هل يقبل لبنان الهبة الروسية... في هذا التوقيت؟! | أخبار اليوم

هل يقبل لبنان الهبة الروسية... في هذا التوقيت؟!

انطون الفتى | الثلاثاء 01 نوفمبر 2022

مصدر: لبنان بلد مُفلِس والمُفلِس يكون مستعدّاً لبَيْع ثيابه ومهما كانت نتائج

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

بمعزل عن أي تفاصيل، وعن دقّة أو عَدَم دقّة بعض المُتداوَل في شأنها حتى الساعة، إلا أن مجرّد الحديث عن هبة روسيّة الى لبنان تجعل الشرفاء في هذا البلد يقولون شكراً، ولا نريد شيئاً من دولة تحارب أخرى، وتريد مَسْحها عن الخريطة.

شكراً، ولا نريد أي هبة، ولا أي مساعدة... من روسيا، التي تريد احتلال أوكرانيا، وترهّب شعبها بالضّربات الصاروخيّة و"المسيّراتية". ونحن نفضّل أن نموت جوعاً، ومن دون كهرباء...، إذا كان ثمن توفّر بعض الانفراجات الداخلية هو القول "شكراً"، لدولة تقدّم هبة لنا في لبنان، فيما تساهم بقتل شعب آخر، في مكان آخر.

 

صورة بشِعَة

فكم هي بشِعَة صورة استقبال أطنان القمح الروسي في لبنان مثلاً، في وقت أنه لا همّ لدى روسيا سوى جَعْل قمحها وحبوبها بديلاً من تلك الأوكرانية في الأسواق العالمية، لضرب الاقتصاد الأوكراني، وحتى لو أدى ذلك الى تجويع ملايين الأوكرانيين.

وكم هي بشِعَة صورة استقبال كميات الفيول أويل (مثلاً) الروسية في لبنان، والقول شكراً لروسيا، في الوقت الذي يتوجّب فيه القول للروس جهاراً، أَوقِفُوا قصف البنى التحتية ومنشآت الطاقة الأوكرانية، التي تترك ملايين الأوكرانيين من دون كهرباء، وتدفئة، ومياه ساخنة، وتحت رحمة البرد، الذي سيزداد أكثر فأكثر من الآن فصاعداً.

 

استبدال أدوار

قد يقول البعض إن روسيا دولة "صديقة" للبنان، وإننا بقبول الهبة الروسية نحقّق مصالحنا نحن، وهذا صحيح.

ولكن الحقيقة هي أن لا مصالح من دون الاحتفاظ بحدّ أدنى من الأخلاق، خصوصاً في بلد مثل لبنان، عانى ما عاناه من جراء الاحتلال السوري. وإذا استبدلنا الأدوار بيننا وبين الشعب الأوكراني، نقول إنه عندما نسمع حتى الساعة، إحدى الدول تشكر سوريا ونظامها على كذا وكذا (مثلاً)... تُفتَح جروحنا، ونتذكّر ما فعلته دمشق بنا خلال العقود السابقة.

وبالتالي، ماذا سيكون شعور الأوكراني الذي قد ينظر الى مسؤول لبناني يقف كـ "المغشيّ عليه" من السعادة، قرب أي شخصية روسية، وهو يقول "شكراً روسيا" على هبة قدّمتها للبنان، هي من القمح، والفيول أويل (مثلاً)، في الوقت الذي لا تخجل فيه السلطة الحاكمة في موسكو من محاولات تجويعها أوكرانيا عبر ضرب اقتصادها، ولا من محاولات إماتتها صقيعاً، عبر قصف منشآت الطاقة فيها؟

 

إهانة

لا يهمّنا من يمكنه أن يكون موّل تلك الهبة (الروسية) للبنان، واشترط تقديمها ربما بعد انتهاء "العهد الرئاسي" السابق. وهو قد يكون أحد الأصدقاء الأقوياء "الجُدُد" لموسكو في المنطقة.

ولا يهمّنا البحث عن ردّات الفعل الأميركية، ولا الأوروبية... تجاه تلك الهبة، ولا عن الرسائل التي توجّهها موسكو للغرب من خلالها، أو للبنان، بل ان أكثر ما يعنينا هو بشاعة منظر التصفيق والضّحك... خلال تسلّم الهبة، ومقارنتها بالموت الأوكراني، الذي هو من جنى أعمال اليد الروسية. ولا يمكن تجميل الواقع، بما يُخالف تلك الصورة.

فقبول لبنان أي هبة روسية، في هذا التوقيت بالذات، هو إهانة لنا نحن كلبنانيين، قبل أي شيء آخر، بدلاً من مطالبتها بوقف حربها على أوكرانيا.

 

شعب سخيف

أشار مصدر سياسي الى أن "لبنان بلد مُفلِس، والمُفلِس يكون مستعدّاً لبَيْع ثيابه في العادة، ومهما كانت نتائج ذلك كارثيّة عليه".

وذكّر في حديث لوكالة "أخبار اليوم" بأن "من تسبّب بتدمير لبنان معيشياً، واجتماعياً، واقتصادياً، ومالياً، من خلال سلاحه غير الشرعي، موجود في السلطة، وهو شريك أساسي في الحكم. وها ان العالم كلّه يشكره على دوره في الترسيم البحري الجنوبي".

وأضاف:"حتى إن اللبنانيين الذين أخرجتهم الطائرات الحربية السورية من السلطة، في عام 1990، زاروا سوريا بعد سنوات، وطالبوا باعتذار اللبنانيين من السوريين. وهو ما يعني أن لا شيء سيمنع القول شكراً لروسيا على هبتها للبنان، رغم الحرب في أوكرانيا".

وختم:"نحن شعب سخيف، وحكامنا هم "على شاكلة" ما فينا".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة