عن أميركا التي لا تُحارب روسيا والصين ببايدن ولا بالكونغرس بل بدولتها العميقة... | أخبار اليوم

عن أميركا التي لا تُحارب روسيا والصين ببايدن ولا بالكونغرس بل بدولتها العميقة...

انطون الفتى | الجمعة 11 نوفمبر 2022

مصدر: قوّة الولايات المتحدة في تكريس القطب الواحد من خلال قدراتها العسكرية

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

انتظر بعض اللبنانيين والشرق أوسطيّين الانتخابات "النّصفيّة" الأميركية، بآمال كبيرة غذّتها الأطراف التي تترعرع في صفوف فريق "أوبك بلاس" الإقليمي.

 

"انتصارات"؟

فتلك الأطراف كانت تنتظر "تكسير الأرض" بهزيمة مدوّيَة للحزب "الديموقراطي"، ولإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، ظنّاً منها بأن ذلك سيشلّ عمل تلك الإدارة، عبر تحريض الشعب الأميركي عليها من خلال محاربتها بتخفيض إنتاج النّفط، وبالمحاولات المستمرّة لرفع أسعاره. ولكن، "يا فرحة ما اكتملت"، إذ أتت هزيمة الحزب "الديموقراطي" محدودة، وبنِسَب مقبولة عمّا كان متوقَّعاً.

فالنّاخب الأميركي لم يصوّت انتقاماً من إدارته بسبب مشاكل الاقتصاد، والتضخّم، وارتفاع أسعار الطاقة فقط، بل تبعاً لمُنطلقات أخرى أيضاً لديه، وهو ما حرم بعض دول منطقتنا فرصة التلذُّذ الكامل، بـ "انتصار" كامل، في شرق أوسط يتحكّم بالسّواد الأعظم من حكامه ودوله، هَوَس الانتصارات الدائمة.

 

إصلاحات

في أي حال، لا تحارب الولايات المتحدة الأميركية روسيا في أوكرانيا، ولا هي تواجه التصاعُد الاقتصادي للصين، كما لا ترسم سياستها الخارجية، ببايدن، ولا بإدارة أميركية محدّدة، ولا بكونغرس أميركي بحدّ ذاته، بل بالدّولة العميقة الكامِنَة فيها. وهو ما يعني أن فوز "الديموقراطي" أو "الجمهوري" في أي انتخابات كانت، قد لا يغيّر الكثير في العمل الأميركي.

فهل سيمنح الحزب "الجمهوري" مثلاً، أي انتصار لروسيا، أو للصين، على حساب مصالح واشنطن، والشعب الأميركي، في أي ملف كان؟ أو هل سيقترب الحزب "الديموقراطي" من إيران مثلاً، أو من فنزويلا، على حساب مصالح واشنطن، والشعب الأميركي، في أي قضيّة كانت؟ الجواب هو بالطبع لا. ولكن المهمّ، هو أن يكون ذلك مفهوماً، من جانب بعض من في منطقتنا، الذين لن يكونوا مع "الجمهوريّين" سوى أقلّ همّاً ربما، ولوقت محدود، بالمقارنة مع ما هو حالهم مع "الديموقراطيّين"، على صعيد حقوق الإنسان، والأقليات، ومَنْع إسكات أصوات المعارضة، وتحقيق الإصلاحات...

 

تعديلات داخليّة

أكد مصدر مُطَّلِع أن "الانتخابات "النّصفية" رفعت حظوظ الحزب "الجمهوري" للانتخابات الرئاسية الأميركية في عام 2024، سواء خاضها بالرئيس السابق دونالد ترامب أو بغيره. كما أن نتائجها قادرة على التسبُّب بعقبات لسياسات بايدن مستقبلاً، وهذا صحيح. ولكن ذلك أتى على وقع أمر أساسي أيضاً، وهو أنها لم تتسبّب بالهزّة الكبيرة التي كانت مُنتَظَرة من جانب البعض، لا لإدارة بايدن، ولا للحزب "الديموقراطي".

واعتبر في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أنه "قد نرى بعض التعديلات في السياسة الداخلية لبايدن مستقبلاً، بشكل أساسي، بهدف تقوية العَصَب الديموقراطي قبل "رئاسية" 2024، وذلك سواء أعلن هو (بايدن) ترشّحه لخوضها، أو لا".

 

عصر جديد

وشدّد المصدر على أن "الانتخابات "النّصفية" بنتائجها، تعني أميركا في داخلها، وليس على صعيد سياستها الخارجيّة. فالحزب "الجمهوري" لن يسمح بهزيمة واشنطن في حرب أوكرانيا مثلاً، وهذا أمر مُؤكَّد، لا سيّما بعدما أظهرت الآلة العسكرية الروسيّة فشلها الكبير أمام نظيرتها الأميركية، و"الأطلسيّة". وهذه من الأهداف الأساسيّة التي يعمل "الجمهوريون" عليها أيضاً، منذ ما قبل تفكُّك الإتحاد السوفياتي".

وأضاف:"صاروخ أميركي لا يتجاوز ثمنه الألف دولار أحياناً، يدمّر دبابة روسيّة يفوق ثمنها مئات الآلاف من الدولارات. وهذه قوّة أميركا في تكريس القطب الواحد، من خلال القدرات العسكرية الخاصّة بها".

وختم:"هناك تسوية للحرب الروسية على أوكرانيا، قد لا يتأخّر الحديث عنها خلال الأسابيع القادمة. وهي تسوية ستتسبّب بانسحابات روسيّة من سوريا أيضاً، لا سيّما بعد النّكسات الكبرى لموسكو، بسبب جيشها الذي أثبت أنه غير جدير بالحروب، وأنه يحتاج الى مرتزقة، والى أسلحة من إيران، ومن غيرها. وهذه سقطات كبرى للروس في أوكرانيا، التي فتحت الأبواب أمام عصر دولي جديد".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة