الحجار: الخوف الأساسي هو ممّن يحاولون دفع لبنان الى القبول بأي أمر قد يُطرَح عليه
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
من انهيار سقف على طلاب في مدرسة، مروراً بسيول جارفة على الطُّرُق، وصولاً الى مشاكل "زاروب الحيّ"، وإطلاق النار هنا وهناك، والتقاتُل بين اللبنانيين بسبب اللّيرة، والدولار،... هذه هي دولة انفجار مرفأ بيروت، وعدم إعادة إعمار العاصمة، وضياع حياة الناس، وفقدان علاجاتهم، وكل ما يمتلكونه.
قلّة إحساس
وهذا هو مستوى الدولة في لبنان، حيث القدرة الهائلة على التكيُّف مع الأزمات، والمصائب، مع متابعة الأعمال اليومية لمسؤولين عاطلين عن العمل، بقلّة إحساس "مُخيفة"، وكأن لا شيء يحتاج الى تحرّك سريع، أو الى تدبير مختلف.
ووسط تلك الصّورة، ما هي الجدوى من الإعلان عن فَشَل حوار بين الأطراف الحاكمة، طالما أنه لن يكون مُجدياً لا على صعيد انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ولا على مستوى تشكيل حكومة جديدة، انطلاقاً من أن تلك الملفات لا تُحسَم داخل الغرف اللبنانية المُغلَقَة أصلاً، بل عند نضوج تسويات خارجية؟ ولماذا الإصرار على حوار ليس مُخوّلاً بـ "فكّ عزقة" في الداخل اللبناني، بدلاً من الجلوس الى طاولة تناقش سُبُل تمكين اللبنانيين من متابعة حياتهم وسط الانهيار الكبير الموجود، والى حين نضوج التسويات الخارجية القادرة على أن تحمل لهم "انفراجات" رئاسية، وحكومية.
طاولة حوار
أشار النائب السابق محمد الحجار الى أن "تمكين اللبنانيين من متابعة حياتهم وسط الانهيار الكبير هذا، هو أمر لا يحتاج الى طاولة حوار بين المسؤولين، بل يتوجّب أن يكون الشّغل الشاغل لهم".
ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "إذا كان حلّ المشاكل الاجتماعية، والاقتصادية، وأزمة تفشّي "الكوليرا" مثلاً، وغيرها من الأمور الداخلية الى هذا الحدّ، يحتاج الى طاولة حوار في كلّ مرة، فماذا تكون هذه الدولة في تلك الحالة؟ فهذا يكرّس لها وللسلطة فيها واقع أنها غير مسؤولة، وغير معنيّة بما يحصل من انهيار، بينما يتوجّب على المسؤولين في أي بلد أن يقوموا بواجباتهم، التي هي من صُلب أدوارهم".
محاصصة
وأسف الحجار "لأننا نرى أن هناك فريقاً حكم البلد خلال السنوات الماضية، فيما ما عاد لبنان يعني له شيئاً، بل هو يحصر انشغاله بكيفيّة الاستمرار بالمحاصصة، وبفساد أكبر وأكبر".
وأضاف:"تعوّد هذا الفريق على أن يقول ان ليس لديه صلاحيات، ولكنّه عوّدنا على ممارسة كلّ ما يُوقف إنتاجيّة الحكومات، هو وكامل فريقه، بدلاً من العمل على القضايا المعيشية".
تحصين مواقع
ورأى الحجار أن "هناك من يريد أن يتحيّن الفرص للإطاحة بكلّ ما هو دولة، ومؤسّسات، مع الإصرار على أخذ لبنان نحو مزيد من الانهيار والمشاكل، ربطاً بما يُحكى عن تسويات على صعيد المنطقة".
وختم:"الخوف الأساسي، هو ممّن يحاولون دفع لبنان الى القبول بأي أمر قد يُطرَح عليه من الخارج، وسط هذا الجوّ من الصمت الداخلي، وعَدَم التحرّك لحلّ أي أزمة داخلية حيوية فيه، حتى من جانب أولئك الذين لطالما تشدّقوا وتحدّثوا عن أنهم يريدون العمل على وقف الانهيار. فنحن نراهم لا يفعلون شيئاً، بموازاة سعي كل فريق الى حَصْر اهتمامه بكيفيّة تحسين وتحصين مواقعه على حساب البلد، وحالته الصّعبة".