11 - 11... هل هو الموعد الجديد للانطلاق من مصر قبل العودة الى لبنان؟ | أخبار اليوم

11 - 11... هل هو الموعد الجديد للانطلاق من مصر قبل العودة الى لبنان؟

انطون الفتى | الخميس 10 نوفمبر 2022

 

الشاعر: لعَدَم الرّهان على مستجدّات خارجية بل على تغيير يبدأ من داخل المؤسّسات

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

جمرٌ تحت الرّماد يلفّ الشارع المصري في الآونة الأخيرة، بانتظار احتمالات ما يُمكنه أن يحصل، وسط دعوات سابقة لمجموعات مُعارِضَة من أجل التظاهر غداً، بهدف إسقاط نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي رغم مجهوده الكبير والمستمرّ في إظهار مصر كقوّة إقليمية بمفاعيل دولية، إلا أن هناك الكثير من علامات الاستفهام على ما يقوم به، وذلك بمعزل عن الصّراعات السياسية المصرية التقليدية، القائمة على تخيير المصريين بين الحكم "الأخواني"، وذاك العسكري، أو الفوضى.

 

تغيير

تبرز منذ سنوات، حاجة مصرية الى حكم مدني حقيقي ومُنتِج، في واحدة من أكثر البلدان العربية التي تتخبّط بمشاكل اقتصادية ومالية، يُؤخَذ على السيسي أنه يحاول حلّها على أُسُس مُكلِفَة جدّاً لمصر في مدى بعيد، من النواحي الجيوسياسية، والتي من بينها القبول باتّفاقيات مالية واستثمارية مع بعض الدول الإقليمية (لا سيّما منذ أشهر) تُضعِف الكثير من أدوار مصر خارج حدودها في المنطقة، ومن تأثيرها فيها. بينما يُمكن للرئيس المصري التركيز على ملفات أخرى لتقوية الاقتصاد، وعلى مزيد من الإصلاحات، وعلى الذّهاب أبْعَد في عوالم الحريات، وحقوق الإنسان، بما يكفل عَدَم خروج الرّساميل من مصر، بموازاة تدفُّق أخرى غيرها، في وقت لاحق.

ورغم استضافتها مؤتمر الأمم المتحدة المعنيّ بتغيُّر المناخ "كوب 27" في شرم الشيخ، وحضور كبار قادة العالم هناك، إلا أن لا شيء ينجح في حَجْب حاجة المصريّين الى التغيير.

 

مستقبل جديد

ووسط تلك الأجواء، يحطّ الرئيس الأميركي جو بايدن في مصر، للمشاركة في قمة المناخ غداً، وهو اليوم المُنتَظَر لحصول تحرّكات شعبيّة هناك. فهل يُمكن انتظار أي مستجدات شعبيّة، تؤسّس لتشديد اللّهجة الغربية تجاه القاهرة في مجالات حقوق الإنسان، ولـ "ربيع عربي" جديد تلفح رياحه منطقتنا ولبنان، ويكون مختلفاً عن مشاهد الموت والدمار السابقة؟

وهل حان وقت التأسيس لدولة مدنيّة وعصرية ناجحة في مصر، بعيداً من حكم العسكر، ومن استغلال جماعة "الأخوان المسلمين"، ومن بعض التأثيرات الإيديولوجيّة الباقية من الحقبة العثمانية وما قبلها، والتي تؤثّر على حياة الأقباط والأقليات هناك؟ دولة تنجح في تطبيق الحريات، وحقوق الإنسان، وفي التعامُل مع نشطاء الرأي، وقادرة على أن تساهم بإطلاق مستقبل جديد في العالم العربي عموماً، ولبنان من ضمنه؟

 

ليس كافياً

أوضح النّاشط السياسي ربيع الشاعر أن "هناك مشاكل اقتصادية كبيرة في مصر، حيث مستوى النموّ الاقتصادي أقلّ من ذاك الديموغرافي. وطالما بقيَ الوضع على تلك الحالة، بموازاة عَدَم تطبيق إصلاحات حقيقية بوتيرة سريعة، فإن أي نوع من الرؤساء سيواجه صعوبات شديدة في ضبط الأمن الاجتماعي، في مدى بعيد. وهذه حالة صعبة جدّاً، لا نتمنّاها أبداً لمصر، التي هي دولة تتمتّع بثقل سياسي مهمّ في العالم العربي".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "إذا أدّت مثل تلك الوقائع الى احتجاجات، وحتى الى تغيير أنظمة داخل أي دولة في المنطقة، فإن هذا لن يكون كافياً لوحده، لا في تلك البلدان، ولا حتى في لبنان نفسه. والأسباب كثيرة، من بينها أنه من يضمن نجاح الأشخاص الذين سيتولّون السلطة، بالحصول على شرعيّة حقيقيّة، لا سيّما إذا اعتمدوا على العنف؟ ومن يضمن أنهم سينجحون في المسار الديموقراطي داخل بلدانهم؟ كما من يضمن أن "الدّول العميقة" الموجودة في كل تلك البلدان، ستسمح بأي تغيير حقيقي بسهولة؟".

وأضاف:"مرّت فرنسا بالكثير من الصّعوبات بعد الثورة الفرنسية، وإيران أيضاً بعد الثّورة الإسلامية، وغيرهما من البلدان التي عاشت تغيير أنظمة، حيث لم يتمتّع كل من استلموا السلطة بعد التغيير، بالخبرات الكافية لإدارة بلد. هذا فضلاً عن أن الثوّار أنفسهم قد ينقلبون على بعضهم البعض، وهو ما يُعيق تطبيق التغيير الحقيقي".

 

من الدّاخل

ودعا الشاعر الى "عَدَم الرّهان على أي مستجدّات خارجية، بل على تغيير حقيقي محلّي يبدأ من داخل المؤسّسات اللبنانية، ويكتمل بضغط شعبي سلميّ ومستمرّ، وعبر الانتخابات، وبمواكبة من الإعلام المسؤول. فنحن لم نَعُد نحتمل التجارب التي قد تحمل لنا المزيد من المغامرات".

وتابع:"جرّبنا ضغط الشارع على المسؤولين في لبنان، ليطبّقوا الإصلاحات، ولكنّهم لم يفعلوا ذلك لأن لا مصلحة لهم به. كما حاولنا عبر الانتخابات، ولو كان قانون الانتخاب غير عادل. ولكن بخلاف ذلك، ستستمرّ دوّامة الانهيار اللبناني، لأن الاتّكال على أي تغيير خارجي قد ينعكس علينا سلبياً، بردّة فعل عكسيّة".

وختم:"حتى لو حصلت متغيّرات في الخارج، فلا يمكن للبنان أن يستفيد منها، في ظلّ عَدَم نضوج الجوّ الداخلي، وعَدَم بناء مؤسّسات فاعلة وقادرة على محاسبة نفسها، وعلى تطوير النّظام".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار