جلسة أمس فضحت المستور وكانت كفيلة في تبيان عجز "التّغييريّين"
فالنتينا سمعان- "أخبار اليوم"
أن تكون تغييريًّا يعني أن تبحث عن الخلل وتصوّبه نحو الأفضل، فتنقله من حال التّضعضع إلى حال الاستقرار، ولكي تنجح بذلك ينبغي أن يكون لديك دوافع وأسباب وألّا تكون خطواتك عشوائيّة، وإلّا ستفشل!
هذا ما لم يدركه "النّواب التّغييريّون"، فأسقطوا بممارستهم "التّغيير" الذي وُجدوا من أجله، وحوّلوه إلى "تعتير"- كما باتت الأغلبيّة تصفه- عبر غضّهم النّظر للخطوات الأساسيّة للنّجاح، ولعلّ أبرزها الرّؤية المشتركة، وإدارة العمليّة.
انتقل "نجوم الثورة" إلى المجلس النيابي وبقيت هاتان الخطوتان "ضائعتان" في مفهومهم، لا بل سقطوا في فخّ "النّجوميّة"، وأرادوا أن يشكّلوا حالات استثنائيّة- ولو فرديّة- فأخذ كلّ منهم يستعرض نفسه بالطّريقة التي يُبدع فيها.
أضف إلى ذلك، أنّهم أتوا من خلفيّات متعدّدة ولم "يتربّوا" على نهج أو فكر موحّد، وربّما هذا ما يفسّر الانقسام الحاصل بينهم منذ البداية والذي تتّسع فجوته مع الأيام خصوصًا لجهة التّعامل مع الملفّات الحسّاسة والدّقيقة في البلاد.
ولعلّ جلسة انتخاب اللّجان النّيابيّة وهيئة مكتب المجلس أمس، فضحت المستور، وكانت كفيلة في تبيان عجز "التّغييريّين" بتوحيد موقفهم وسيرهم بيدهم إلى إضعاف نفسهم بنفسهم، عبر التعنّت والعناد.
واكتمل المشهد مع الأخذ والرّد بين النّائبين مارك ضو وابراهيم منيمنة على "تويتر"، بعد إسقاط الأول للثاني من عضويّة لجنة "المال والموازنة"، بترشّحهما معًا، على الرّغم من أنّ الكتل النّيابيّة كانت قابلة بالسّير باحتفاظ منيمنة بعضويّته بالتّزكية، الأمر نفسه انسحب على النّائبين ملحم خلف وحليمة القعقور في لجنة "الإدارة والعدل"، مع إصرار الأخيرة على التّرشّح وخسارتها.
الجلسة وعلى الرّغم من سلبيّاتها، أيقظت النّائب ميشال الدويهي وأفطنته إلى الواقع من حوله، فأيقن أن "التّكتل" ليس بتكتّل وما يفرّقه أكثر بكثير ممّا يجمعه، فوصفه بـ"اللّقاء التّشاوري" وقرّر "احترامًا للّبنانيين وللنّاس التي انتخبته وللسّياسة" أن يُنهي مرحلة ويخرج... وخير فعل!
فهل يُدرك "التّغييريّون" أن "تكتّلهم" في طريقه إلى الزّوال إذا استمرّوا بهذا "النّهج" وهذه "المسخرة" ويحاولون "الإصلاح" قبل "التغيير" أم أنّ اللّبنانيّون سيودّعون "أبطال ثورتهم" و"نجوم تغييرها"؟