الإعلان عن تأسيس دولة جديدة في المنطقة... هل اقترب الموعد وما هي؟ | أخبار اليوم

الإعلان عن تأسيس دولة جديدة في المنطقة... هل اقترب الموعد وما هي؟

انطون الفتى | الإثنين 21 نوفمبر 2022

عبد القادر: الجيوسياسة الدولية لا تتغيّر بسهولة ومن المرجّح أن يستمرّ النّزاع

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

هل تشكّل الرّغبات التركية والإيرانية الأخيرة بشنّ ضربات "قاضية" على الأكراد، مقدّمة لوضع الملف الكردي على طاولة إقليمية - دولية جديّة؟

 

ضرورة

وهل اقترب وقت الإعلان عن دولة كرديّة مستقلّة، باتت ضرورة عالمية ربما، لتحريك الرّكود الإقليمي العام في سوريا والعراق، أو للاستفادة من الفرص الكثيرة القادرة على أن توفّرها للدّول التي تحتاج الى النّفط، على أعتاب "التحوُّل الطاقوي" العالمي؟ هذا فضلاً عن أن هناك الكثير من المجالات التي يُمكن لمناطق التركُّز الكردي في الشرق الأوسط، أن تسرّع الخطوات باتّجاهها.

 

بداية طريق؟

تركيا تقصف، وتهدّد بالمزيد والمزيد، ضدّ الأكراد. فيما طالبت إيران العراق بنزع سلاح الجماعات الكردية المُناهِضَة لها داخل الأراضي العراقيّة، فأتاها الردّ العراقي بطلب مهلة، في ما يعود الى تلك النّقطة. فهل تكون تلك المطالب، التي لا يُمكن لعلاقات ثنائية، أو ثلاثية، أو رباعية حتى فقط (تركيا - سوريا - العراق - إيران) أن تحقّقها من دون تنسيق مع دول العالم، ومع شركاء وحلفاء الأكراد في الغرب أيضاً، (هل تكون) بداية الطريق لحلّ الملف الكردي، ولإعلان دولة كردية بما يُرضي جميع الأطراف، ويوفّر الأمن للجميع، ويحقّق المصلحة للجميع؟

 

أزمة مستمرّة

أشار العميد الركن المتقاعد نزار عبد القادر الى أن "ليس هناك من إمكانية لحلّ الملف الكردي المُزمن، وسط هذا الكمّ الهائل من المشاكل حالياً".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الأزمة الكردية ممتدّة منذ عشرينيات القرن الفائت، وهي مستمرّة. والدول التي جرى تقسيم كردستان عليها، تتمسّك كل واحدة منها بما حصلت عليه من الأراضي الكردية، وتحكم هذا الشعب الذي يتطلّع دائماً الى الاستقلال، أو الى الحكم الذاتي على الأقلّ، بالحديد والنار. وحتى قبل بَدْء زمن الهجمات التركية على المناطق الكردية في سوريا والعراق، كان النظام العراقي السابق في حالة حرب مع إقليم الشمال الكردي، فيما كانت دمشق على خلاف كبير مع الأكراد أيضاً، سواء في شمال، أو في شمال شرق سوريا".

 

أخطاء تاريخيّة

ورأى عبد القادر أن "لا اهتمام عالمياً جدياً بمصير الشعب الكردي، وبأمنه، وبحياته، كما يبدو. فإيران تسعى لإعادتهم الى الطاعة الإيرانية، في المناطق الخاضعة لسيطرتها. أما في العراق، ورغم إسقاط نظام الرئيس الراحل صدام حسين بعد احتلال الجيش الأميركي بغداد في عام 2003، لا يزال الأكراد يعانون من الضّغط التركي، ومن ذاك الإيراني، ومن دون أن يتحقّق لهم حلم الحكم الذاتي".

وأضاف:"هذه قضية تاريخية فشلت البشرية في حلّها بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، وحتى بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية. ولا يزال العالم يُشيح بوجهه عن الأخطاء التاريخية التي ارتُكِبَت بحقّ الشعب الكردي. وحتى وسط أزمة الطاقة والاقتصاد العالمية التي برزت بعد الحرب في أوكرانيا، تبدو مساعي وضع الملف الكردي على طاولة دوليّة جديّة مُستبعدة، إذ لا يُمكن تغيير أخطاء تاريخيّة ارتُكِبَت منذ أكثر من 100 سنة تقريباً، في وقت قياسي".

 

تصحيح خرائط

وشدّد عبد القادر على أن "أي تغيير جدّي في هذا الملف، سيُطاول الخرائط السياسية والديموغرافيّة أيضاً، وأماكن السيادة، وسيغيّر في خريطة منطقة شرق المتوسط، وجنوب غرب آسيا".

وتابع:"الجيوسياسة الدولية لا تتغيّر بسهولة، وهي تحتاج الى ظروف معيّنة لذلك، من مستوى هزّات عالمية كبيرة جدّاً مثلاً. وبالتالي، من المرجّح أن يستمرّ النّزاع بين الأكراد، وبين كل الدول التي يتواجدون بها، في المنطقة، ومن دون أي تحرّك فعّال للحلّ في وقت قريب".

وختم:"تصحيح الخرائط، وإعادة تحديد الدول، ومَنْح الشعوب رغبتها بالاستقلال، هي أصلاً من أصعب المشاكل التي تواجهها الإنسانية في كل مكان".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة