مهسا أميني على يد "شرطة الأخلاق" في إيران، إلا أن لا سلوك أميركياً واضحاً على دعم أي تغيير للنّظام الإيراني، فيما تمضي واشنطن وطهران بالاتّفاق على بعض الملفات الشرق أوسطية، معاً، والتي كان من بينها ترسيم الحدود البحرية اللبنانية الجنوبية، وإنجاز بعض الملفات العراقية، وغيرها من الأمور. هذا الى جانب أن المفاوضات حول اتّفاق نووي "متين" بين الأميركيين والإيرانيين لم تتوقّف يوماً، بحسب أكثر من مصدر مُطَّلِع.

 

أقدم الأصدقاء

فالى متى سيختار "السياديون" في لبنان، الثّبات على نهج الجمود تجاه إيران، تماماً كما فعلوا في عام 2015، رغم التوقيع على "خطة العمل الشاملة المشتركة"، ورفع العقوبات عن إيران في ذلك الوقت، وهو ما كلّفنا الاستمرار بالفراغ الرئاسي، وبتأخير الحلّ اللبناني (آنذاك) حتى خريف عام 2016، بدلاً من أن يكون في أواخر صيف 2015؟

صحيح أن إيران ليست "مُشتهى" لأحد. وهي ذات نظام يقتل شعبه، مثل من يكافح الحشرات. وصحيح أن لا منفعة من علاقات "سيادية" لبنانية مباشرة مع إيران، على طريقة "بلا وعي"، إلا أنه لا يُمكن لـ "العالم الحرّ" بضفّتَيْه الأميركية والأوروبيّة، أن ينجح في "سَحْب" ما يريده من طهران، في أصعب الملفات الإقليمية، فيما تقتصر الاستفادة اللبنانية من جراء ذلك، على "القطّارة" فقط، ورغم أن لبنان من أقدم الأصدقاء التقليديّين لـ "العالم الحرّ" في المنطقة.

 

يوميّة

هذا قد يعني في ما يعنيه، أن الآلة "السيادية" الموجودة في لبنان، "مضروبة" بنسبة معيّنة، وأنها عاجزة عن اللّعب على الحبال الإيرانية من ضمن صداقات دولية تقليدية تتمتّع بها الأطراف السيادية اللبنانية، التي تتصرّف وكأنها مُوكَلَة بقيادة جبهة المواجهة مع الإيرانيين في المنطقة، بنفسها، وانطلاقاً من لبنان، وذلك بدلاً من الانصراف الى تحقيق المصلحة اللبنانية من ضمن مظلّة أميركية - أوروبيّة معيّنة، وبما يحقّق المصلحة اللبنانية، لا مصلحة بعض "الأشقاء" في المنطقة، الذين يواجهون طهران ببعض التصريحات، ويُصادقونها في الأنشطة التجارية اليوميّة.

 

المسيحيون

حمّل مصدر سياسي "مسؤولية عَدَم القدرة على أداء الدّور "السيادي" الصّحيح تجاه إيران في لبنان، الى المسيحيين تحديداً، والى عَدَم لعبهم الدّور المطلوب منهم هم تحديداً، في هذا الإطار".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "المسيحيين ما عادوا يلعبون أدوارهم، منذ مدّة طويلة، وذلك بعدما غرقوا وأُغرِقُوا بالتلهّي في الزواريب اليوميّة الضيّقة".

وختم:"أبرز تلك الزواريب، هي حَصْر الاهتمام المسيحي بمن يُنتَخَب رئيساً للجمهورية؟ وكيف؟ وضمن أي مهلة زمنية؟ وماذا يعني هذا الاحتمال أو ذاك؟ هذا كلّه مهمّ، ولكنّه يُلغي الدّور العام للمسيحيين في لبنان، ويحصره بالملفات الداخلية فقط، وذلك بدلاً من الاستفادة من أدوارهم على مستويات أكثر شمولاً".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار