لبنانيون يموتون بأمراض يحتاج علاجها الى المال وغيرهم يحضّر "للمونديال" بـ "الفريش دولار" | أخبار اليوم

لبنانيون يموتون بأمراض يحتاج علاجها الى المال وغيرهم يحضّر "للمونديال" بـ "الفريش دولار"

انطون الفتى | الثلاثاء 08 نوفمبر 2022

سكرية: طغمة لبنانية لا تفهم ماذا تعني الأزمات وهي تعاني من غياب ثقافة المواطَنَة

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

بين "شحادة" اللّقاحات، والمساعدات الطبية والدوائيّة، والحاجة الدائمة الى التفاوُض مع أكبر المؤسّسات المالية الدوليّة، للحصول على قروض من هنا، وعلى أخرى من هناك، سواء من أجل القطاع الكهربائي، أو الصحي...

 

"مونديال"

ووسط الحاجة الماسّة الى الانتهاء من التفاوُض مع "صندوق النّقد الدولي" بنجاح، أي بما ينتهي بالاتّفاق على برنامج، كجزء من الشروط السياسية المطلوبة من دولة أسقطت شعبها بالفقر، والمرض، والجوع... يتأهّب العالم للنّظر الى "الفاجعة اللبنانية الكبرى"، وهي مشاهد التقاتُل بين اللبنانيين على دخول المؤسّسات السياحية والمطاعم، من أجل مشاهدة مباريات "مونديال 2022".

معروف أنه في مثل تلك "المواسم" والظّروف، ترتفع الأسعار أكثر من اللازم. ومعلوم أن "الشّفط" والسرقة في لبنان، هما من "حواضر البيت" الدائمة، فكيف إذا كنّا في زمن ضيق شديد، تنفتح فيه الشهيّة أكثر على "سَلْخ" الجيوب، حتى النهاية؟

 

"فحش"

ولكن كيف يمكن لأي مسؤول لبناني أن يضع عينه في عين أي مسؤول دولي، سواء كان يعمل في مؤسّسة مالية أو صحيّة دولية، أو يكون في عداد أي وفد رسمي قد يزور لبنان قريباً، أو قد يتفاوض مع أي مسؤول لبناني حول نقاط وملفات معيّنة؟

وكيف سيفسّر هذا المسؤول اللبناني، لذاك الدولي، مشاهد "الفحش"، ورمي "الفريش دولار" على جهود ومساعي مشاهدة مباريات "المونديال"، من جانب بعض المواطنين اللبنانيين، أو بعض المؤسّسات السياحية اللبنانية، في بلد "شحادة" كل شيء، وحيث تموت بعض الفئات اللبنانية مرضاً، وفقراً، وجوعاً؟

 

فارق كبير

شدّد النائب السابق الدكتور اسماعيل سكرية على أن "الفارق الكبير في المشهد بين مختلف الشرائح الاجتماعية اللبنانية واضح، وهو الذي يتسبّب بكلام خارجي، سمع اللبنانيون بعضاً منه خلال القمة العربية في الجزائر مؤخّراً، وهو أن زمن الاستعطاف انتهى".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أنه "بات التعبير عمّا نحن فيه، وعمّا فعلناه بذواتنا صعباً جدّاً، انطلاقاً من الفساد المُبرمَج والمُنظَّم، والذي يُدار من الخارج، ويُنسَّق معه، لأهداف وشروط سياسية كثيرة، منها توطين بعض السوريين والفلسطينيين في لبنان الذي تتوضّح أهدافه أكثر فأكثر. وهو ما يُترجَم بمَنع النازحين من العودة الى سوريا، كما بمدّهم بالدولار داخل لبنان. هذا في الشقّ السياسي، ولكن ما يؤلِم بالأكثر، هو رؤية بعض اللبنانيين يهلّلون هنا أو هناك، ويحتفلون، ويرمون "الفريش دولار" على أمور ثانوية، فيما يموت غيرهم يومياً لأنهم لا يجدون أدويتهم، أو لأنهم غير قادرين على دفع تكاليف علاجاتهم، ومنهم مرضى السرطان مثلاً".

 

تجارة

وأكد سكرية أن "هذه كارثة، تجعلنا بلداً لا يستحقّ احترام العالم له. فالخارج يحقّق مصالحه الكبرى في لبنان، من خلال الحديث عن مساعدته، وليس من أجلنا نحن كلبنانيين، فيما لا أحد يحترمنا، لأننا لا نقوم بما يفرض احترامنا عليهم، وسط هذا الكمّ الهائل من الفساد والنّهب".

وأضاف:"سلوكيات بعض فئات الشعب اللبناني، على مستوى رمي المال يميناً ويساراً، والتباهي بذلك، ومن خارج أي مراعاة لشعور من يموتون من شدّة الضّيق، والفقر، والمشاكل الصحية، تؤكّد أن هناك طغمة لبنانية لا تفهم ماذا تعني الأزمات، وهي تعاني من غياب ثقافة المواطَنَة".

وختم:"لا بدّ من التحذير من استعجال البعض على تحويل مرض الكوليرا الى تجارة، على غرار ما حصل بأزمة جائحة "كوفيد - 19"، إذ بدأ تسجيل بعض الحالات في عدد من المناطق على أساس أنها مُصابة به (الكوليرا)، رغم أنها تُعاني من مشاكل صحية أخرى. ونقول هذا للتنبيه والتوعية، ومع اعترافنا الكامل بوجود الكوليرا و"كوفيد - 19" في لبنان. ولكن المشكلة هي ببعض أساليب التعاطي مع تلك الحالات الصحية، وبما يحاول ممارسة التجارة من خلالها".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار