"تمريرة" عام 1973 الأميركية لشاه إيران قد تتكرّر قريباً فهل اقتربت الحرب الكبرى؟! | أخبار اليوم

"تمريرة" عام 1973 الأميركية لشاه إيران قد تتكرّر قريباً فهل اقتربت الحرب الكبرى؟!

انطون الفتى | الجمعة 28 أكتوبر 2022

مصدر: زيارة الرئيس الصيني السعودية قادرة على تهديد الولايات المتحدة الأميركية

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

قد يركّز بعض من في منطقتنا والعالم، على الزيارة المُرتقَبَة للرئيس الصيني شي جين بينغ الى السعودية، من باب الاستقبال الكبير الذي سيُنظَّم له هناك، والذي سيبيّن "الكرم العربي الكبير" للضّيف "الكبير"، وذلك على عكس الاستقبال الفاتر الذي حظِيَ به الرئيس الأميركي جو بايدن هناك، في تموز الفائت.

 

بوّابة

وقد ينصرف العدد الأكبر من سكان كوكبنا، الى التركيز الشديد أيضاً، على مستوى الكلام الذي سيُقال، وذاك الذي سيرشح عن القمم السعودية - الصينية، والخليجية - الصينية، والعربية - الصينية، وعلى مستوى الاتّفاقيات السعودية - الصينية التي ستُوقَّع خلال الزيارة، مع مقارنتها ببنود الاتّفاقيات الأميركية - السعودية التي وُقِّعَت في تموز الفائت أيضاً.

ولكن رغم أهميّة مراقبة تلك الزيارة من زاوية العلاقات السعودية - الخليجية - العربية، مع الولايات المتحدة الأميركية، إلا أن أكثر ما يُلفت الانتباه في الحركة الصينية المُرتقَبَة في الخليج، هي أن الصين سلّمت بأن تشكّل السعودية، لا إيران، بوّابة دخولها الرسمي والكبير الى الشرق الأوسط.

 

مرحلة جديدة

والمحصّلة، هي أن الصين ستدخل منطقتنا رسمياً، من خارج إيران، أي من خارج وثيقة "التعاون الاستراتيجي" الصيني - الإيراني، والاستثمارات الصينية في إيران، بقيمة 400 مليار دولار، على مدى 25 عاماً.

وتزداد صورة الشرق الأوسط تغيُّراً، إذا قُلنا إن دول الخليج، والفرص الكثيرة المتوفّرة في العلاقات الاقتصادية الخليجية - الصينية، قادرة على أن توفّر للصين مبالغ سنوية، قد تلامس أو حتى تفوق الـ 400 مليار دولار سنوياً، وليس في "ربع قرن"، وهو ما يعني أن العلاقات الصينية - الإيرانية، لا الأميركية - السعودية فقط، ستبدأ مرحلة جديدة بعد زيارة الرئيس الصيني السعودية.

 

لا يصمتون

أوضح مصدر مُطَّلِع أن "روسيا ضعُفَت كثيراً بعد حربها في أوكرانيا، وهو ما يحتّم على الصين أن تتحرّك بطريقة سريعة، وأن تحرّك سياستها واقتصادها في كل الاتّجاهات، وبالظّروف المتاحة أو المتوفّرة أمامها".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الحسابات السريعة، تُظهر أن بايدن أُهين في الخليج، بالمقارنة مع الطريقة التي تتطوّر بها العلاقات الخليجية مع الصين، أو حتى مع روسيا، منذ أشهر. ولكن باستقبال حاشد لبينغ في السعودية، أو من دونه، ومهما تعدّدت الآراء، فإن مستقبل الآفاق في الشرق الأوسط ينطبق عليه المثل الشائع “Rira bien qui rira le dernier”، خصوصاً أن الأميركيين لا يصمتون لأحد، سواء كان صديقاً، أو عدوّاً لهم".

 

"تمريرة"

ولفت المصدر الى أنه "ربما لم يَعُد للولايات المتحدة الأميركية القوّة التقليدية ذاتها، التي لطالما تمتّعت بها. ولكن وضعيّتها الدولية لا تزال ممتازة حتى الساعة، وأكثر من خصومها".

وأضاف:"لعبة قدوم الصين الى الشرق الأوسط، في الظّروف الدولية الحالية، قد تكون ذكيّة جدّاً، ولكنّها خطيرة جدّاً أيضاً. فزيارة الرئيس الصيني السعودية قادرة على تهديد الأمن "الطاقوي"، والتكنولوجي، والاقتصادي للولايات المتحدة الأميركية، وهي قادرة أيضاً على أن تتسبّب بإشعال حروب في منطقتنا. ولذلك، فإن معظم ما يحدث في المنطقة منذ أشهر، ليس مُريحاً تماماً".

وختم:"إيران ستتمدّد في الشرق الأوسط أكثر مستقبلاً، بمعزل عن التصارُع الأميركي والغربي الظّاهر مع نظام الحكم فيها. ففي عام 1973، وعندما أعلن العرب وقف إمدادات النّفط الى معظم الدول الغربية، قامت واشنطن بـ "تمريرة" لشاه إيران آنذاك، مكّنته من تكريس نفسه كشرطي لمنطقة الخليج، ومن تحقيق الكثير من المكتسبات على هذا الصّعيد. و"التمريرة" الأميركية لإيران مُمكنة في أي وقت حالياً، وبمعزل عن طبيعة نظام الحكم فيها".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة