المسيّرات الإيرانية تقصف أوكرانيا اليوم وربما تايوان غداً والحلّ بخطوط حمراء! | أخبار اليوم

المسيّرات الإيرانية تقصف أوكرانيا اليوم وربما تايوان غداً والحلّ بخطوط حمراء!

انطون الفتى | الجمعة 21 أكتوبر 2022

من "يفرح" و"ينتشي" اليوم قد يبكي كثيراً غداً

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

يا له من عيب كبير، أن تُعلن دولة كبرى هي روسيا، في حربها على أخرى أصغر منها بكثير، وفي كل شيء، وهي أوكرانيا، عن تدمير بنى تحتية مدنيّة، وشبكات طاقة، وكأنها تؤكد تدمير ترسانات عسكرية كاملة.

فمنذ متى يشكّل قصف شبكات الطاقة، واستبدال العُقم العسكري على الأرض، بالضّربات الصاروخية و"المسيّراتية"، "انتصارات"؟ وهل تصل "المَسْخَرة" بالروس الى تحويل الحجارة في أوكرانيا الى أهداف عسكرية مثلاً؟

 

طاولة بحث

ويا له من عيب كبير، أن يتحدّث العالم عن استعانة روسيا بالسلاح الإيراني، أو الكوري الشمالي، وهو أحد أبرز الأدلّة على عالم ينحلّ، ويفقد مستواه أكثر فأكثر، سواء في المعايير، أو السلوكيات، وفي كل شيء.

ولكن تدفّق المسيّرات والصواريخ الإيرانية الى الحرب الروسيّة في أوكرانيا، يفتح الباب أمام نقاشات كبيرة، ليس أقلّها إنضاجه طبخة ضرورة وضع برامج التسلُّح الإيراني كافّة، وخصوصاً المسيّرات والصواريخ، على طاولة بحث عالمية، وذلك من خارج إطار المحادثات النووية مع طهران.

 

حروب الكبار

حاولت بعض دول الشرق الأوسط منذ سنوات، إدراج مسألة الصواريخ الباليستية الإيرانية على طاولة المفاوضات النووية الدولية مع الإيرانيين، من دون أن تنجح في ذلك. وكان هذا طبيعياً، لأن الهدف الأساسي من هذه المطالبة لم تَكُن سوى السّعي الى تحقيق بعض الأهداف الخاصّة لدول عربية، تريد الهرب من الضربات الصاروخيّة الإيرانية عليها عبر جماعة "الحوثي" في اليمن، أي تقزيم حَجْم مشكلة السلاح الإيراني الى حدود حرب اليمن، وهي حرب إقليمية - إيديولوجيّة عبثيّة، تتحمّل بعض دول الخليج العربية نفسها مسؤولية إشعالها أيضاً، منذ ما قبل سنوات، وبشكل تراكمي.

ولكن انخراط السلاح الإيراني في الحرب الروسيّة على أوكرانيا، أي في أجواء أوروبا، وفي حرب عالمية ثالثة، يدفع الى السؤال عن مستقبل انخراط هذا السلاح الى جانب الصين في تايوان مثلاً، في ما لو طلبت بكين شراء المسيّرات، أو حتى الصواريخ من طهران، بعد مدّة زمنيّة من بَدْء حربها على الجزيرة المُحيطة بها، مستقبلاً.

وهو ما يعني في تلك الحالة، نسخة جديدة من انخراط إيراني في حرب عالمية رابعة، وهي حرب تايوان (التي ستكون أقرب الى تصارُع دولي)، ولكن في الأجواء الآسيوية بدلاً من الأوروبيّة، في تلك الحالة. والمحصّلة من جراء ذلك، هو ضرورة وضع السلاح الإيراني عموماً على الطاولة، وإيران نفسها معه، كمادّة من مواد، وكورقة من أوراق حروب الكبار.

 

ديموقراطيّة حقيقية

هذا كلّه يمكن أن يكون بمعزل عن الاتّفاق النووي مع طهران، وعن وثيقة "التفاهم الاستراتيجي" بين الصين وإيران، وحتى عن أي وثيقة للتفاهم الاستراتيجي بين طهران وموسكو.

فرفع العقوبات عن إيران، وتحرير أموالها، وفتح أسواقها أمام الشركات والاستثمارات الغربية والشرقية، وإعادتها الى السوق النفطية العالمية بحريّة علنيّة تامّة، هي مصلحة من مصالح الشعب الإيراني، ومن أجل التأسيس لديموقراطية حقيقية وبعيدة المدى في إيران.

 

أدغال

ولكن إدراج برنامج الصواريخ الإيرانية، والمسيّرات الإيرانية، والأنشطة العسكرية الإيرانية القادرة على أن تحلّ "ضيفة" في حروب الكبار، على الطاولة، هو أمر ضروري ومطلوب، لترسيم الحدود المسموحة لطهران، ولغيرها من خلالها، في الانخراط بتلك الحروب.

فلا يجوز مُعاقَبَة لبنان، ومحاصرته، بسبب الصواريخ والمسيّرات الإيرانية الموجودة فيه، بموازاة التهاون مع رؤية تلك الأسلحة بيَدْ الجيش الروسي وهو يقصف بها أوكرانيا. كما لا يجوز لأي دولة مثل إيران، حتى ولو وجدت مصلحة مالية، أو اقتصادية، أو جيوسياسية لها، في الانخراط بحروب من مستوى الحرب الروسيّة على أوكرانيا، أو الحرب الصينيّة على تايوان (مستقبلاً ربما)، أن تنخرط فيها، وإلا فإن العالم سيُصبح من دون قواعد، وأقرب الى أدغال حقيقية.

ومن هنا تبرز الحاجة الى طاولة أممية للسلاح الإيراني، رغم رفض اعتراف روسيا والصين بوجود مشكلة في توظيف هذا السلاح حول العالم. طاولة تناقش الملف الإيراني بشقّه العسكري، وبالتوظيف المسموح وغير المسموح للأسلحة الإيرانية، وبرسم الخطوط الحمراء الضرورية لطهران في هذا المجال. فمن "يفرح" و"ينتشي" باستعمال المسيّرات والصواريخ الإيرانية في حروبه اليوم، قد يبكي كثيراً غداً، أو بعد أسبوع، أو بعد أسابيع... لرؤيته تلك الأسلحة (الإيرانيّة) نفسها تُستعمَل ضدّه، في ساحات جديدة، وعندما تبرز الحاجة الإيرانيّة الى ذلك.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة