إيران "ساحة حرب"... فهل تدفع ثمن مواجهتها "الناتو" في أوكرانيا وألبانيا؟ | أخبار اليوم

إيران "ساحة حرب"... فهل تدفع ثمن مواجهتها "الناتو" في أوكرانيا وألبانيا؟

انطون الفتى | الإثنين 24 أكتوبر 2022

حرب: طهران لم تتحوّل الى قوّة عظمى ولا هي قادرة على قلب موازين القوى في أوكرانيا

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

هل انجرّت إيران الى الملعب الروسي كثيراً، والى لعبة روسيا، في الحرب العالمية الدائرة بين الروس والغرب على الأراضي الأوكرانية؟

فمشاهد ما يحصل في إيران حالياً، تبدو وكأنها أبْعَد من مجرّد احتجاجات، إذ تضرب صورة معيّنة للنّظام الإيراني، حرص على تسويق قوّته من خلالها، خلال العقود الأربعة الماضية.

 

"الثورة"

فماذا عن قوّة "الثورة الإسلامية" في إيران، وفي نفوس الشّعوب التي تدور في الفلك الإيديولوجي الإيراني، على امتداد منطقة المشرق العربي، والتي تهاوت مع مشاهد النّساء اللواتي يحرقن أغطية رؤوسهنّ في الشوارع، أو أمام الكاميرات، أي في العَلَن؟

وماذا عن إيران التي "تدمّر الأعداء"، والتي تهدّدهم بأسلحتها التقليدية، وتلك السيبرانية، بعد تعرُّض منظمة الطاقة الذرية الإيرانية لاختراق إلكتروني، أدى إلى نشر بعض المعلومات؟

 

ماذا؟

وماذا بعد تحذيرات مجموعات قرصنة للنّظام الإيراني، ومنحه الفرص (مدّة 24 ساعة فقط مثلاً) للإفراج عن المعتقلين السياسيين والإيديولوجيّين، وذلك تحت طائلة نشر وثائق سرية حول المشروع النووي الإيراني؟

وماذا عن الهجمات السيبرانية ضدّ مواقع حكومية إيرانية، منذ مقتل الشابة مهسا أميني، على أيدي عناصر "شرطة الأخلاق" في إيران؟ و(ماذا) عن اختراق مواقع وزارة الاستخبارات الإيرانية، ووزارة الاتصالات، وتقنية المعلومات، وموقع هيئة الشؤون الضريبية، ومنظمة تكنولوجيا المعلومات، وموقع وزارة الصناعة والتعدين والتجارة، والإعلان عن إطلاق "عملية إيران" التي تسبّبت بتعطيل عدد من المواقع الإلكترونية التابعة للنظام الإيراني؟

 

"حروب الكبار"

فهل أقحمت إيران نفسها في "حروب الكبار" بأوكرانيا، من خلال المسيّرات التي زوّدت بها روسيا، وتجاوزت الخطوط الحمراء في مواجهة حلف "الناتو" عبر مُهاجمتها ألبانيا إلكترونياً قبل أشهر، لدرجة أدّت الى اشتعال "ميني" ثورة جديدة فيها حالياً؟ وماذا عن احتمالات المستقبل، رغم استمرار الاستعدادت للتوقيع الغربي على الاتّفاق النووي مع إيران، في وقت لاحق؟

 

اضّطراب عالمي

أوضح الكاتب والمحلّل السياسي موفّق حرب أن "الحركة الخضراء" التي شهدتها إيران بعد إعادة انتخاب الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد في عام 2009، وما تضمّنته من احتجاجات قوية، ومن قمع أمني، ومن فرض للإقامة الجبرية على قادة المعارضة البارزين، كانت أقوى، وأقسى، وأخطر على النّظام الإيراني ممّا يحصل في إيران حالياً".

ورأى في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "اضطّراب إيران في هذا التوقيت بالذّات، لا يشكّل مصلحة للغرب، خصوصاً بعد الاختلاف الكبير في وجهات النّظر بين الأميركيين ودول مجموعة "أوبك بلاس". فأي فوضى مُستدامة في إيران، تزيد من الاضطراب في سوق النفط والغاز، وقد تؤدي الى اضطراب عالمي أكبر".

 

الأمم المتّحدة

وأشار حرب الى أن "الإيرانيّين يلعبون لعبة صعبة جدّاً، ومُحرِجَة كثيراً بالنّسبة إليهم. فروسيا تحالفت معهم في سوريا، وكانت شريكة لهم في حرب دفعت فيها طهران الكثير من الأثمان، ومن رصيدها الخاص في المنطقة. وإذا كانت موسكو أنقذت طهران الى هذا الحدّ في الأراضي السورية، فيكون من الطبيعي في مكان ما، تزويد إيران لروسيا بمسيّرات لتستعملها بحربها في أوكرانيا. ولكن توجد مبالغة في القول إن الإيرانيّين يُنقذون الروس في أوكرانيا. فإيران، بخطوتها تلك، لم تتحوّل الى قوّة عظمى، ولا هي قادرة على أن تقلب موازين القوى في أوكرانيا".

ولفت الى أنه "مع الأزمة في أوكرانيا، وهبوط صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فيها، انهارت المنظومة الدولية، وبرزت مشكلة على مستوى الأمم المتحدة، نتيجة الصراع القائم بين الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، على الأراضي الأوكرانية".

 

مجلس الأمن

وشرح حرب:"روسيا، وهي بلد دائم العضوية في مجلس الأمن، ويمتلك حقّ "الفيتو"، هاجم جارته أوكرانيا، ويريد احتلالها، فأين الشرعية الدولية هنا؟ مرّة تهاجم الولايات المتحدة الأميركية العراق، ومرّة أخرى تهاجم روسيا أوكرانيا، فما هو السبيل أمام مجلس الأمن الدولي لمعاقبة "الكبار" فيه، إذا كانوا مُعتدين؟ الحرب في أوكرانيا أخذت العالم، والمنظومة الدولية التي تأسّست بعد الحرب العالمية الثانية الى مكان آخر، وهو الحفاظ على الحدّ الأدنى من الاستقرار العالمي، ومَنْع نشوب حرب نووية".

وختم:"هذا الوضع سيُعيد النّظر بماهية النظام العالمي الجديد الذي سيتشكّل بعد نهاية الحرب الروسية - الأوكرانية. فهل يبقى معيار الوجود في مجلس الأمن الدولي، أو دخوله كعضو دائم، امتلاك قنابل نووية؟ أو هل يتطوّر (المعيار) ليُصبح امتلاك الاقتصاد الأقوى؟ ففي تلك الحالة، ألمانيا مثلاً أقوى من روسيا اقتصادياً. هذه قضايا ستُطرَح على الساحة الدولية، بعد الحرب في أوكرانيا".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار