دولة عاجزة عن خدمة مناطقها... "إبرة" تحوّلت الى كلاشنيكوف وما هو أكثر منه!؟ | أخبار اليوم

دولة عاجزة عن خدمة مناطقها... "إبرة" تحوّلت الى كلاشنيكوف وما هو أكثر منه!؟

انطون الفتى | الخميس 24 نوفمبر 2022

مصدر: البلد بات مُجمّداً وكل شيء دخل دائرة الشّلَل

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

عندما تكون الدولة عاجزة عن الوصول الى مناطقها كافّة، بقواها الأمنية والعسكرية، لا تعود تصلح لأن تُوَصَّف كدولة.

وعندما تكون الدولة عاجزة عن التدخُّل في اقتصادها، لِلَجْم انهياره، مرّة بحجّة احترام الاقتصاد الحرّ، ومرّات ومرّات لأسباب أخرى، هي الحقيقية في الأساس، وهي من مستوى استفادة "حاميها حراميها" من الاحتكار، والتخزين، ورفع الأسعار، ومن "قذارات السوق السوداء"...، لا تعود تصلح لأن تُعامَل كدولة.

 

زعامات مناطقيّة

وعندما تكون الدولة عاجزة عن الوصول بخدماتها، الى مناطقها كافّة، تارِكَةً تلك المهام للظّروف العشائرية، والقبائلية، ولبعض الزّعامات المناطقية، التي لطالما دخلت المجالس النيابية، والدولة من أبوابها العريضة، عبر ممارساتها "الميليشياوية المناطقية"، (عندما تكون...)، لا تعود تصلح لأن نتحدّث عنها كدولة.

فمن أبرز الإصلاحات الواجب تطبيقها في لبنان، وفي القريب العاجل، هي انتزاع الخدمات والحاجات الحيوية، في المناطق كافّة، من أيدي الزّعامات المحليّة فيها، والعشائر، التي تُضعِف هيبة الدولة، وأمنها، واقتصادها. وهذا قد يكون من أهمّ الأساسيات، الى جانب أمور أخرى، من أجل استعادة الدولة، واقتصادها، وأمنها، والتنعّم بتغذية كهربائية 24/24، والنّجاح في قطف ثمار التوقيع على برنامج مع "صندوق النّقد الدولي".

 

غياب الدولة

صعوبة توفير المال اللازم للقيام بهذا الدّور، هو عائق أساسي في الوقت الرّاهن، وهذا أمر نعرفه. ولكن كما أنه لا يُمكننا التسليم بغياب الدولة عن حدودها، وعن معابرها، وعن أمنها... فإن لا مجال أيضاً للقبول بالأمر الواقع المناطقي، والمحلّي... في مناطق كثيرة، حتى ولو كانت الدولة عاجزة عن تحقيق أي شيء حالياً.

فالتسيُّب يبدأ بـ "إبرة"، ويتحوّل الى كلاشنيكوف، قبل أن "يتطوّر" الى سطوٍ على السلطات، والمؤسّسات كافّة.

 

شَلَلْ

أكد مصدر مُطَّلِع أن "الدولة لن تكون قادرة على الوصول بخدماتها الى المناطق الكافة، قريباً. وهذا ليس سرّاً، خصوصاً أن الأزمة الاقتصادية والمالية التي تعصف بها، لم تجد طريقها الى أي حلّ ملموس بَعْد".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "لا انفراجات قريبة على صعيد التوقيع على برنامج مع "صندوق النّقد الدولي". فالبلد كلّه بات مُجمّداً، وكل شيء دخل دائرة الشّلَل، الى أن يتمّ استكمال اتّفاق الترسيم البحري الجنوبي بانتخابات رئاسية، وبتشكيل حكومة جديدة، وببَدْء تطبيق الإصلاحات".

 

أساسيات

ولفت المصدر الى أن "لا مجال أمام الدولة لتحقيق شيء، ضمن أي بقعة من أراضيها حالياً، إذ إنها ما عادت موجودة أصلاً. والمشاكل تتجاوز البحث بكيفيّة توفير رواتب الموظفين بشكل مُستدام، وبمدى القدرة على تمكين تلك الرواتب من مواكبة الانهيارات المستمرّة في البلد، وبما إذا كان يُمكن توفير السُّبُل اللازمة للاستمرار بالعمل في مؤسّسات الدولة".

وختم:"قد نهتمّ بما يحصل في الإدارات والمؤسّسات العامة، وبما يُعاني منه من يعملون فيها، في ظلّ الظّروف الصّعبة. ولكن الدولة ليست عاجزة فقط عن توفير الحبر، والأوراق، والمستلزمات الأخرى الضّرورية لمؤسّساتها، بل (عاجزة) عن تأمين دوائر وإدارات صالحة للعمل، ولخدمة المواطن، على مستوى توفُّر المحارم الورقيّة، ومحارم المراحيض، وغيرها من الأساسيات أيضاً".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة