درباس لـ"أخبار اليوم": لا جدوى من اشعال النار في خشب مبلول
عمر الراسي - "أخبار اليوم"
لبنان بلد الازمات والانهيار، يطلب منه الالتزام بالكثير من الاتفاقات، بدءا من اتفاق الطائف وصولا الى اتفاق الترسيم، مرورا بالحث والاستعجال على توقيع اتفاق مع صندوق النقد الدولي... وكلها تحدد مسار الدولة.
ولكن السؤال الذي يطرح هنا، ما الجدوى منها، اذا لم يكن هناك قدرة على التنفيذ... او ربما ليس هناك من يستطيع التنفيذ.
يرى الوزير السابق رشيد درباس، ان ما يُطلب من لبنان هو بالدرجة الاولى اعادة تشكيل الدولة، بمعنى آخر على السلطة اعادة لململة الدولة وشظاياها وعندها الدول المعنية بملف لبنان لن تتركه.
ويشرح درباس، عبر وكالة "أخبار اليوم" ان لبنان دولة لها تاريخ وعمرها مئة سنة، وهي تستأهل القيام بمجهود يحول دون انهيارها بشكل تام، لا سيما وانها من مؤسسي الامم المتحدة، ومن الموقعين على شرعة حقوق الانسان لا بل من المساهمين في كتابتها، من مؤسسي جامعة الدول العربية، ومن اولى الدول التي نالت استقلالها في الشرق الاوسط.
اذًا، الدولة موجودة وقائمة، كما هناك تقاليد ومؤسسات وكيان، والتفريط بكل ذلك هو نوع من العبث.
وانطلاقا مما تقدم، يدعو درباس الطبقة السياسية الى التنبه لـ"المعنى العميق" لاتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، قائلا: من يعتقد ان الترسيم الذي حصل هو فقط "تقاسم مياه" مخطئ، لانه يعني ان الفريقين كانا على شفير الحرب – كما قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله- وكادت ان تكون حربا اقليمية حيث كانت المسيرات تحوم في اكثر من مكان، ولكن فجأة شكر نصر الله "كتائب الصواريخ وكتائب المسيرات" واعلن ان الصمود انجز هذا الاتفاق لا بل وجد فيه "خيرا محضا ونفعا محضا". كما ان كلاما مماثلا صدر عن رئيس الوزراء الاسرائيلي يائير لابيد.
واضف الى كل ذلك ان الامر جاء بمباركة الوسيط "الاميركي- الاسرائيلي" آموس هوكستين الذي لعب دورا كبيرا واصبح له فضلا على لبنان! وبعد ذلك، قام الرئيس الاميركي جو بايدن بالاتصال شخصيا بكل من رئيس الجمهورية (السابق) العماد ميشال عون ورئيس الوزراء الاسرائيلي.
وردا على سؤال، يشير درباس الى ان شركات عملاقة تدفع مليارات الدولارات في الماء، ومعلوم ان لا احد يضع امواله تحت الماء اذا كان البر ملغوما، ولذلك هذا مؤشر على ان البر يتجه نحو الاستقرار.
ويتابع: اذا لم تر الطبقة السياسية هذا الواقع فانه قصر نظر من قبلها، مشددا على ان لا جدوى من اشعال النار في خشب مبلول، فالاتجاه ليس نحو الحرب، وما يحصل من عرضات على الشاشات التلفزيونية يأتي من "باب رزق البعض، مع الاسف الشديد".
ويختم درباس: من الجاهز للحرب، ولمصلحة من ، ولصالح اي فكرة... فكل الافكار تعهرت!