المسيحيّون في لبنان... يبحثون عن رئيس للجمهورية في كوب من المياه وسط البحر! | أخبار اليوم

المسيحيّون في لبنان... يبحثون عن رئيس للجمهورية في كوب من المياه وسط البحر!

انطون الفتى | الإثنين 21 نوفمبر 2022

مرجع مسيحي: ترتفع حظوظ بعض الأسماء رئاسياً لأنه لا يُمكن السّماح لأخرى بدخول قصر بعبدا

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

يُصارع المسيحيّون في لبنان لانتخاب رئيس للجمهورية، مثل من يُقاتِل للحصول على كوب من المياه، وسط البحر.

فهذا المنصب هو من حصّة لبناني مسيحي، عُرفاً، ومنذ عقود، وهو ما يستوجب حديث أي جهة إقليمية أو دولية مع المسيحيّين في لبنان، أوّلاً، وقبل أي طرف لبناني آخر. ونقول ذلك بعيداً من الطائفية.

 

لغة خشبيّة

فعلى سبيل المثال، ماذا لو قرّر العالم، أن يتحدّث عن مستقبل رئاسة مجلس النواب مثلاً، مع المسيحيّين في لبنان حصراً، وبما ينطلق نحو الشيعة ببعض الشكليات، والزيارات العاديّة ربما، وذلك بالاعتماد على أنه منصب وطني؟ أفما يُمكن للبنان أن يشتعل خلال ثوانٍ قليلة، في مثل تلك الحالة؟

الغريب في هذا الإطار، هو تسليم أكبر الأحزاب المسيحية في لبنان، بواقع دائم يرافقنا منذ سنوات، وهو أن تكون في "مقعد خلفيّ" من أي محادثات خارجية - داخلية، على مستوى رئاسة الجمهورية؟ كما أن الغريب، هو عَدَم إعطاء أي بُعْد سلبي لهذا الأمر، على المستقبل المسيحي العام في لبنان، ضمن منطقة يُعاني فيها المسيحي كثيراً، سياسياً، وديموغرافياً، ومعيشياً... وذلك بموازاة استمرار اللّغة الخشبيّة لدى معظم القيادات المسيحية، عندما تتحدّث عن الوحدة الوطنية، وعن الشراكة... مع الآخر في الوطن.

 

أقنعة

أشار بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق والعالم، لويس روفائيل ساكو أمس، الى أن عشرين عائلة مسيحية تغادر العراق شهرياً، مُعبِّراً عن امتعاضه من بعض السياسيين المسيحيين بسبب إطلاقهم أوصافاً على بعض الأطراف السياسية، واستعمالهم الرّموز الدينية في غير محلّها، وبما يدنّسها، لأهداف سياسية، من مستوى اعتبار أن هذا الشيخ أو ذاك (كالشّيخ الخزعلي مثلاً) يطبّق تعاليم السيّد المسيح.

وتوغّل البطريرك ساكو بصراحته، وذهب الى العُمق، بقوله إن مع احترامه الكامل للشيخ (الخزعلي)، إلا أنه مسلم شيعي يطبّق الشريعة الإسلامية لا التعليم المسيحي، وإن "هذه الأقنعة يجب أن تُرفَع".

كما تحدّث البطريرك ساكو عن تعرُّض بعض المسيحيين العراقيّين لحالات مُوجِعَة من التضييق والظّلم في المؤسّسات والمناصب العامة، وعن أمور كثيرة أخرى غيرها. ورغم ذلك، لا نجد من يتّعظ من تلك الوقائع في لبنان، لمحاولة التدارُك، ولعَدَم بلوغ مرحلة "الحَيْط الواطي" أكثر، رغم أن الوجود السياسي والرسمي للمسيحيّين فيه (لبنان) على مستوى الدولة، لا يزال مقبولاً حتى الساعة، بالمقارنة مع ما هو موجود في دول أخرى بالمنطقة. ولكنّه يذوب تدريجياً، بتعامٍ مسيحيّ رسمي غير مقبول، يسلّم بوحدة لبنانية على طريقة "التّصفيق بيد واحدة"، من جانب فريق واحد في البلد، هو (الفريق) المسيحي.

 

تحقيق مصالح

شرح مرجع مسيحي أن "مُنطلقات ما وصلت إليه الحالة المسيحية في لبنان، وأسباب التصرُّف الخارجي مع الاستحقاق الرئاسي، من خارج الاعتراف بضرورة التنسيق مع المسيحيّين في شأنه كأولوية، يعود الى معرفة الجميع بأن الأحزاب المسيحية لا تتّفق مع بعضها البعض، ولا تثق ببعضها البعض، وأن لا مجال لاتّفاقها، لا على إسم واحد تفرضه على الجميع، ولا على شيء. وحتى إن الأحزاب المسيحية لا تعمل على أساس وجوب احترام الخصوصيّة المسيحية لمنصب رئاسة الجمهورية، بقدر ما تسعى الى تحقيق مصالح معيّنة، تنبع من علاقاتها وتحالفاتها الداخلية غير المسيحيّة، والخارجية، ولمصالح قد لا تكون لبنانيّة دائماً".

وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "فتح قنوات التواصُل، حتى بين بعض الأحزاب المسيحيّة، قد يكون مستحيلاً في كثير من الأحيان، لا سيّما في الملف الرئاسي. وبالتالي، كيف يُمكن أن نفرض على العالم، أي ممرّ مسيحي إجباري للحديث عن الاستحقاق الرئاسي في لبنان؟ ومن النتيجة الطبيعية لذلك، هو عَدَم انتخاب أي رئيس، من خارج التراضي العام، الداخلي والخارجي، خلال العقود الثلاثة الأخيرة".

وختم:"مؤسف حقّاً أن ترتفع حظوظ بعض الأسماء للانتخابات الرئاسية، أو أن يتزايد الحديث عنها، فقط لمجرّد أنه لا يُمكن التفكير بأسماء أخرى، أو بالسّماح لها بدخول قصر بعبدا".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة