هل يتحضّر الشرق الأوسط والعالم لـ "صدمة" كبرى تنطلق من إسرائيل؟ | أخبار اليوم

هل يتحضّر الشرق الأوسط والعالم لـ "صدمة" كبرى تنطلق من إسرائيل؟

انطون الفتى | الأربعاء 02 نوفمبر 2022

درباس: اتّفاق الترسيم يحوي مصالح كثيرة وهو ما يمنع نتنياهو من نسفه

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

تُظهِر بعض التصريحات والمواقف أن حبساً للأنفاس بدأ يخيّم على الشرق الأوسط والعالم، بفعل النتائج الأولية للانتخابات الإسرائيلية، التي تُظهِر تقدُّم معسكر رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق بنيامين نتنياهو، واليمين الإسرائيلي المتطرّف.

 

الترسيم

اعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي أن الضمانات الأميركية تحمي اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، إذا فاز نتنياهو، وأن الاتفاق أصبح في عهدة الأمم المتحدة، وأن لبنان ملتزم به.

فيما العَيْن الفلسطينية شاخصة الى فقدان أي شريك إسرائيلي مُحتَمَل في عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، في حال فوز نتنياهو ومعسكره.

 

هزيمة مُبكِرَة

أوروبا من جهتها، تراقب حدود التصاعُد اليميني، واليميني المتطرّف تحديداً، سواء في دولها، أو حول العالم، وانعكاساته على مستقبل الحرب العالمية الدائرة على الأراضي الأوروبية (في أوكرانيا)، وعلى الشعوب، كما على الاقتصادات.

أما الولايات المتحدة الأميركية، فقد ينظر بعض المراقبين فيها الى فوز نتنياهو، وكأنه هزيمة مُبكِرَة لفريق الرئيس الأميركي جو بايدن، تستبق الهزيمة المتوقّعة له في الانتخابات "النّصفية" الأميركية، مع ما لذلك من متاعب لسياسة خفض التّصعيد الدائم التي تنتهجها إدارة بايدن مع إيران في الشرق الأوسط، وتداعيات ذلك على أكثر من ملف شرق أوسطي حيوي لواشنطن، في عزّ الحرب الروسية على أوكرانيا.

أما العرب، فقد تشكّل عودة نتنياهو الى السلطة متنفَّساً ضرورياً لبعضهم، وتحديداً لأولئك الذين "يحنّون" الى قساوة نتنياهو - ترامب (الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب) تجاه طهران.

 

"صدمة"

ولكن هل يشكّل نتنياهو "صدمة" للشرق الأوسط والعالم، عبر انتهاجه سياسة مختلفة عن تلك التي كان يعتمدها قبل خروجه من السلطة، في عام 2021؟

يرى خبراء في الشؤون الدولية أن عودة نتنياهو الى السلطة في إسرائيل، إذا حصلت قريباً، ستكون مُواكِبَة لمتغيّرات دولية، لا إقليمية فقط، على صعيد الحرب الروسية على أوكرانيا، ونتائجها الاقتصادية والغذائية و"الطاقوية" العالمية، وانعكاساتها على صعيد هجرة اليهود من أوكرانيا وروسيا وغيرهما من دول أوروبا الشرقية الى إسرائيل، أو نحو الغرب. وهذه تطوّرات تفرض على نتنياهو انتهاج سياسات مختلفة عن أخرى سابقة له.

 

"صداقة استباقية"

ويستند الخبراء الى تصريح لنتنياهو، قبل نحو أسبوع من الانتخابات الإسرائيلية، قال فيه إنه إذا عاد إلى رئاسة الحكومة في إسرائيل، فإنه سيدرس إمكانية توريد أسلحة لأوكرانيا، ليذهبوا الى أوسع من ربط هذا الكلام برغبته (نتنياهو) بتصعيب الحرب على روسيا بسبب إدخالها المسيّرات والأسلحة الإيرانية الى الأراضي الأوروبية، بل بإظهاره بعض "الصداقة الاستباقيّة" تجاه الرئيس الأميركي جو بايدن وإدارته، على عكس السنوات السابقة التي شهدت فيها علاقة نتنياهو بالمعسكر "الديموقراطي" لبايدن، وللرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، بعض التوتّرات.

 

مصالح

أشار الوزير السابق رشيد درباس الى أن "نتنياهو كان يستعمل اتّفاق الترسيم البحري غير المباشر مع لبنان، كواحدة من الأوراق التي رفعها لمحاربة خصومه، خلال المرحلة التحضيرية للانتخابات الإسرائيلية".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "هكذا اتّفاق، مع ما فيه من نقاط متعدّدة، يحوي مصالح كثيرة، أميركية وإسرائيلية أيضاً، وليس لبنانية فقط، وهو ما يمنع نتنياهو من نسفه وفق مزاجه. وبالتالي، يبقى الأكثر ترجيحاً هو أن لا يُضرَب اتّفاق الترسيم البحري بتغيُّر الحكام، بل قد يخضع لبعض المشادّات الداخلية في إسرائيل، مع تصويبه (نتنياهو) عليه من باب أنه كان يُمكن تحسين الشروط الإسرائيلية فيه أكثر قبل توقيعه، وذلك من دون الوصول الى المساس بجوهر هذا الاتّفاق".

 

بيغن

وردّاً على سؤال حول إمكانية أن ينتهج نتنياهو سياسة مختلفة عن تلك التي كان يعتمدها قبل خروجه من السلطة العام الفائت، فيصدم المنطقة والعالم، أجاب درباس:"لنتذكّر أن من أكثر المتعصّبين والمتعنّتين في إسرائيل، الذي تربّى على الأفكار الصهيونية، هو (رئيس الحكومة الراحل) مناحيم بيغن".

وختم:"بيغن هو ذاك الذي نسف فندق الملك داوود، والذي كان مُتشدّداً جدّاً. ورغم ذلك، كان هو الذي وقّع اتفاق السلام مع (الرئيس المصري الراحل) أنور السادات. ونتنياهو يُعتبر وريثه في حزب "الليكود".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة