رئيس لـ 6 سنوات... مدّة زمنيّة كثيرة وسط مرحلة دولية "انتقاليّة"! | أخبار اليوم

رئيس لـ 6 سنوات... مدّة زمنيّة كثيرة وسط مرحلة دولية "انتقاليّة"!

انطون الفتى | الجمعة 21 أكتوبر 2022

مصدر: موازين قوى داخلية وخارجية بانتظار تسوية نهائية تُعيد الاعتبار للبنان

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

هي مرحلة انتقالية عالمية، وسط حرب عالمية، تنعكس بظلالها على الجميع، وعلى لبنان. فهل من المنطق أن نبحث نحن في البلد، عن "عهد رئاسي" جديد، و"نهائي"، و"مُكتمِل الأوصاف"، في خضمّ هذه الفوضى الدولية، وذلك بدلاً من البحث عن رئيس "انتقالي" فقط؟

 

خريطة جديدة

فالرئيس اللبناني يُنتَخَب ليقوم بمهامه على مدى ستّ سنوات. ولكن الحرب الروسية على أوكرانيا، بمفاعيلها السياسية والاقتصادية الدولية، قد تنتهي قبل تلك المدّة، أو ربما بعدها، بخريطة جديدة من العلاقات الدولية، ومن التحالفات الإقليمية في كل المناطق، وحتى بخرائط اقتصادية ومالية جديدة، قد تحوّل صداقات عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية، الى "عداوات"، والعكس صحيح أيضاً، مع ما لذلك من مفاعيل على كل الدول، ومهما كان وزنها الجيوسياسي.

 

"عداوات"

وانطلاقاً من ذلك، هل سننجح نحن في لبنان، في انتخاب رئيس يؤدّي مهامه بنجاح على مدى ستّ سنوات كاملة؟ وماذا عن دور هذا الرئيس الجديد في إعادة تشكيل علاقات لبنان الدولية، بعد الحرب العالمية الثالثة التي تُخاض في أوكرانيا؟

وماذا عن رئيس لبنان الجديد، إذا بات مُربَكاً جدّاً بين علاقاتنا العربية من جهة، وبين العلاقات التاريخية للبلد مع العالم الغربي "الحرّ"، من جهة أخرى، لا سيّما أن الصداقات الغربية - العربية القديمة تتغيّر، وهي باتت تلامس حدود "العداوات"، في كثير من الأحيان؟

 

ورقة

شدّد مصدر مُطَّلِع على "الحاجة الى أن يُسمَح للرئيس الجديد بالتماشي مع الظروف الدولية الجديدة. فكلّ المطلوب هو أن يكون هناك قوى سياسية حريصة على إعادة لبنان الى المكان الذي كان فيه قبل 30 عاماً، وذلك بعدما جعل فريق محور "المُمَانَعَة" البلد ساحة، بالشكل الذي هو فيه حالياً".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى "ضرورة انتخاب رئيس يُعيد لبنان الى الأمور المرجعيّة الأساسية التي عرفها تاريخياً، والى وضعه كدولة طبيعية، ويخرجه من وضعيّة الدولة الاستثنائية بالمعنى السلبي، ومن منطق الساحة، الى منطق الوطن الحقيقي والفعلي. ولكن الصراع القائم هو أن هناك محوراً يريد إبقاء البلد ورقة من أوراقه، وهذا يمنعه (لبنان) من مواكبة التطورات الخارجية، بما يناسبه".

 

ميزان قوى

وأوضح المصدر أن "فريق محور "المُمانَعَة" أخذ وأعطى بالترسيم الحدودي البحري الجنوبي، انطلاقاً من مصلحته، وليس بخلفية أنه يقوم بتنازلات فُرِضَت عليه. والمرونة التي أظهرها، تلبّي مصلحة إيرانية في هذا التوقيت، على قاعدة تسليف الإدارة الأميركية الترسيم اللبناني، مقابل الحصول على مكاسب لاحقة في الاتّفاق النووي. كما أن الترسيم، واستخراج النّفط والغاز، يضمنان لفريق "المُمانَعَة" في لبنان استمرار دوره، وتعزيز منظومته السياسية مالياً، والاحتفاظ بسلاحه، وبدوره، أي انه ذهب في خيار يخدم أهدافه بإبقاء البلد ساحة، وإن بطُرُق جديدة".

وأضاف:"يخضع لبنان لميزان قوى داخلي، ولآخر خارجي. وإذا اختلّ الميزان الخارجي، فإنه ينعكس على الداخلي، والعكس صحيح أيضاً. لذلك، يتوجّب الحفاظ على توازن في ميزان القوى الخارجي والداخلي، لأن أي خَلَل على هذا المستوى، يؤدي الى تحكّم فريق واحد بالسياسة العامة للبلد، وذلك تماماً كما حصل في العراق، عندما انكسر الميزان الداخلي العراقي لمصلحة إيران مع خروج زعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر من المعادلة".

وختم:"نحن باقون في الخضوع لموازين القوى الداخلية والخارجية، وذلك بانتظار الوصول الى تسوية نهائية، تُعيد الاعتبار للبنان، وللدولة فيه".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار