في عام 2023 أو بعده... وقف السّماح بتعدُّد الزّوجات سينقل لبنان من أزمنة الكراسي! | أخبار اليوم

في عام 2023 أو بعده... وقف السّماح بتعدُّد الزّوجات سينقل لبنان من أزمنة الكراسي!

انطون الفتى | الإثنين 07 نوفمبر 2022

دساتير وأنظمة جديدة على مستوى كل دول المنطقة

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

نصيحة قد تكون مُفيدة جدّاً، لبعض "المفحوطين" بمؤتمر الأونيسكو الذي عُقِدَ قبل أيام، وباتّفاق "الطائف"، وللدّاعين الى تطبيقه الكامل اليوم، وبتجاهُل تامّ لواقع أن ظروف التوصُّل إليه قبل 33 عاماً تغيّرت بالكامل، لبنانياً، وإقليمياً، ودولياً.

 

دليل

والنّصيحة هذه، هي أن يُراجعوا لائحة المدعوّين الى هذا المؤتمر، والذين بعضهم "مش قاطع أصلاً من حدّ" سيادة وحرية واستقلال لبنان.

وهذا دليل دقيق على وجوب مراقبة حركة ونوعيّة "انفتاحات" بعض "أصدقاء" و"أشقّاء" لبنان، على مكوّنات لبنانية تتبع لمحور "المُمانَعَة" في الأساس. ويزداد التوجّس في هذا الإطار، خصوصاً أنه ما عاد لدى بعض أغنى دول منطقتنا، سوى "الطائف" لاستعماله، بهدف تسيير سياستها فيه (لبنان)، وكحجّة للتدخُّل في شؤونه، وفي سياساته الداخلية والخارجية، وعلاقاته الدولية... (مستقبلاً)، وذلك عبر إمساكه بحاجته الى المال، والأعمال، والاستثمارات... وهو ما سيسهّل فرض الشّروط عليه، خصوصاً بفعل "الصداقات المستجدّة" مع بعض الوجوه "المُمانِعَة".

 

احتلالات مالية

فاللبنانيون كافحوا للتخلّص من مفاعيل احتلالات السلاح غير الشرعي فيه منذ عقود، ليتحرّروا بالكامل، لا ليسقطوا في احتلالات وديكتاتوريات مالية، واقتصادية، واستثمارية "موعودة"، لن "يُصَحْصِح" البعض من مفاعيل أثمانها السلبية جدّاً مستقبلاً، إلا بعد فوات الأوان.

والأغرب هو حفلة "الطبّيلة والزّميرة" لـ "الطائف"، ولكلّ ما يتعلّق به، من المسيحيين، الذين يسوّقون لمسألة أن الذّهاب الى مؤتمر جديد مثلاً، سيُفقِد المكوّن المسيحي في لبنان المُناصفَة، وغيرها من الكراسي.

 

"نعومة"

وهنا نصيحة لهذه الفئة من المسيحيّين، ولكلّ اللبنانيين المتحرّرين من القيود الطائفية في نظرتهم الى نهائية الكيان اللبناني، وهي ضرورة عَدَم الخوف من أي مؤتمر جديد، قد يُعيد تجديد الحياة في لبنان.

فالخوف الأساسي والمشروع، هو من أولئك الذين يتشدّقون بأفكار إلغاء الطائفية السياسية، والدولة المدنية، والنّظام الطائفي "ولّاد" الأزمات والمشاكل والأزمات في لبنان،... ليس حبّاً بالبلد، بل بنفاق شديد لا هدف منه سوى تشريع سطو فئة لبنانية على غيرها، وعلى كل ما في لبنان، بسلاحها غير الشرعي، كما "بالنعومة" السياسية.

 

بلاد الأرز

ولكن لا ضرورة لخوف من مؤتمر جديد للبنان، بالمُطلَق، نظراً الى أن ما يُمكن أن يأخذه من فئة لبنانية معيّنة، على أي مستوى، لن يُقدّمه الى فئة أخرى على طبق من فضّة.

فالعالم تغيّر. ومن يريد مؤتمراً جديداً ينقل لبنان من حقيقته كبلد للأرز، الى تصويره كبلد للصواريخ والمسيّرات مثلاً، أو كواحة للمال والأعمال والاستثمارات و"المستعمرات المالية" حصراً، قد يصطدم بالراعي الدولي، والغربي (الذي لا يزال ممرّاً إجبارياً حتى الساعة، مهما اختلفت الآراء حول ذلك)، الذي يُمكنه رعاية هذا النّوع من المؤتمرات، والذي لن يحقّق تلك الأهداف مجاناً.

وبالتالي، أي تراجُع مسيحي مُحتَمَل على صعيد الرئاسات، والمناصب، والحكم في لبنان، من خلال مؤتمر جديد مثلاً،... قد لا يشكّل انتصاراً لسواهم، نظراً الى أن اللّعبة في لبنان لا تخرج عن واقع الصراعات الإيديولوجية و"القِيَميّة" المختلفة، التي تتحكّم بالعالم كلّه، والتي لن تجد في التراجُع المسيحي الكبير في لبنان، مصلحة تامّة لها بالضّرورة.

 

تعدُّد الزّوجات

وانطلاقاً ممّا سبق، لا ضرورة للتمسّك بـ "طائف"، ولا بغيره، خوفاً من فقدان مناصَفَة، أو من تغيير وجه، أو هويّة... في بلد هو لبنان، يقع ضمن منطقة ستشهد متغيّرات كثيرة، وولادة دساتير جديدة، وأنظمة جديدة ربما، على مستوى كل دولها، وحتى الغنيّة منها.

فما هي قيمة خوف بعض اللبنانيين من فقدان المُناصَفَة مثلاً، وماذا عن شهيّة بعضهم الآخر على إلغاء الطائفية السياسية، أو على أكبر الكراسي فيه، في منطقة ستشهد "نقلات نوعيّة" على مستوى حقوق المرأة لدى كل الشرائح الاجتماعية والإيديولوجيّة فيها، وبما قد يُعطي أي امرأة شرق أوسطيّة الحقّ في سجن زوجها مثلاً في المستقبل، عند أي انتهاك بسيط؟

وماذا عن الآتي الى لبنان والمنطقة، عاجلاً أم آجلاً، على مستوى مَنْع تعدُّد الزوجات، وتحديداً في المجتمعات التي لا يزال ناسها يعتقدون أنه لا يحقّ للمرأة سوى بسدّ جوعِها، و"السترة" بالزّواج، ولو أي زواج، وتأمين الثياب لها، وبعض الحاجات البدائية؟

وماذا عن مَنْع تعدُّد الزوجات، كواحدة من المطالب أو الشروط الدولية الملحّة مستقبلاً، في منطقة تتقلّص مواردها كغيرها من المناطق حول العالم، ويُمكن "للانفجار" الديموغرافي فيها أن يؤسّس لإشعال ثورات وحروب متكرّرة، تحرم النموّ الاقتصادي فيها، والشراكات الاقتصادية والاستثمارية المُتزايِدَة والمُتداخِلَة فيها أيضاً، من الاستقرار الدائم الذي تحتاجه؟

ورفض هذا النّوع من التغيير، قد يدفع بالبعض ليس فقط الى سَحْب الحديث عن "وباء الطائفية" (لأسباب سياسية) من التداوُل في لبنان، بل الى المُطالبَة بجعل الرئاسات اللبنانية كافّة في أيدي المسيحيّين فيه، والى الأبد، كضمانة تبعِد الكؤوس المرّة لمتغيّرات كثيرة، ستؤثّر على زعامات لبنانية عدّة في مجتمعاتها، وفي تحالفاتها الإقليمية.

 

استقواء

نكتفي بهذا القدر من الآتي الى المنطقة، عاجلاً أم آجلاً، لنؤكّد وجوب الخروج من خدعة وضع حدود للبنان، بالمُناصَفَة، أو بإلغاء الطائفية السياسية، أو باتّفاق "الطائف"، أو بغيرها من الأمور التي تخطّاها الزّمن، والتي إذا حصلت بعض الفئات على مطالبها منها، فإنها ستخسر الكثير على مستويات أخرى غيرها، سياسياً، واجتماعياً، وإيديولوجياً...

ولننتبه الى مسألة أن رفض رياح التغيير، كلّف لبنان واحدة من أقسى مراحله، منذ عام 2019، وحتى اليوم، والتي لا نعلم الى متى ستستمرّ. أما العناد، والتمسُّك بـ "طائف"، والسّير بركب ضمانات خارجيّة غير مؤكَّدَة في شأنه، والاستقواء بدول إقليمية، هي قوية وغنيّة اليوم، وقد لا تكون كذلك بعد زمن، قد يرمينا في حصار من نوع آخر، سيجعلنا نترحّم على طوابير محطات البنزين، والأفران، والصيدليات، والمستشفيات، وحتى (نترحّم) على لبنان، بالكامل.

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة