هل تستبدل بعض الدول العربية جهودها لإسقاط النّظام الإيراني بالحفاظ عليه؟ | أخبار اليوم

هل تستبدل بعض الدول العربية جهودها لإسقاط النّظام الإيراني بالحفاظ عليه؟

انطون الفتى | الإثنين 05 ديسمبر 2022

مصدر: قد يصعُب إخضاع الخيارات الشخصية للأُطُر السياسية بعد ثورة النّساء والشباب في إيران

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

بمعزل عمّا يُمكنه أن يحصل في إيران على مستوى مصير "شرطة الأخلاق"، ومراجعة قانون إلزامية ارتداء النّساء لغطاء الرأس في الأماكن العامة، فإن مجرّد التداوُل بمثل تلك الأمور يشكّل ثورة بحدّ ذاتها، لا تتعلّق بالشعب الإيراني وحده، بل بشعوب دول المنطقة والعالم الإسلامي عموماً. وهو ما يُمكن أن تكون له تبعاته ليس فقط على صعيد نظام الحكم في طهران، بل أنظمة حكم كل الدول العربية والإسلامية، ومنها دول الجوار الإيراني.

 

على امتداد الشوارع

وفي هذا الإطار، يطرح بعض المراقبين مجموعة من الأسئلة حول مصير "العداء" القائم بين بعض الدول العربية والخليجة من جهة، وبين إيران من جهة أخرى، والذي قد ينتهي باستبدال بعض دول الخليج جهودها لإسقاط النّظام الإيراني، بجهود المساعدة على الحفاظ عليه، في ما لو أدّت احتجاجات العَطَش الشعبي الإيراني الى الحقوق الشخصيّة، والحريات الشخصية، الى ثورات وتحرّكات نسائية، وغير نسائية ربما أيضاً في المستقبل، على امتداد الشوارع العربية والخليجية.

 

تحرّكات نسائية

فالانفتاح الحاصل في بعض الدول العربية والخليجية، ليس أكثر من ثمرة "مشيئة حاكم"، و"مصلحة حاكم"، بينما يمكن لنجاح الثورة الشعبيّة في إيران، أن يفتح شهيّة شعوب الدول المجاورة لها الى ما يتجاوز رغبات الحاكم، وخصوصاً لدى الفئات التي قد تكون توّاقة الى ما هو أبْعَد من أفخر الأطعمة والمشروبات، ومن الطبابة المتوفّرة، ومن حفلات الشّواء اليوميّة، ورواتب الـ 100 ألف دولار شهرياً... أي الى مزيد من الحريات الشخصيّة، ومن التعبير عن الآراء...

فهل تشكّل إيران قاعدة لتصدير الثّورة، ولكن ثورة الشعب الإيراني، لا تلك التي غيّرت النظام الإيراني في عام 1979؟ وهل يُصبح النّظام الحالي في طهران حاجة، لألدّ أعدائه، إذا بدأت بعض التحرّكات النّسائية مثلاً، في الشوارع العربية والخليجية، وإذا وصلت الاحتجاجات الإيرانية الى مرحلة النتائج المُحرِجَة لكلّ من في محيطها؟

 

من مكان الى آخر

رأى مصدر مُطَّلِع على الشؤون الخليجية أنه "بلعبة السياسة، قد تختلط بعض الظروف بالمصالح، الى درجة تجعل مستقبل الأمور شديد التّعقيد".

وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "الخضّة التي أُثيرَت في إحدى الدول الخليجية قبل أشهر، والأخذ والردّ حول إلغاء إلزامية تغطية شعر المرأة والعنق لالتقاط الصورة الشخصية التي تعود الى بطاقة الهوية الوطنية، كان الهدف منها حَشْر النّظام الإيراني في الزاوية. ولكن من المرجّح أن تكون الاحتجاجات الإيرانية نقلت الرأي العام النسائي في المنطقة عموماً، من مكان الى آخر، وليس في دولة واحدة".

 

مسار التاريخ

وشدّد المصدر على أن "الحياة لا تعود الى الوراء، وما عاد يُمكن لأي نظام في المنطقة أن يُعاند مسار التاريخ، أو أن يعاكسه. وما يحصل في إيران حالياً ستكون له ارتداداته في العالم كلّه، وليس في العالم الإسلامي وحده، وذلك على صعيد الجدل حول بعض الممارسات والقضايا التي تحظى بنقاش عميق بين عدد من الدول الأوربية مثلاً، وبعض المنظّمات والدول التي تُعنى بشؤون المسلمين فيها".

وختم:"قد يصعُب على المنظّمات والدول الإسلامية أن تُخضِع الخيارات الشخصية للشعوب لصالح الأُطُر السياسية، لا سيّما في مرحلة ما بعد ثورة النّساء والشباب في إيران. ولكن هذا المسار يحتاج الى سنوات بَعْد، قبل أن تتوضّح معالمه الكاملة".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار