لماذا هاجم حزب الله منتدى الأونسكو وصوَّب على المملكة؟ | أخبار اليوم

لماذا هاجم حزب الله منتدى الأونسكو وصوَّب على المملكة؟

جان الفغالي | الإثنين 07 نوفمبر 2022

الرياض متمسكة بالطائف فيما تمسك الحزب به "رفع عتب"

 

بقلم جان الفغالي- "أخبار اليوم"

إذا كانت مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار" تعبِّر عن موقف حزب الله ، وهي كذلك على ما يعتقد كثيرون، فإن الإستنتاج الثابت هو أن حزب الله ضد مبادرة السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، أحياء الذكرى الثالثة والثلاثين للطائف.

فما ورد في مقدمة أخبار "المنار" مساء السبت، بعد ساعات من مؤتمر اليونسكو، يؤكِّد بما لا يقبل الشك أن حزب الله ضد ما حصل في الاونسكو.

ومما ورد في المقدمة: "ومن قال إن دستور َالطائف خرج من التداول كي يكثرَ اللاعبون على حروفِه ومضامينه؟ ومن له الحقُ في ان يبني ممالك اوهامِه في ربوع لبنان السياسية فوق ما اتفق اللبنانيون انفسُهم على اعتباره باباً للخروج من حربهم الاهلية المشؤومة؟"

وتتابع المقدمة: "ما يُقال اليوم إن الغَيرة المستجدة والزائدة على اتفاق الطائف ليست اقلَ من خديعةٍ لمصادرة ارادة اللبنانيين في حل ِازماتِهم".

وتبلغ المقدمة ذروة التصعيد من خلال قولها: "قد يتناهى لبعضِ المخيلات ان لبنان فقد السيطرة على مصيرهِ، وان ناسَه واهلَه آتون من زمن القحط الفكري والعقلي فيما هم بالحقيقة في أكثر درجات الوعي لما يُحاك لهم في المضارب والسفارات".

ما يريد تلفزيون "المنار" ان يقوله، بالنيابة عن حزب الله، "أن لبنان لم يفقد السيطرة على مصيره "متحدثًا" عما يحاك للبنانيين في المضارب والسفارات".

هذا تصويب مباشر على السفارة السعودية وعلى حركة السفير السعودي وليد البخاري بالذات.

وما لم تقله محطة "المنار"، قاله الشيخ نبيل قاووق علنًا وبالإسم فأعلن أن "السعودية تهدف من تدخلاتها المسمومة في لبنان تحريض اللبنانيين بعضهم على بعض".  ولعل ما أخرج القناة عن طورها وجود شخصيات من الصف الأول، المحسوبة عليها، أخذت أمكنتها في المقاعد الأولى في احتفال الاونسكو: من رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه، إلى النواب آلان عون وسيمون أبي رميا وسيزار أبي خليل، إلى مستشار الرئيس السابق ميشال عون وزير العدل السابق سليم جريصاتي.

التيار لاذ بالصمت حيال مشاركته المعبِّرة في الأونسكو، بعكس رئيس تيار المردة الذي جاهر بهذه الخطوة من خلال تأكيده على ثلاث نقاط: الأولى أنه "جزء من الطائف"، والثانية  "أنه لم يكن يوما خارج الطائف"،  والثالثة قوله "حلفائي مثلي مع الطائف".

إذا كان "حلفاء" الوزير فرنجيه (ويقصد بهم هنا "حزب الله")، مع الطائف، فلماذا هاجموا منتدى الأونسكو؟ هل يملك الوزير فرنجيه هامشًا لدى حزب الله بما يتيح له المشاركة في المنتدى من دون إغضاب الحزب؟

على ما يبدو فإن الهامش لدى رئيس تيار المردة أكبر من الهامش لدى رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي اختار أن يمثِّله نائبًا ووزيرًا سابقًا لا يُعتبَر من البارزين في التيار، علمًا أن النائبين آلان عون وسيمون أبي رميا كانا حاضرين. 

ويبدو أن حزب الله يتوجس من الحركة السعودية، ولا بد من الإشارة إلى أن الحزب تعاطى بـ"تفهُّم" (إنْ لم نقل أكثر) مع العشاء المُلغى في السفارة السويسرية في بيروت، ولاحقًا بطاولة الحوار في جنيف، فيما المملكة، عبر السفير البخاري، توجَّست من العشاء وتاليًا من حوار جنيف.

إنه الكباش الرئاسي بامتياز: المملكة متمسكة بالطائف، فيما تمسك الحزب بالطائف "رفع عتب".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار