تحرّكات أميركية سريّة في الملف الأوكراني فهل تغسل واشنطن يدها من الحرب؟ | أخبار اليوم

تحرّكات أميركية سريّة في الملف الأوكراني فهل تغسل واشنطن يدها من الحرب؟

انطون الفتى | الإثنين 07 نوفمبر 2022

شحيتلي: المواجهة في أوكرانيا حالياً هي بين التكنولوجيا وقوّة النار

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

هل باتت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مُربَكَة كثيراً في الملف الأوكراني؟

 

تقليص مساعدات؟

فبعد تصريحات عالية السّقف تجاه روسيا، تؤكّد عَدَم السماح لها بالانتصار في أوكرانيا، وأن المفاوضات وفرص السلام تبقى في أيدي الأوكرانيّين وحدهم، وما يقرّرونه، بدأ التداوُل بمعلومات مؤخّراً عن أن إدارة بايدن تشجّع قادة كييف سرّاً، على التعبير عن انفتاحهم على التفاوض مع موسكو، وعلى التخلّي عن رفضهم العلني للمشاركة في محادثات سلام، إلا بعد إزاحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن السلطة.

بالإضافة الى معلومات عن أن مستشار "البيت الأبيض" للأمن القومي جيك سوليفان، دخل في محادثات سرية مع مساعدي بوتين، منذ أشهر، للحدّ من احتمالات نشوب صراع أوسع بشأن أوكرانيا، ولتحذير موسكو من استخدام الأسلحة النووية.

فهل هذه مقدّمة، لخروج واشنطن من الصّراع في أوكرانيا؟ أو هل ان العالم أمام حقبة تمهيديّة لبَدْء تقليص المساعدات الأميركية لكييف؟

 

ارتدادات

أشار اللواء الرّكن المتقاعد عبد الرحمن شحيتلي الى أن "ارتدادات الحرب الروسية - الأوكرانية كبيرة جدّاً. ولذلك، تُظهِر التطوّرات الجديدة إعطاء الغرب بعض المكاسب لروسيا منذ مدّة، تسمح لجيشها باسترجاع بعض الأراضي في أوكرانيا، لأن هزيمة موسكو قد تعني امتداد الحرب الى كل دول العالم".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "ما يحصل في كل الأماكن حالياً، سواء في أوروبا أو الولايات المتحدة الأميركية...، هو من جراء ارتدادات تلك الحرب التي تغيّر التوازنات كافّة".

 

تبريد الأمور

وحول ما إذا كان انتصار الحزب "الجمهوري" في الانتخابات "النّصفية" الأميركية، هو الممرّ الخلفيّ الإجباري لروسيا في ساحة المعركة، الذي سيسمح لها بالخروخ من حربها على أوكرانيا، مُنتَصِرَة ربما، أوضح شحيتلي:"ستخرج مُحتفِظَة بماء الوجه، أي ليست مُنتصِرَة، ولكن غير مهزومة. فقد يتمّ التغاضي الغربي مثلاً عن ضمّ موسكو لإقليم دونيتسك بعد أشهر، ولغيره من الأراضي الأوكرانية، ولكن سيكون ذلك لمرحلة موقّتَة، أي لخمس سنوات مثلاً، قبل إعادة فتح الملف من جديد بعد أعوام".

وأضاف:"عندما وصلت الأمور الى حافة الهاوية، بدأ المعسكر الغربي بدفع (الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي الى النّزول عن الشجرة التي صعد إليها عندما رفض التفاوُض مع بوتين. وهذا النّزول، الى جانب التغاضي الغربي عن استرجاع الروس بعض المناطق، سيُساهم بتبريد الأمور ولو قليلاً".

 

انتصار؟

وردّاً على سؤال حول إمكانية أن يقبل بوتين بماء الوجه فقط، وبالتخلّي عن الانتصار الكامل في أوكرانيا، أجاب شحيتلي:"هو لن يتمكن من الانتصار. فالمواجهة في أوكرانيا حالياً هي بين التكنولوجيا وقوّة النار".

وشرح:"روسيا تتفوّق في أوكرانيا بالقوّة النارية، أي بتدمير البنى التحتية، وغيرها. وأما الغرب، فيتفوّق من جهته على الروس هناك بالتكنولوجيا، التي تُسقِط الكثير من الخسائر في صفوف الجيش الروسي. ولهذا الوضع ارتداداته بعيدة المدى في الداخل الروسي، لأن الحرب يخوضها بوتين خارج أرضه. فالخبرة عوّدتنا على أن الشعوب تتحمّل الخسائر البشرية، إذا كان القتال للدّفاع عن الأرض، وليس في حالات الحروب التي تخوضها جيوشها خارج أرضها. فللخسائر البشرية نتائج سلبيّة كبرى في الحروب، وذلك أكثر من قوّة النار التي تؤدّي الى تدمير يُمكن تعويضه في وقت لاحق، عبر إعادة الإعمار".

وختم:"لا يمكن لروسيا أن تنتصر في أوكرانيا، كما لا يُمكن للغرب أن يجعلها تنهزم. فهزيمة موسكو ستُخرج اللّعبة عن انتظامها، وستغيّر النظام العالمي كلّه".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار