استباحة الرئاسة والاستهزاء بالموقع مستمر والطائف يضرب من بيت ابيه
عمر الراسي - "أخبار اليوم"
على الرغم من الصوت البطريركي الذي صدح في الفاتيكان، حيث طالب البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، الذي قال في عظة الاحد من الفاتيكان: "بقطع النظر عن العُرف القائل بوجوب نصاب ثلثَي أعضاء مجلس النوّاب في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، يجب ألّا ننسى المبدأ القانوني القائل: "ان لا عرف مضادًّا للدستور". الدستور بمادّته 49 عن انتخاب الرئيس بثلثي الأصوات في الدورة الأولى، وفي الدورة التالية وما يليها بالأغلبية المطلقة (نصف زائد واحد). فلماذا إقفال الدورة الأولى بعد كلّ إقتراع وتعطيل النِّصاب في الدورة التالية خلافًا للمادة 55 من النظام الداخلي للمجلس؟" فان السؤال الاساسي بحسب مرجع سياسي ماروني: الى اي مدى تستمر استباحة الرئاسة والاستهزاء بالموقع ، والاستمرار في لعبة حرق الاوراق البيضاء وحرق الاسماء، وبالتالي هل يستسيغ هؤلاء الفراغ، وهل يستسيغونه لغايات تناقض كليا اتفاق الطائف؟
يشرح المرجع عبر وكالة "أخبار اليوم" ان اتفاق الطائف بحد ذاته يتعرض للضرب والاستهداف من بيت ابيه، معتبرا ان كل المعارك التي تخاض اليوم تحت عناوين شتى تهدف الى اطالة امد الفراغ، حيث هناك محاولة لالهاء الشعب اللبناني عن همومه الاساسية. فالالم في مكان آخر، اجتماعي اقتصادي مالي ضرائبي حيث الخزينة فارغة يحاولون ملئها من جيوب الفقراء.
واشار المرجع الى ان كل شيء مهم يتم التعامل معه على اساس استهداف الموقع الرئاسي بشكل شامل، من خلال استمرار الشغور، وانتظار الاستحقاقات الدولية كلها، محذرا من ان تغيير وجه النظام اللبناني سياسيا واقتصاديا ونقديا واستشفائيا وتربويا يحصل تباعا في ظل "اللا دولة".
ورأى المرجع استطرادا ان الزعامات في لبنان منذ الاستقلال ولغاية اليوم بنيت بالمال او بالدم (الحروب)، اما اليوم فنجد ان الزعامات تبنى على افقار شعب بأكمله، اي هناك محاولة لخلق نظام جديد من رحم ارهاق هذا الشعب الذي خدع في 17 تشرين الاول تحت عناوين براقة، فتحول الى مأزوم الى اقصى ما يمكن ان يكون، والخشية ان لا يعود امامه الا الاجرام.
وهنا شدد المرجع على ان تطوير نظام الطائف امر لا بدّ منه كونه فقاس ازمات ولا يوجد فيه ما يؤدي الى الحل، ولكن لا يجوز ان نصل الى هذا التطوير من خلال افقار الشعب وضرب اي امكانية للتحرك عنده، وبالتالي ما الجدوى من نظام يقام على انقاض دولة، واي نظام يمكن ان يعيش اذا الدولة لم تكن قائمة ولا الشعب قادر على النهوض في ظل غياب كافة الخدمات وارهاقه تحت نير الضرائب!
واذ انتقد حفلة التكاذب الكبيرة الهادفة الى الانقضاض على النظام وتحميل المسيحيين المسؤولية، وختم: وسط هذا المشهد القاتم والانهيار الشامل، اين اصبح الوجه الثقافي للبنان... انه يسير على خطى الانهيار ايضا!