هل تُقفِل الانتخابات على انقسام داخل الجيش وانتشار الميليشيات واندلاع حرب بين الولايات؟ | أخبار اليوم

هل تُقفِل الانتخابات على انقسام داخل الجيش وانتشار الميليشيات واندلاع حرب بين الولايات؟

انطون الفتى | الثلاثاء 08 نوفمبر 2022

طبارة: المشكلة مُعقّدة جداً والولايات المتّحدة الأميركية تتغيّر

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

يُجمع أكثر من مُراقِب على أن لا مشكلة في النتائج التي ستخرج بها الانتخابات "النّصفيّة" الأميركية، مهما كانت، في بلد لا تُمارَس السياسة فيه بما يُشبه الشهوات السلطوية الشرق أوسطية، بل انها بالمشهد الذي أقفلت عليه الصورة الأميركية قُبَيْل انطلاق تلك الانتخابات، على صعيد:

 

"أميركا التي سُرِقَت"

* شريحة مُتعطِّشَة للانتقام، وهي تنتظر "النّصفيّة" بفارغ الصّبر لاستعادة ما تعتبره "أميركا التي سُرِقَت" منها، بخسارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني 2020.

* شرائح أميركية شعبية، ومن المرشّحين، مُسلّحَة، وهي تتصرّف على أساس أنها "انتصرت" في "نصفيّة 2022" منذ ما قبل الانتخابات، وأن لا مجال للاستماع الى أي احتمال بالخسارة، وهي تلك التي يُسمّيها البعض "جيل ترامب".

* مشهد "ديموقراطي" مُربَك بين الدّفاع عن خيارات إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، سواء في الداخل الأميركي، أو حول العالم، وبين مشاكل الاقتصاد الأميركي، وأسعار النّفط، واحتمالات النّجاح الأميركي الصّعبة في وضع حدّ نهائي للحرب الروسيّة على أوكرانيا، وسط تفسّخات "جمهورية" و"ديموقراطية" شديدة حول كل شيء، ضمن واقع لم تشهده الولايات المتحدة الأميركية بهذا الشّكل منذ عقود، لا سيّما على صعيد ما يهدّد به من فوضى وعنف.

 

تفكُّك

والمحصِّلَة، هي أن من ينظر الى مشهد "نصفيّة 2022"، لا يشعر تماماً بأنه يشاهد أميركا التي رسمت الكثير من المفاصل العالمية قبل عقود، والتي ربحت الحرب الباردة، بل أخرى مختلفة، هي تلك التي تعود الى صراعاتها الداخلية، وربما الى تفكُّك ولاياتها، وجيشها...

 

مشكلة مُعقَّدَة

أوضح سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة أن "احتمالات دخول الولايات المتحدة مرحلة صعبة، هي حقيقية، رغم أنها لن تصل الى درجة الحرب الأهلية تماماً".

وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "المشكلة مُعقّدة جداً. فالولايات المتحدة تتغيّر ديموغرافياً، حيث تكثر الفئات ذات الأصول اللاتينية، والأفريقية، وسوداء اللّون، والتي تطالب بحقوقها. وهذا ما يؤجّج ردّة الفعل السلبيّة للبيض هناك، التي يشجّعها ويغذّيها ترامب".

 

السلاح

وشرح طبارة:"تأسّست الولايات المتحدة للبيض في الأساس، الذين أقصوا الهنود الحُمر، وجعلوا من السّود عبيداً. ولكن ما يتسبّب بالرّعب للبيض منذ سنوات، هو القوّة السياسية التي بات يتمتّع بها السّود والأقليات، والتي ظهرت بقوّة في انتخاب الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، الذي كان أول رئيس أميركي يُنتَخَب بأقليّة بيضاء، بينما لطالما دخل رئيس أميركا "البيت الأبيض" بأكثرية انتخابية بيضاء لصالحه".

وأضاف:"لهذا السبب، تعلّق البيض بترامب عندما أعلن ترشّحه قبل سنوات. وهو استفاد من الوضع، وغذّى النّزعة العنصرية لديهم. والمتطرّفون الذين يظهرون على هامش الانتخابات "النّصفية" حالياً، والذين يتباهون بحمل السلاح، يفعلون ذلك بالاستناد الى أن امتلاكه (السلاح) في أميركا، وتأسيس الميليشيات المسلّحة، هو من الأمور المسموحة هناك. حتى إن بعض الميليشيات تحوي آلاف المسلّحين والمدرّبين الذين خضعوا لدورات تدريبيّة في العراق، وأفغانستان، وأماكن أخرى. ولا أحد يمكنه تغيير هذا الواقع، نظراً الى أن لوبي السلاح هو الأقوى في الولايات المتحدة، فيما يأتي اللوبي اليهودي بعده".

 

خوف

وذكّر طبارة بأنه "عندما خسر ترامب الانتخابات الرئاسية قبل عامَيْن، أقنع جماعته بأنه لم يخسر، وكان سهلاً عليه ذلك، وشحنهم، فدخلوا مبنى "الكابيتول". ولكن الحال بالنّسبة الى الانتخابات "النّصفيّة" أكثر دقّة، انطلاقاً من وجود مئات المرشّحين فيها بإسم الحزب "الجمهوري"، الذين يقولون إن "رئاسية" 2020 زُوِّرَت، وهم يرفضون أي نوع من التعبير عن تقبُّل الخسارة المُحتمَلَة لهم في "النّصفية". وهنا الخوف من أن سقوط عدد منهم في الانتخابات، قد يُستتبَع برفض النتيجة، حتى ولو خسروا بالفعل، مع إطلاق عمل الميليشيات المسلّحة في الولايات المحسوبة عليهم مثلاً، خصوصاً أنهم لا يكتفون بالتظاهُر للتعبير عن الاحتجاج. واقتحام مبنى "الكابيتول" قُبَيل رحيل ترامب عن السلطة، هو خير دليل على ذلك".

 

الجيش الأميركي

ورجّح طبارة "دخول الولايات المتحدة في حالة من القلاقل نتيجة هذا الواقع مستقبلاً، انطلاقاً من أن عدداً من المتطرّفين الذين تمّ توقيفهم بعد اقتحام "الكابيتول"، تبيّن أنهم أعضاء في الجيش الأميركي، أو في الشرطة، سواء كانوا في الخدمة أم من المتقاعدين. والخوف هو من حصول انقسام في الجيش الأميركي، وفي الشرطة الأميركية، إذا ما تكرّر سيناريو رفض نتائج الانتخابات في أي مرّة، بما سينعكس على مستقبل أميركا عموماً. ففي تلك الحالة، ستُصبح الحرب في الولايات الأميركية الداخلية، بدلاً من أوكرانيا. وإذا كان انقسام الجيش الأميركي مُستبعداً، نظراً لتماسكه الواضح، فالخوف هو من حصول انفجار يصعب التعامُل معه. ولكن يبقى الاحتمال الأكثر ترجيحاً في وقت قريب، هو بعض القلاقل فقط".

وتابع:"من هذا المُنطَلَق، يشدّد بايدن في خطاباته الأخيرة على الديموقراطية كحاجة أميركية، نظراً الى وجود مخاوف أمنية جديّة، وأخرى تتعلّق ببروز نوع من الديكتاتورية في أميركا، تظهر في بعض تصريحات وسلوكيات أتباع التيار الذي يمثّله ترامب، المدعوم بالتسلُّح، وبالقيادات المتطرّفة. وتزداد الخطورة في الانتخابات "النّصفيّة"، نظراً الى أن مئات المرشّحين قد يقولون إذا خسروها إن الانتخابات زُوِّرَت. وهو ما يُنذر بإمكانية انفجار مشاكل جديّة، وبانفلاشها في كل الولايات الأميركية التي ينتمي إليها من قد يخسرون في "النّصفيّة".

وختم:"هذه هي المرّة الأولى في العصر الحديث، التي يُخشى فيها من انفجار أمني في الداخل الأميركي، الى هذه الدّرجة. ولكن لا بدّ من التذكير بأن تصاعُد العنصرية في أميركا منذ سنوات، ينسجم أيضاً مع تصاعُد اليمين المتطرّف في أوروبا، والذي يحقّق نتائج انتخابية في دول أوروبيّة عدّة، أكثر من السابق. وهذا يُظهر اتّجاهاً عالمياً متزايداً نحو النّزعات العنصرية والمتطرّفة، لا يجب تجاهله".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة