روسيا نَفَت وإسرائيل "كذّبتها" من قلب أميركا فهل يتغيّر مسار الحرب في أوكرانيا؟ | أخبار اليوم

روسيا نَفَت وإسرائيل "كذّبتها" من قلب أميركا فهل يتغيّر مسار الحرب في أوكرانيا؟

انطون الفتى | الخميس 27 أكتوبر 2022

طبارة: تحاول إسرائيل التقرُّب من الأميركيين عبر مساعدات لا تغيّر مجرى الحرب

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

هل انخرطت إسرائيل في الحرب العالمية الدائرة في أوكرانيا، ضدّ روسيا؟ وماذا يُمكن لهذا الانخراط أن يغيّر في مجرى الأحداث هناك، وعلى مستوى العلاقات الإسرائيلية - الروسية في الشرق الأوسط؟

 

أسلحة

فالرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ زوّد الإدارة الأميركية بمعلومات تُثبت استخدام طائرات إيرانية مسيّرة بالحرب في أوكرانيا، وفق معلومات استخباراتية إسرائيلية، وهو ما تجهد روسيا بنفيه منذ مدّة.

ومن جهته، أكد الجانب الأوكراني تقاسُم أوكرانيا وإسرائيل مجموعة من المعلومات الاستخباراتية حول مئات المسيّرات الإيرانية التي استخدمتها روسيا في حربها.

كما نُقِلَ عن هرتسوغ في الولايات المتحدة الأميركية، أنه يمكن لإسرائيل تزويد أوكرانيا بأسلحة غير فتّاكة، ولكن ليس بدفاعات جوية، حتى لا تقع "بيد الأعداء".

 

النتائج؟

إسرائيل تتصرّف كحليف طبيعي للولايات المتحدة الأميركية، وهي مُلزَمة تجاه يهود أوكرانيا، تماماً كما هو حالها تجاه يهود روسيا، وكل اليهود في العالم.

ولكن الى أي مدى يُمكن للانخراط الإسرائيلي في تلك الحرب، أن يغيّر في نتائجها، نظراً لقوّة التأثير العالمي لإسرائيل، سياسياً، واقتصادياً، وعسكرياً، واستخباراتياً؟

 

زيادة مشاكل

رأى سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة أن "إسرائيل قد تكون دُفِعَت بهذا الاتّجاه، لا سيّما بعد الاتّهامات الكثيرة التي ظهرت في واشنطن ضدّها، خلال الأشهر الأخيرة، حول أنها تتساهل مع روسيا، على مستوى تطبيق العقوبات الغربية وسواها، وحول أنها تتعاون مع الروس أكثر من اللّزوم".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أنه "بتلك المواقف للرئيس الإسرائيلي، ومن خلال التعاون الاستخباراتي مع أوكرانيا، تؤكد إسرائيل صداقتها للولايات المتحدة الأميركية. هذا فضلاً عن رغبة إسرائيلية بزيادة المشاكل بين واشنطن وطهران، عبر تأكيد صحة المعلومات عن أن إيران تساعد روسيا بالمسيّرات".

 

"على حبلَيْن"

ولفت طبارة الى أنه "رغم ذلك، لا يُمكن لإسرائيل أن تُعلن جهاراً أنها تدعم أوكرانيا لتنتصر على روسيا، نظراً الى ما يجمعها من مصالح مع موسكو أيضاً، التي تسمح لتل أبيب بقصف المواقع الإيرانية في سوريا، ليلاً ونهاراً. ومن هذا المُنطَلَق، تحاول إسرائيل التقرُّب من الأميركيين، عبر إرسال مساعدات إنسانية الى أوكرانيا، وأخرى عسكرية، لا تغيّر في مجرى الحرب الدائرة هناك. وهذا يعني أن الإسرائيليين يلعبون "على حبلَيْن"، بما يؤكّد لواشنطن أنهم ليسوا مع روسيا، ولموسكو أنهم لا يغيّرون قواعد اللّعبة في أوكرانيا. هذا مع العلم أن روسيا بحاجة لإسرائيل في الشرق الأوسط، هي بدورها، ولا مصلحة لها بافتعال مشكلة مع تل أبيب. فضلاً عن أن التحالف الأميركي - الإسرائيلي أهمّ بكثير بالنسبة الى تل أبيب، من العلاقات الروسية - الإسرائيلية، ولكن من دون الابتعاد عن موسكو أكثر ممّا يجب".

 

قضيّة أميركية

وعن إمكانية إدخال أسلحة إسرائيلية متطوّرة، وقادرة على تغيير قواعد اللّعبة في أوكرانيا مستقبلاً، إذا زوّدت إيران روسيا بصواريخ باليستية، أجاب طبارة:"في تلك الحالة، ستُترَك الأمور للولايات المتحدة الأميركية، للتعامل مع أي انخراط إيراني كبير في الحرب هناك".

وأضاف:"إيران تنفي إرسالها المسيّرات الى روسيا، حتى الساعة. ولكن لا يُمكن تهريب الصواريخ الباليستية الإيرانية الى روسيا بسهولة. فالصواريخ التي هي أصغر منها بكثير، والتي تحاول إيران تهريبها الى سوريا ولبنان، تُكشَف وتُقصَف، فكيف الحال بالصواريخ الباليستية؟ في أي حال، لا شيء يُظهر أن إيران ستنخرط في الحرب هناك الى هذا الحدّ، خصوصاً أنها لا تزال تحتفظ بأمل التوقيع على الاتّفاق النووي، ورفع العقوبات الأميركية عنها، وسط تصريحات أميركية - إيرانية تدلّ على عَدَم وجود قطيعة بين الطرفَيْن، فيما نقل صواريخ باليستية إيرانية الى روسيا، قد يتسبّب بردّة فعل أميركية قوية ضدّ إيران".

وختم:"من غير المرجّح أن تنخرط إيران في حرب أوكرانيا الى درجة تزويد روسيا بصواريخ باليستية. ولكن إذا فعلت ذلك، فستنظر إسرائيل الى ما يمكن لواشنطن أن تفعله في تلك الحالة، لأن الحرب هناك قضيّة أميركية، لا إسرائيلية".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار