الترسيم... "بيضة مُذهَّبَة" للبنان في زمن مراجعة العلاقات الأميركية - الخليجية | أخبار اليوم

الترسيم... "بيضة مُذهَّبَة" للبنان في زمن مراجعة العلاقات الأميركية - الخليجية

انطون الفتى | الجمعة 28 أكتوبر 2022

مصدر: لمسار سياسي يجتذب الاهتمام الاقتصادي الأميركي الكامل الى لبنان

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

فرص كثيرة تنتظرنا في لبنان، بعد إتمام الترسيم الحدودي البحري الجنوبي، شرط أن تتوفّر إدارة سياسية سليمة، وقادرة على التماشي مع عالم ما بعد الحرب الروسية على أوكرانيا، وحقبة ما بعد مراجعة العلاقات الأميركية - الخليجية. وهو ما يعني الحاجة اللبنانية الماسّة الى استحقاقات رئاسية، وحكومية من نوع آخر، أي مختلفة عن كل شروط الاستحقاقات السابقة.

 

فرصة

فلبنان منطقة مفتوحة على البحر المتوسط، ومساحة في منطقة المشرق العربي، قادرة على أن تشكّل منصّة لا بأس بها لـ "أجندا" اقتصادية أميركية وأوروبية مهمّة في الشرق الأوسط، يُمكننا أن نستفيد منها كثيراً، في زمن إعادة توجيه العلاقات والسياسات الأميركية - الأوروبية مع دول المنطقة، بسبب حرب روسيا على أوكرانيا، التي قد تجعل بعض أغنى دول منطقتنا على قائمة الدول التي لديها درجة عالية من مخاطر غسل الأموال، بعدما شكّلت منصّة لالتفاف روسيا على العقوبات الغربية.

وهذه فرصة مهمّة لنا نحن في لبنان، القادر على أن يقطف ثمار مراجعة العلاقات الأميركية - الخليجية، والتي هي مسار لن يتوقّف لا مع "ديموقراطيين" ولا مع "جمهوريين" مستقبلاً، ورغم تطوّر العلاقات الخليجية - الإسرائيلية، وذلك نظراً لما بيّنه زمن ما بعد الحرب الروسية على أوكرانيا من رغبة خليجية في إضعاف الولايات المتحدة الأميركية، على الصّعيد الدولي.

 

"نفضة"

أكدت نائبة مساعد وزير الخارجية الأميركي جينيفر غافيتو قبل يومَيْن، سعي الرئيس الأميركي جو بايدن الى جعل العراق مركزاً لاستقرار الشرق الأوسط، وأن لدى واشنطن "أجندا طموحة" فيه، وأنها تعتبره شريكاً استراتيجياً لها، وأنها تركّز على الدّفع باتّجاه الاستقرار والسيادة والرخاء فيه، وتحسين حياة العراقيين.

وانطلاقاً من كل ما سبق، وبعد المتغيّرات الإقليمية والدولية الكثيرة، وإنجاز ملف الترسيم البحري جنوباً، ومراجعة السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، ما عاد لبنان يحتاج سوى الى "نفضة" سياسية، تُقصي أي محاولة استزلام داخلية، لأي دولة في المنطقة، وليس إيران فقط، قد ترغب باستعماله (لبنان) ورقة في يدها، في زمن إعادة خلط الأوراق الأميركية - الخليجية، الذي سيطول، والذي سيشمل بمفاعيله كل شيء.

 

"الدولة العميقة"

أشار مصدر واسع الاطلاع الى أن "كل انتخابات "نصفية" في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية، كانت تحمل الخسارة للحزب الذي يكون مُستلماً الإدارة الأميركية في "البيت الأبيض"، ما عدا بعض الخروق القليلة، في عدد قليل من المرّات. وبالتالي، خسارة الحزب "الديموقراطي" في "نصفيّة" 2022 إذا حصلت، ستكون طبيعية".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "أهداف سياسات "أوبك بلاس" لم تُزعج إدارة بايدن، ولا الحزب "الديموقراطي" فقط، بل "الدولة العميقة" في الولايات المتحدة الأميركية. ولهذا الأمر مردوده بعيد المدى، على السياسة الخارجية لواشنطن، لا سيّما في الشرق الأوسط".

 

أميركا - إيران

وشدّد المصدر على أن "الاتّفاق الأميركي مع الإيرانيين ليس محصوراً بالملف النووي. فالترسيم البحري الجنوبي في لبنان، والمسار السياسي الجديد في العراق، هو دليل على عَدَم انقطاع التواصُل الأميركي - الإيراني، وعلى أنه غير مرتبط بالملف النووي حصراً".

وأضاف:"الإيراني متقدّم أصلاً، وهو يتقدّم أكثر على حساب العربي في لبنان. وما يساعد على ذلك، هو انعدام أي إشارة عربية مُريحة تجاهه (لبنان)، وحصر السياسات العربية فيه بالانتقادات، وبعَدَم الإعجاب بأي خطوة لبنانية تُظهر الصداقة للدول العربية. وبالتالي، لا مكاسب لبنانية مُنتَظَرَة من جانب العرب، تمنع تقدّم طهران في لبنان، أكثر".

 

كل شيء

وأكد المصدر أن "لا أحد قادراً، لا في إيران ولا في دول الخليج، على أن يفرض مرشّحه الرئاسي في لبنان لوحده، وبشروطه الكاملة، ومهما أكثر من تغيير الوسائل التي تمكّنه من تحقيق هذا الهدف".

وختم:"أهمّ ما يُمكن أن يستفيد منه لبنان، هو إدارة سياسية واعية لمسألة أن الأميركي يريد كل شيء، ولا يقبل بمنطقة له كبديل من أخرى فقدها. وبالتالي، الولايات المتحدة الأميركية تريد لبنان، والمشرق العربي، والشرق الأوسط عموماً. والاستفادة اللبنانية المُمكِنَة من هذا الواقع، هي بمسار سياسي، يتماشى معه، ويجتذب الاهتمام الاقتصادي الأميركي الكامل الى لبنان".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار