هل من وسيط أميركي لملفّ اللّجوء السوري يفصل لبنان عن الأزمة السورية بالكامل؟ | أخبار اليوم

هل من وسيط أميركي لملفّ اللّجوء السوري يفصل لبنان عن الأزمة السورية بالكامل؟

انطون الفتى | الخميس 27 أكتوبر 2022

سعيد: الشرعية الدولية هي العامل الحاسم بيننا وبين أي دولة أخرى

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

إذا كان ملف الترسيم الحدودي البحري الجنوبي، ورغم صعوبته الشديدة، ومفاعيله الدولية لا الإقليمية فقط، وجد طريقه نحو الحلّ بوساطة أميركية، أفلا يُمكن إيجاد حلّ لملف اللّجوء السوري في لبنان، عبر وساطة أميركية، تُقفِله بعدما بات مُتعِباً جدّاً على المستوى المعيشي، في بلد (لبنان) "ضاق جلده" على أبنائه كثيراً، منذ سنوات؟

حلّ، يُعيد كل إنسان الى منزله، ويسمح للبنان بالتفرُّغ للنّظر في كيفيّة النّهوض من جديد، وبما يفصله على الأزمة السورية، وعن مشاكل الحلّ السياسي السوري، وعن مسار إعادة الإعمار السوري، وعن ملف اللّجوء السوري في المنطقة والعالم، عموماً.

 

الشرعيّة الدولية

أكد  رئيس "المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني عن لبنان" النائب السابق فارس سعيد أنه "يجب أن يعود النازحون السوريون الى بلادهم. فهذا أمر حتمي، فيما أعدادهم في لبنان صارت كبيرة جداً، والقدرة اللبنانية على التحمُّل تنخفض أكثر فأكثر، وهم سيشكلون قنبلة ديموغرافية واجتماعية، إذا استمرّت تلك الأوضاع على ما هي عليه".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أنه "لا يجب التعامل معهم بشكل عنصري. فالحلّ يأتي من خلال حكومة لبنانية رصينة، وبالتفاهم مع الأمم المتحدة على قاعدة عودتهم الى المناطق الآمنة، وضمن برنامج محددّ، يؤكد عدم خروج لبنان عن الشرعية الدولية، أي عدم التفاهم مع (الرئيس السوري) بشار الأسد لإعادتهم، بعيداً من الأمم المتحدة".

 

القرار 1680

وأشار سعيد الى أن "رئيس الجمهورية (ميشال عون) أراد مؤخراً ترسيم الحدود مع سوريا، وله كل الحقّ في ذلك. فالترسيم مع سوريا وفق القرار الدولي 1680، هو من أقصى درجات السيادة. وإذا أردنا مساعدة الأمم المتحدة لنا في ترسيم حدودنا، فلا يمكننا أن نكون مع الشرعية الدولية في الترسيم، وضدّها في ملف النّزوح السوري، خصوصاً أن المسؤولين السوريين لا يريدون أن يسمعوا بما ينصّ عليه القرار 1680، وهم لا يريدون الاعتراف بنهائية كيان لبنان، حتى الساعة. هذا فضلاً عن أن الشرعية الدولية هي التي منعت دخول لبنان في دائرة عَدَم الاستقرار الكلّي، بسبب ملف النّزوح السوري، وذلك عبر الأمم المتحدة التي تقدّم مساعدات للنازحين في لبنان".

وأضاف:"طبعاً، همّنا الأساسي هو أن يعود كل إنسان الى منزله. ولكن لا يُعالَج هذا الملف من خارج التفاهم مع الأمم المتحدة. ومن يحاول حلّه خارج هذا الإطار، وبذريعة أن العودة هي مطلب شعبي لبناني، فإنه سيُدخِل لبنان في مشاكل أصعب، ولا يكون هدفه الحقيقي إعادتهم".

وختم:"ترسيم الحدود على قاعدة القرار 1680، هو الأساس الذي يجب أن نعتمده، لأن الشرعية الدولية هي العامل الحاسم بيننا وبين أي دولة أخرى. فتحديد نهائية وحدود كياننا يكون بالترسيم، وبإيداعه في الأمم المتحدة. وبالتالي، لا يمكن الخروج عن الشرعية الدولية لا بملف ترسيم الحدود مع إسرائيل، ولا مع سوريا، ولا مع قبرص، ولا في قضيّة النزوح السوري، ولا باستخراج النفط والغاز. والضمانة لكل الاتفاقيات التي تُعقَد بين لبنان وأي بلد آخر، لا يجب أن تُخرجه (لبنان) عن الشرعية الدولية، حتى ولو كان هذا الكلام صعباً، ويرتّب علينا أن نتحمل ملف النّزوح السوري أكثر بَعْد، في الوقت الراهن. فأي حلّ خارج الشرعية الدولية، سيعقّد الأمور في لبنان بدلاً من أن يسهّلها، وسيكون مثل الحلول التي لطالما تعوّدنا عليها في لبنان، والتي هي من مستوى أنه إذا كُسِرَت رِجْل امرأة قبل الانتخابات النيابية، فإنها قد تجد 100 شخص يساعدها على إجراء العملية، بينما إذا كُسِرَت بعد الانتخابات، فهي تُترَك في منزلها، ومن دون أن ينظر إليها أحد".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار