مصدر: بورصة سرية بين المُنتجين والبائعين والمُشترين
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
يتأكّد بالملموس، ويوماً بعد يوم، أنه يتوجّب على بعض أغنى دول منطقتنا التي "صبغت" لبنان بعار المخدرات، والتهريب، أن تنظر الى ما في داخلها، وأن تنظّف ما لديها، وأن تُصلِح مجتمعاتها أوّلاً، وذلك قبل أن تعيّر غيرها بعوالم المخدرات، و"التخدير".
"كارتيل"
فإعلان "يوروبول" عن تفكيك "كارتيل" ضخم لتهريب الكوكايين في إحدى أهمّ مدن الخليج، وفي دول أوروبية، ضمن إطار عملية طويلة الأمد، وهو ("كارتيل") يُدار من قِبَل عناصر في إحدى أغنى الدول النّفطيّة في منطقتنا، ويتحكّم بنحو ثلث تجارة الكوكايين في أوروبا، و(الإعلان) عن مداهمات في بلجيكا، وفرنسا، وهولندا، وإسبانيا، ومنطقة الخليج، تُعيد الى الأذهان الأنشطة "القَذِرَة" التي تدور في بعض أهمّ بلدان منطقتنا، التي "تستشهد" (من استشهاد) أمام المحافل الدولية بسبب الفساد اللبناني، وما ينطلق منه من أنشطة غير شرعية (ولا ننكر ذلك) باتّجاه أراضيها، ولكن بتجاهُل تامّ لما فيها هي من فساد، وأنشطة سوداء، و(بتجاهُل) لما في بعض بلدان الجوار المُحيطة بها من "عُمق لوجستي" متوفّر للعصابات العابرة للحدود، والبحار.
عصابات
فهذا النّوع من العصابات يوفّر ميزانيات بمليارات الدولارات سنوياً، تستفيد منها أنظمة، ودول، في منطقتنا، وخارجها. وأما القيام بتوقيفات، والإعلان عنها، فهو محصور ببعض الظّروف، وتبعاً لبعض المصالح.
بورصة سريّة
أكد مصدر مُطَّلع "أننا في لبنان لم نَكُن موقعاً أو ممرّاً للتصنيع وللتجارة بالمخدرات في الأساس، بل ان دولاً مثل أفغانستان، وحتى في مرحلة ما بَعْد الاحتلال الأميركي في عام 2001، تضع ميزانيّاتها الرسمية بالاستناد الى زراعة المواد المخدّرة فيها، وتصنيعها، وتهريبها عبر الحدود".
وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الأنشطة المرتبطة بالمخدرات زادت كثيراً في لبنان، كما في دول مثل سوريا، والعراق، ومصر أيضاً، قبل نحو عقد من الزّمن، وبالتزامن مع حروب وثورات "الربيع العربي"، وبسبب الصّعوبات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية التي تسبّبت بها تلك الحروب. فالبحث عن مداخيل جديدة وإضافية، والتعامُل مع زيادة الأعداد من العاطلين عن العمل، تراوحت ما بين زيادة النّزوح، واللّجوء، والهجرة، والتجارة بالمخدرات، خصوصاً أنه يوجد من يشتريها في منطقة الخليج، وحتى في كل دول العالم. ولا بدّ من القول إن هناك بورصة سرية بين المُنتجين، والبائعين، والمُشترين".
اتّهام لبنان
وشدّد المصدر على أن "من يبيع، لا يتعامل مع دول أو جهات فقيرة بشكل أساسي، بل مع أغنى الدول و"الزبائن". وحتى إن التنسيق على هذا الصّعيد، يدور حول هذه النوعيّة من الشّارين".
وختم:"لا يُمكن لأي دولة في المنطقة أن تتّهم لبنان بأنه يؤذي مجتمعاتها عبر المخدرات. فهذه مواقف واتّهامات سياسية، قبل أي شيء آخر. وما على تلك الدول إلا أن تعترف بما فيها من سوق للتجارة والتعاطي، خصوصاً أن لها ما لها في سوق المخدرات اللاشرعي".