هل من دور لبعض أكبر دول "أوبك بلاس" بتوجيه السلاح الإيراني الى أوكرانيا بدلاً من اليمن؟ | أخبار اليوم

هل من دور لبعض أكبر دول "أوبك بلاس" بتوجيه السلاح الإيراني الى أوكرانيا بدلاً من اليمن؟

انطون الفتى | الخميس 20 أكتوبر 2022

يستحقّون أقسى أنواع العقوبات التي تجعل اقتصاداتهم "في الأرض" بأقلّ من 24 ساعة

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

يبدو أن الولايات المتحدة الأميركية والعالم، يبتلعان قرار مجموعة دول "أوبك بلاس" الأخير، بتخفيض إنتاج النّفط الى مليونَي برميل في تشرين الثاني القادم، رغم التلويح بعقوبات، أو بشيء منها، مؤخّراً.

 

مصلحة

ولكن مهما كانت عليه النوايا الأميركية الحقيقية في هذا الإطار، وبمعزل عن "إشباع" دول "أوبك بلاس" العالم، بالكثير من الكلام الكاذب الذي يقول إن قراراتها تقنية 100 في المئة، وصحيحة، ومُناسِبَة، وإنها تقوم على دراسات العرض والطلب في الأسواق... وغيرها من "الأساطير" السّمِجَة، التي لا ينتج عنها سوى المزيد من المشاكل الاقتصادية في الدّول الفقيرة، قبل تلك الغربية، (بمعزل عن ذلك) لا بدّ من تشديد المراقبة الدولية على حدود مصلحة بعض دول تلك المجموعة ("أوبك بلاس") في انخراط إيران بالحرب الروسيّة على أوكرانيا، بمسيّراتها، وصواريخها، كما بمدرّبيها العسكريين، الذين يقومون بالكثير من العمل مع الجيش الروسي.

 

فرصة

فلعبة المصالح بين الدّول وسِخَة الى أقصى حدّ، فيما لم تخجل بعض دول منطقتنا، وهي من أهمّ أعمدة "أوبك بلاس"، من التعبير في شباط الفائت، عن أن الحرب في أوكرانيا فرصة. ويبدو أن مُقاتَلَة إيران بالتصريحات، مقابل الاحتفاظ بالتجارة اليومية معها، هو عمليّة مُربِحَة جدّاً لبعض دول تلك المجموعة، حتى ولو كان ذلك على حساب كرامتها الضّائعة في لعبة المصالح مع الإيرانيّين.

قد تجد بعض أكبر دول "أوبك بلاس" مصلحة وفرصة كبرى لها، من جراء تحويل الأسلحة، والمسيّرات، والصواريخ الإيرانية باتّجاه أوكرانيا، لأن ذلك يخفّف مستقبل الضّغط المُحتمَل عليها، في اليمن.

فبَيْع طهران أسلحتها لروسيا مقابل المال، أو مقابل تبادُل بعض الخدمات بين الجانبَيْن، يخفّف من مخزونات السلاح الإيراني، ويجبر طهران على أن تجدّد تلك المخزونات، بعد مدّة زمنيّة معيّنة. وتطول تلك المدّة بسبب العقوبات المفروضة على إيران، وهذه مصلحة لبعض دول "أوبك بلاس" الراغبة بالهرب من النّيران الإيرانية المتصاعِدَة ضدّها، من اليمن.

 

"الحوثيون"

كما أن توجيه عشرات المدرّبين الإيرانيين، من إيران باتّجاه شبه جزيرة القرم بدلاً من اليمن، هو مصلحة لبعض أكبر دول "أوبك بلاس" في منطقتنا.

وإذا أخبَرَنا البعض بأن "الحوثيّين" باتوا يتّكلون على أنفسهم بإنتاج المسيّرات، والصواريخ، وفي التدريب... قد يأتيهم من يُعاجلهم بتأكيدات حول الحاجة "الحوثية" المستمرة لإيران على تلك المستويات، والى "ضرّابي" المسيّرات والصواريخ من دول المحور الإيراني عموماً، وذلك مهما أظهرت طهران "استقلاليّتهم العسكرية" عنها.

 

"خبيثة"

المساعي الدولية المبذولة لتمديد الهدنة الأممية في اليمن، ماضية على قدم وساق. ورغم الفشل في تمديدها رسمياً، إلا أن منطقة الخليج لم تشتعل حتى الساعة، وهذا جيّد على مستوى الحدّ من فرص الحروب، ومن إراقة الدماء.

ولكن قد يكون لانخراط إيران الى جانب الروس في أوكرانيا، بأسلحتها الكاملة، الفضل الأكبر في عَدَم إشعال الخليج. وهنا، لا بدّ من الانتباه جيّداً الى المستفيدين بخبث شديد من جراء ذلك، ومن أدوارهم القذرة والخبيثة في تسعير الحرب الروسيّة على أوكرانيا، عبر تمويل تلك الحرب بقرارات "أوبك بلاس" النّفطية، لصالح الخزينة الروسيّة، وهو ما يُطيل مدّتها (الحرب)، ويشجّع الروس على تصنيع أو شراء المزيد من الأسلحة الإيرانية، وغير الإيرانية، بشكل يرقى الى مستوى التمويل ولو غير المباشر، لتدفُّق السلاح الإيراني الى أيدي الجيش الروسي، سواء في روسيا، أو أوكرانيا.

 

لعبة وسخة

لعبة المصالح الأممية وسخة جدّاً. وما لا يُمكننا أن ننساه، هو أن بعض أكبر دول "أوبك بلاس" لم تخجل من التعبير في شباط الفائت عن أن الحرب الروسية على أوكرانيا فرصة، تفيد من يعرف كيف يستغلّها، أي ان دماء الشعب الأوكراني فرصة، ودمار أوكرانيا فرصة. وهذه قمّة انعدام الأخلاق.

ومن يجد في حرب ودماء فرصة، لن يوفّر الاستفادة من توجيه سلاح "عدوّه" الى أوكرانيا، هرباً منه (هذا السلاح) في اليمن، مع تمويل الحرب الروسية على أوكرانيا أكثر فأكثر، كمحاولة لإنهاء خطر هذا "العدوّ" فيها.

اللّعبة وسخة، ولا بدّ من الانتباه جيّداً. فهناك الكثير من الوسخين في منطقتنا، الذين كلّما فاحت رائحة أموالهم، كلّما ازدادت قذاراتهم أكثر، فأكثر. وهؤلاء، إذا ثبت في يوم من الأيام أي دور لهم في تمويل توجيه السلاح الإيراني من اليمن الى أوكرانيا، فإنهم يستحقّون فرض أقسى أنواع العقوبات عليهم، التي لا تقتصر على نقل أسلحة أميركية لا يُجيدون استعمالها بأنفسهم أصلاً، من بلدانهم الى أوكرانيا، لتمكينها من الدّفاع عن نفسها، بل عقوبات تجعل اقتصاداتهم "في الأرض"، بأقلّ من 24 ساعة.

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار