ديكتاتورية مُعَقّدَة جدّاً في عصر متطوّر جدّاً... الخطر الآتي من الشرق!... | أخبار اليوم

ديكتاتورية مُعَقّدَة جدّاً في عصر متطوّر جدّاً... الخطر الآتي من الشرق!...

انطون الفتى | الإثنين 24 أكتوبر 2022

مصدر: هو عاجز عن التصرُّف كشخص مُطلَق اليد خارج الحدود الصينيّة

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

هي نسخة جديدة، من ديكتاتورية عالمية جديدة وشرِسَة، تنطلق من الصين.

فمن بين أبرز ما خرج به مؤتمر الحزب "الشيوعي" الصيني الأخير، هو أنه جدّد الثقة بالرئيس شي جين بينغ، بما سمح له بالإمساك بكل شيء، وبتعزيز سلطاته، مُصوِّراً أن "العالم بحاجة إلى الصين"، وذلك رغم اعترافه بأنه لا يمكن للصين أن تتطوّر من دون العالم، ومُعتمِداً على تنمية اقتصادية سريعة، وهي اللّغة نفسها التي سمعها العالم من قِبَل "السّواد الأعظم" من الدّيكتاتوريّين في تاريخه.

 

ديكتاتورية

الرئيس الصيني بات رئيساً للصين من جديد، ولقوّاتها المسلّحة، وللّجنة العسكرية المركزية. وهو الرئيس الذي يعرف بالسياسة الداخلية، والخارجية، والأمن، والعسكر، والاقتصاد، والمال، والصناعة، والتكنولوجيا، ومكافحة الفقر، والجوع، وبمصير تايوان، وآسيا، والعالم... في بلد لا وجود فعلياً لدور المرأة فيه، ولا للحريات، ولا لمعارضة حقيقية.

وبالتالي، نحن أمام نسخة جديدة من ديكتاتورية عالمية، آتية من الشرق، وهي تقوّي نفسها في منطقتنا، حيث "تستريح" قبل أن تُكمِل طريقها نحو الغرب، والعالم.

 

داخل حدوده

شدّد مصدر خبير في الشؤون الدولية على أن "الرئيس الصيني هو ديكتاتور حقيقي، تعزّزت ديكتاتوريّته في المؤتمر الأخير للحزب "الشيوعي" الصيني. ولكنّه ليس ديكتاتوراً عقائدياً تماماً، وهو عاجز عن التصرُّف كشخص مُطلَق اليد خارج الحدود الصينية. ولذلك، فإن حدود ديكتاتوريّته تبقى محصورة في بلاده".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "على مستوى العلاقات الخارجية، لا يزال شي جين بينغ براغماتياً رغم كل شيء، أي كما كانت عليه أحوال الصين دائماً".

 

توازنات

وأشار المصدر الى "تركُّز الصراع العالمي حالياً على صعيد التكنولوجيا العسكرية، وتلك المرتبطة بالصناعات المدنيّة أيضاً. فصحيح أن الصين قوية تكنولوجيّاً، ولكنّها تواجه مشاكل على مستوى الحصول على الرّقائق، وستواجه تلك المشكلة مستقبلاً أكثر، بسبب الولايات المتحدة الأميركية".

وأضاف:"الضوابط الأميركية باتت واضحة، حول تصعيب قدرة الشركات الصينية على تطوير تكنولوجيات متطورة، وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وعلى مستوى تقنيات أجهزة الأقمار الاصطناعية ذات الاستعمالات العسكرية".

وتابع:"صحيح أن الصينيّين أذكياء، وأن لديهم قدرة هائلة على التطوّر السريع، وقدرات إنتاجية ضخمة، ولكن الصين هي بلد النّسخ التكنولوجي عن الغرب أيضاً. وحتى إنه رغم الجهود الكبيرة التي بذلتها الصين خلال السنوات الأخيرة لمكافحة الفقر والجوع، إلا أن هناك نحو 400 مليون نسمة هناك، في حالة من الفقر، ويحتاجون الى من يوفّر لهم طعامهم باستمرار. وهو ما يعني أن الديكتاتورية الصينيّة معقّدة جدّاً، في عصر متطوّر جدّاً".

وختم:"قدوم الصين الى منطقة الشرق الأوسط، يختلف عن التوازنات المرتبطة بالولايات المتحدة الأميركية في تلك المنطقة. فلعبة تحرير النّفط من الدولار، ليست أمراً مزاجياً، ولا هي مجرّد قرار يُؤخَذ في الصين، أو في دولة من الدول النّفطية، بل هي لعبة توازنات من نوع آخر. قد تتمنّى معظم دول منطقتنا التخلّص من الدولار الأميركي في وقت قريب، ولكن لا يُمكن لأي دولة فيها (منطقتنا) أن تدخل في هذا النّوع من المغامرات، التي هي أكبر من حَجْم الشرق الأوسط بدوله كافّة".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار