ضربات غير صاروخيّة ولكن "عالية الدقّة" قد تترك لبنان في "الظّلام الشّامل" الى الأبد؟! | أخبار اليوم

ضربات غير صاروخيّة ولكن "عالية الدقّة" قد تترك لبنان في "الظّلام الشّامل" الى الأبد؟!

انطون الفتى | الإثنين 21 نوفمبر 2022

مصدر: عندما تكون المشكلة شعبيّة لا سياسية فقط يبطل العَجَب من أي انهيار

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

لبنان في "العتمة"، وينتظر تغذيته بالتيار الكهربائي لساعات، وسط كلام كثير في هذا الإطار، والذي رغم التأكيدات المتعدّدة، إلا أن لا شيء موثوقاً تماماً في شأنها.

هذا في لبنان، الغارق في الظّلام، رغم أننا لسنا في حالة حرب، ولا نتعرّض لهجمات، ولا لضربات تطال ما تبقّى من بنى تحتيّة "مُتعَبَة" في بلادنا.

 

أوكرانيا

أما في أوكرانيا، وبعد أسابيع قليلة تَلَت الموجة الأولى من الضربات العنيقة لمنشآت الطاقة الأوكرانية، التي شنّها الجيش الروسي في تشرين الأول الفائت، أُعلِنَ عن عودة خدمات المياه والكهرباء الى كل مناطق العاصمة الأوكرانية كييف، بالكامل، طبعاً بموازاة تأكيد الحاجة الى التقنين، والى الانقطاع المُبرمَج في التيار الكهربائي بسبب الخَلَل الكبير الذي أحدثته الهجمات الروسيّة، والتي تحتاج الى مسار من الإصلاح. هذا فضلاً عن استمرار التحذير من خطر موت بعض الناس هناك برداً، وصقيعاً.

ورغم تكرار موسكو ضرباتها الصاروخيّة العنيفة على منشآت الطاقة الأوكرانية، خلال الأسبوع الفائت، والتي تسبّبت بإغراق أوكرانيا بمزيد من الظلام، إلا أن بعض المعلومات تُفيد بأن التقنين الكهربائي في بعض الأماكن هناك يتراوح ما بين أربع وستّ ساعات، وذلك طبعاً بموازاة الاعتراف بالحاجة الى الحدّ من استهلاك الكهرباء، وبتحضير بعض الأوكرانيين أنفسهم لمغادرة البلاد، خلال موسم الشتاء القاسي، ومن ثم العودة في بداية الربيع القادم، توفيراً لمصادر الطاقة هناك.

 

قنابل نووية

هذا هو الوضع في أوكرانيا حالياً، حيث تدور الحرب العالمية الثالثة، على أرض واحدة، لا تزال توجد فيها دولة، وهي تتمتّع بالقدرة على التعامُل مع أشرس الضّربات الروسيّة، وعلى النجاح بالتكيُّف اللازم مع الأوضاع الجديدة، ولو بحدّ أدنى.

وأما في لبنان، حيث السلام، والأمان الوطني، فالدولة "مضروبة" بحكامها، وغارقة بـ "عتماتهم"، الأشدّ قسوة من القنابل النووية.

 

الشعب

شدّد مصدر مُواكِب للمشاكل التي تُحيط بملف الطاقة في لبنان، على أن "المسألة لا تعود الى نيّة وزير، أو مسؤول بحدّ ذاته، بالعمل أو لا، ولا بشروط سياسية، ولا حتى بإصلاحات معيّنة بحدّ ذاتها، بل بشعب لبناني تعايَشَ مع أزمة الطاقة في بلده".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الشعب اللبناني يُعاني من انقطاع التيار الكهربائي منذ سنوات، ولم يتحرّك، بل وافق على دولة المولّدات الخاصّة، وصمت عن التجاوزات في هذا الملف. فوصلت به الأحوال الى تقنين كهربائي 24/24، تعايش الجميع معه أيضاً، وهو مُترافِق أحياناً كثيرة مع الدّفاع عن "مافيات" المولّدات الخاصّة، وعن امتداداتها السياسية التي تمنع أي حلّ لملف الطاقة في لبنان. وهو دفاع من جانب الشعب اللبناني ذاته، ولأسباب سياسية".

 

يبطل العَجَب

وأكد المصدر أنه "يُمكن أن تُصبح الدولة اللبنانية، بمكوّناتها كافّة، مُجبَرَة على تطبيق الإصلاحات المطلوبة منها دولياً، في أي يوم من الأيام. وقد تتوفّر الشروط السياسية التي تسمح للبنان بأن ينعم بتغذية كهربائية مستمرّة. ولكن هل يُمكن للشعب اللبناني، أن يُحسِن الضّغط على حكوماته مستقبلاً، لحُسن استثمار الطاقة الكهربائية، بشكل مُستدام؟".

وختم:"عندما تكون المشكلة شعبيّة، لا سياسية فقط، في أي بلد كان، يبطل العجب من أي انهيار، أو تجاه أي أزمة".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار